الكلمة الافتتاحية

رئيس الجمهورية: قمة بغداد تعقد وسط ظروف معقدة تهدد أمن منطقتنا

بغداد – 964

قال رئيس الجمهورية عبد اللطيف رشيد، اليوم السبت، إن قمة بغداد تعقد وسط ظروف ومتغيرات “بالغة التعقيد” وتحديات تهدد أمن المنطقة، مشيراً إلى ضرورة أخذ المبادرة والحراك العاجل لتعزيز فرص الاستقرار العربي والإقليمي والدولي، وذلك خلال كلمته الافتتاحية في مؤتمر القمة العربية بدورتها ال34.

نص كلمة رشيد، تابعته شبكة 964:

“بسم الله الرحمن الرحيم، أصحاب الفخامة والسمو والمعالي

معالي الأمين العام لجامعة الدول العربية

الضيوف الكرام، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

باسمنا وباسم الشعب العراقي، يسعدنا أن نرحب بكم في بلاد الرافدين، نتشرف اليوم باحتضان أعمال القمة العربية بدورتها الرابعة والثلاثين، في ظل ظروف أمنية معقدة وتحديات اقتصادية، إذ يهدد شبح الحرب الأمن والاستقرار، ويعرقل جهودنا التنموية وتطلعاتنا المستقبلية، فضلاً عن المشكلات الاقتصادية التي بدت آثارها واضحة وأخذت تلقي بظلالها على حياة شعوبنا.

ويطيب لنا اليوم أن يتسلم العراق رئاسة القمة العربية، معربين عن تقديرنا العميق لجهود الجامعة العربية الاستثنائية في هذه المرحلة الحساسة، ويطيب لنا التوجه بالشكر الجزيل لمعالي السيد أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية ومن عمل بمعيته لجهودهم المتميزة لإنجاح أعمالها.

تعقد قمة بغداد في ظل ظروف بالغة التعقيد وتحديات خطيرة تهدد منطقتنا وأمن بلداننا ومصير شعوبنا، وهذه التهديدات تلقي علينا مسؤولية تاريخية، تدعونا للعمل على تجنيب بلداننا آثار أزمات متتابعة، وضرورة أخذ المبادرة والحراك العاجل لتعزيز فرص الاستقرار العربي والإقليمي والدولي، من خلال حلول دبلوماسية تخدم مصالح شعوبنا ودولنا، ملتزمين في مساعينا بمبادئ الأمم المتحدة وقواعد القانون الدولي، القائمة على احترام سيادة الدول وحسن الجوار والتعاون المشترك، كما ويشدد العراق على أهمية تسوية الخلافات بالوسائل السلمية والحوارات الثنائية المباشرة أو عبر الوسطاء، رافضاً سياسة الإملاءات والتدخلات الخارجية واستخدام القوة.

أصحاب الفخامة والسمو والمعالي ضيوفنا الكرام

منذ قرابة سنة ونصف، والشعب الفلسطيني في غزة وباقي الأراضي الفلسطينية المحتلة، يتعرض لعمليات إبادة جماعية ممنهجة تهدف إلى تصفية الوجود الفلسطيني على الأراضي المغتصبة، وفي الوقت الذي ندين فيه هذا العدوان بأشد العبارات ونستنكر هذه الممارسات المنافية لمبادئ حقوق الانسان وقواعد القانون الدولي التي لم ولن تجدي نفعاً في تصفية القضية المركزية الحقة، نشيد بصمود الشعب الفلسطيني، مؤكدين موقفنا في نيل حقوقه على كامل ترابه الوطني ورفضنا جميع محاولات التهجير تحت أي ظرف أو مسمى.

يؤكد العراق حرصه الراسخ على دعم الأمن والاستقرار في الدول العربية الشقيقة، حيث لا يمكن تجزئة امننا المشترك، انطلاقاً من إيمانه بوحدة المصير والمصالح، ورفضه لأي تدخل خارجي يمس سيادة هذه الدول أو يهدد أمن شعوبها. ويشدد على أهمية الحلول السياسية والحوار الوطني الشامل كسبيل وحيد لإنهاء الأزمات، مع التأكيد على احترام خيارات الشعوب في بناء دولها وتحقيق تطلعاتها في الحياة الكريمة، بما يعكس روح الأخوة والمسؤولية التي تتجسد في رعاية القمة وحرص العراق على وحدة الصف العربي.

أصحاب الفخامة والسمو والمعالي ضيوفنا الكرام

إن الهدف الأسمى من عقد قمتنا اليوم وبعد فترة ليست بالطويلة من عقد القمة الطارئة في القاهرة هو توحيد مواقفنا تجاه التحديات المتزايدة، إيمانا منا بأهمية العمل العربي المشترك، وبما يؤدي إلى تغليب المصالح الوطنية العليا على المصالح الاخرى، وسيادة لغة المنطق والحوار على لغة القوة في تسوية الخلافات واستثمار موقعنا الجغرافي المتميز وموروثنا التاريخي وثقافتنا الغنية ومواردنا البشرية وثرواتنا التي أصبحت محط أنظار العالم بأسره، من هنا فإننا مطالبون اليوم بتفعيل مشتركاتنا والتغاضي عن ما يمكن أن يفرق وحدتنا والعمل على مصالح شعوبنا من أجل التقدم والازدهار وتقديم الخدمات وتحقيق العدالة الاجتماعية، فوحدة الدم والدين والتاريخ والمصير مشتركات تدفعنا إلى العمل والتركيز على التكامل والشراكة والتعاون والشروع بإقامة المشاريع التنموية والخدمية مع مجلس التعاون ودول الجوار.

ختاما، ندعو الله العلي القدير أن يوفقنا جميعاً لما فيه خير شعوبنا واستقرار بلداننا، وأن نجتمع دائماً على وحدة الموقف والكلمة لمواجهة التحديات وإفشال المخططات التي تريد النيل من حاضرنا وتهدد مستقبلنا.

رابط البث المباشر للمؤتمر: