لا حاجة للإعلان فالزبون يعرف الفرق

أفضل مَن يصنع مجدافين.. أولاد عبد الغفور مازالوا في الفلوجة مع الخشب العراقي

الفلوجة (الأنبار) 964

عمال الفلوجة وعوائلها يعرفون الوجهة الصحيحة حين يحتاجون الأدوات الخشبية وبعض قطع الأثاث، فمهما انخفضت أسعار المنتجات الصينية وغيرها، تثبت التجربة أن البضائع المستوردة لا تضاهي ما تصنعه أيدي أبناء الحاج عبد الغفور الذين ورثوا ورشة الخراطة عن أبيهم في سوق العلاوي وسط المدينة، ويصنع الأبناء اليوم (عبد الكريم وإخوته) المجاديف و”الحجلة” و”الكاروك”، وكراسي المصاحف ومقاعد الجلوس، و”الجمجة” والفأس، ويستخدمون خشب أشجار الصفصاف والتوت والبلوط والجوز، ويعتمد أهل المدينة وخارجها على منتجاتهم ما يمنح الورشة القدرة على الاستمرار رغم أطنان الأدوات المستوردة التي تغرق العراق، ويتحدث الأسطوات بثقة عن ضمان يصل إلى 15 سنة للخشب المحلي، لكن لا ضمان على الخشب المستورد.

عبد الكريم عبد الغفور – نجار، لشبكة 964:

ورثنا هذه المهنة أباً عن جد، ونعمل في مجال الخراطة (تشكيل الخشب) ونتعامل مع أنواع متعددة من الخشب، وننتج مجموعة متنوعة من المنتجات مثل قواعد الدرج، الطبلات “الكومدينات” القديمة والمشغولات التراثية المطلوبة كالمجاديف وقلوب النركيلة.

الاستيراد أثر علينا نوعاً ما، وتسبب بتوقف العديد من الشباب عن مواصلة هذه المهنة لكننا نتمنى أن يتطور عملنا، وأكثر الطلب غالباً يكون على كراسي مصاحف ومقاعد الجلوس ونصنع أحياناً دون طلب مُسبق، حيث يأتي الزبائن إلينا من بغداد والرمادي والحلة وتكريت وهيت.

الأثاث المستورد أثر علينا لكن من حيث المتانة فهو لا يضاهي المنتج المحلي، ونستخدم الخشب المحلي الذي نصنعه من أشجار البلوط والتوت والصفصاف والجوز، بالإضافة للخشب المستورد.

لدينا نوعان من الخشب الجاوي الصاج والأبيض، وننتج المجاديف من الخشب الأبيض ونصنع أيضاً الحجلة والكاروك والكراسي، ونعطي ضماناً على الخشب الطبيعي من 10 إلى 15 سنة، ولا ضمان على الخشب المستورد.

كل المنتجات المستوردة هي منتجات جميلة شكلياً لكنها تفتقر إلى المتانة وأسعارها رخيصة لكنها لا تصمد.

محمد دردوع – زبون، لشبكة 964:

نشكر أولاد عبد الغفور التكريتي على محافظتهم على هذه المهنة الجميلة، آباؤنا وأجدادنا كانوا يأتون إلى هنا ويشترون الأدوات الخشبية مثل الجمجة والفأس لأنها كانت جزءاً من مهنتهم، ومنتجاتهم تدوم أكثر بكثير من المنتجات التجارية المنتشرة حالياً وخصوصاً القادمة من الصين أو من مصادر غير معروفة، بالإضافة لذلك فأسعارهم مناسبة، نحن كعمال بناء نستخدم الجمجة في دق الطابوق والمنتجات المستوردة لا تدوم وتنكسر بسرعة لذلك توجّهنا إلى منتجات أولاد عبد الغفور فهم يخافون الله ويقدّمون لنا جودة عالية جزاهم الله خيراً.