"وخيل الأعداء قرب الحنظل المر"

صور: شجرة الإمام علي مازالت على قيد الحياة وتطرح العسل!

بلد (صلاح الدين) 964

وفقاً لمعتقد قديم متداول، فإن جيش الإمام علي ربط خيوله على أوتاد “أشجار العسل” التي ما زالت شاخصة وبحالة جيدة في منطقة سيد غريب قرب “بلد”، وتتحدث القصة عن أن خيول أنصار الإمام علي استقرت قرب تلك الأشجار الزاهية بأزهارها ذات المذاق الحلو، خلال معركة النهروان ضد الخوارج، فيما رابطت خيول الأعداء على بعد 200 متر، قرب شتلات الحنظل المر!، واليوم.. يزور كثيرون هذه الأشجار التي بقي منها أكثر من 20 شجرة، ويربطون الأقمشة الخضراء “العلك” طلباً للتبرك بهذا المكان الذي يعتقدون أنه شهد حدثاً عظيماً. ويبلغ ارتفاع الشجيرات 5 أمتار، وأزهارها صفراء كأسية الشكل تحمل قطرة سائلة حلوة المذاق أقرب لطعم العسل، وتبدأ بالظهور أواخر نيسان، يحيطها سياج تعرض للتخريب والاندثار، ويذكر الباحث والمختص بشؤون الآثار، حيدر عيدان، أن هذه الأشجار يعود تاريخها بالفعل إلى معركة النهروان (38 للهجرة)، ووفق بحث أجرته جامعة Punjabi الهندية ونشر عام 2015، فإن شجيرات العسل أو الفرفار واسمها العلمي Tecomella undulata، هي نادرة ومهددة بالانقراض، وتنمو في المناطق القاحلة من الهند وجنوب باكستان وشبه الجزيرة العربية، وتستخدم “تقليدياً” في الهند في علاج الأكزيما والصداع النصفي، وتستخدم بعض القبائل لحائها للإجهاض وعلاج البواسير وعلاج الحساسية.

حيدر عيدان – باحث آثار، لشبكة 964:

نعتقد أن تاريخ شجيرات العسل يعود إلى معركة النهروان التي حدثت بين جيش الإمام علي والخوارج سنة 38 للهجرة واتخذ الإمام علي من أوتادها مربطاً للفرسان وعلى بعد 200 متراً توجد شجيرات الصبر ذات الثمار الحنظلية التي اتخذها العدو ميداناً لهم وفي العصر العباسي أُنشأ لها سياج من الطابوق الفرشي، واندثرت معالمه الآن، وهناك مقبرة لأهالي المنطقة تجاورها.

أبو جمال الشمري، مزارع من أهالي المنطقة:

تعتبر شجيرات العسل رمزاً تاريخياً وثقافياً عميقاً للمنطقة والتي نعتز بوجودها هنا، هذه أوتاد خيل الإمام علي تحولت إلى أشجار دائمة الخضرة منذ ذلك العصر وماتزال شامخة إلى اليوم، نطالب بتحويل هذا المكان إلى وجهة سياحية ليتعرف العالم عن خصوصيتها.