تزويج داخل العائلة لتنقية النسل

“10 دفاتر”.. دخلنا أبراج النجف العالية لاكتشاف الفرق وما يفعلونه بالطيور!

النجف – 964

تسمع كثيراً أن هذه الطير بعشرين ألف دينار، وآخر يشبهه بـ 10 آلاف دولار، فلماذا هذه الفروق في الأسعار وما هي المعايير؟.. كادر شبكة 964 زار عدداً من أهم مربي الحمام، وتحديداً صنف الكمبك النجفي الذي تباهي المدينة به بوصفه طيراً نجفياً أصيلاً، ويحتاج المربون إلى تكرار تزويج الطيور داخل العائلة نفسها مرات عدة لتنقية النسل، وإبعاد الأبناء الذين لا يحملون المزايا الشكلية المطلوبة، وهي عملية شاقة وتستغرق وقتاً وجهداً، وسمح عضو “نادي النخبة للكمبك” هشام الفحام لكادر الشبكة بالدخول إلى منزله وتوثيق ما يملكه من طيور ثمينة، ويقول إن تقاليد المربين لا تتيح مشاهدة تلك الطيور بسهولة “إلا للعزاز”، بسبب غلاء ثمنها وأسباب روحية أخرى، وشرح الفحام الفروقات الدقيقة بين “فحل كمبك أبيض” سعره 2000 دولار، وبين “فحل” آخر مشابه لكن سعره 9 آلاف دولار.. أما ضياء الكرعاوي فقد اصطحب الكادر إلى برجه العالي، وكشف جانباً من تجاربه التي انتهت إلى تطوير أنواع وألوان جديدة من الكمبك، قفزت بأسعار بعض الأصناف من بضع دولارات إلى آلاف، وذلك عبر تكرار التزويج داخل العائلة نفسها، ويتميز الكمبك بمواصفات شكلية دقيقة وخصائص وراثية مستقرة ويعود تاريخ تربيته في النجف إلى مئات الأعوام في الأحياء القديمة و”الولاية”، ويتقاطر محبوه من دول الخليج وخاصة الكويت وصولاً إلى عمان، ويشاركون العراقيين تجاربهم في التربية.

لماذا “الكُمبُك” النجفي؟ الطير الأنيق المبارك يحلق وحده ويتكاثر ببطء والبطل للبطلة

وتتنوع ألوان الكمبك النجفي بين الفضي، العسلي، الرماني، الكولد، الأسود، الأبيض والنيلي، ويعيش ضمن بيئة محكمة تشمل التغذية بالبذور المنظفة حرارياً مثل العدس، الجتية، وتنقسم سلالته النجفية إلى نوعين رئيسيين يتم العمل على تطويرهما، وهما “المكعكل”، الذي يمتلك تاجاً على الرأس، والثاني هو “الأصلم” الذي يُعرف محلياً ب “ما بيه جعجولة”، وهو النوع الذي لا يمتلك التاج، ويخضع كل منهما لمعايير دقيقة في التربية لضمان النقاء الوراثي والحفاظ على الخصائص الشكلية المعتمدة في هذا النوع من الحمام، إلى جانب أنواعه المميزة الأخرى ك “الصلم الأبيض”، “المسكي الصلم” و”الزنكي الصلم”.

ويحظى هذا النوع من الحمام بشعبية متنامية في دول الخليج وأوروبا، من بينها البحرين، سلطنة عمان، وكذلك في ليبيا، فنلندا، وألمانيا، حيث يُعرض في معارض دولية تقام سنوياً في النجف، ويخضع قبل التصدير لفحوصات بيطرية دقيقة ويُمنح جواز سفر رسمي يسهل عملية نقله إلى الخارج، وتبدأ أسعاره من 50 ألف دينار للهواة، وتصل في بعض الحالات إلى أكثر من 10 آلاف دولار، بحسب الصفات الشكلية والنقاء الوراثي.

ضياء الكرعاوي – عضو نادي النخبة للكمبك النجفي، لشبكة 964:

أنا من مربي الكمبك النجفي، ويُعرف هذا النوع بين المربين بألوانه الخاصة مثل الفضي، الكولد، العسلي، والرماني، ويُطلق عليه اسم “الكمبك النقش”.

بدأت أعمل في هذا المجال منذ التسعينيات، حين كانت مواصفاته محدودة وأسعاره لا تتجاوز 25 ألف دينار للطائر الواحد.

لاحقاً اقتنيت طيوراً من سلالات معروفة وعملت على تطويرها من خلال تحسين الألوان والنقوش، ونجحت في إنتاج طيور تتراوح أسعارها اليوم بين 2 إلى 3 ملايين دينار، اعتماداً على جودتها وخلوها من العيوب.

أركز حالياً على تطوير نوعين أساسيين من الكمبك وهما “المكعكل”، الذي يمتلك تاجاً على الرأس، و”الأصلم”، الذي يفتقر إلى التاج.

وصلت في فئة الأصلم إلى نتائج جيدة، حيث ارتفع سعر الطائر الواحد من 15 ألفاً إلى أكثر من 2 مليون ونصف، ونحرص على عدم دمج هذا النوع مع طيور غريبة، لأن التهجين يفقده خصائصه الشكلية مثل الثبات في الرقبة، وهو ما نعتبره عيباً وراثياً.

هشام الفحام – عضو نادي النخبة للكمبك النجفي، لشبكة 964:

الفرق في القيمة بين طائر وآخر من نفس الفصيلة، كالكمبك الأبيض، قد يصل إلى آلاف الدولارات، والسبب يعود إلى دقة المواصفات الشكلية.

الفحل الذي يبلغ سعره 8 آلاف دولار يتمتع برأس مربع، وجبهة بارزة، ووجه عريض، ومنقار ناعم مائل بانحدار واضح، بالإضافة إلى عيون واسعة، وهي عناصر تُعد أساسية في تقييم جودة الطائر.

الكمبك النجفي يربى بكثرة في مناطق النجف القديمة، مثل “الولاية”، ويمتاز عن السلالات الأجنبية بنعومة منقاره، وجودة “الصفقة”، وتوازن الشكل العام.

بعض أنواعه مثل “الصلم الأبيض” و”المسكي الصلم” و”الزنكي الصلم” تلقى اهتماماً كبيراً، وتُربى بأساليب دقيقة تشمل التغذية بالبذور الخاصة مثل الهرطمان والعدس والجتية، والمعالجة الحرارية للأعلاف بالبخار لضمان نقاوتها.

الطيور مرتفعة الثمن تُربى من قبل محترفين، وتُعالج بأدوية مختلفة عن تلك المخصصة للحمام العادي، كما تُراعى لها درجات حرارة محددة ونظام تغذية صارم.

الكمبك النجفي يحظى بشعبية في دول مثل البحرين وسلطنة عمان وليبيا وفنلندا وألمانيا، ولا يمكن تصديره إلا بعد أن يخضع لفحص بيطري دقيق، وهو من الحيوانات التي تتطلب جواز سفر لنقله من دولة إلى أخرى.

Exit mobile version