مع لحم الإوز لكن ابتعدوا عن معجون

بالشمس والنار.. بدأ الحصاد الأسود في حقول العراق فما هذه التسمية؟ (فيديو)

داقوق (كركوك) 964

تواصل عائلة إبراهيم كوخا هياس، في قرية زنقر جنوب قضاء داقوق، صناعة “الفريك” أو “الفريكة” أو ما يعرف بالكردية بـ “قرە خرمان” (الحصاد الأسود) وهو منتج غذائي تقليدي يتم تحضيره من حبوب القمح الخضراء قبل نضوجها، عبر حرقها في الحقول ما يمنحها مذاق الدخان ويتغير لون البذور وحتى الحقول إلى الأسود، ويُطبخ “الفريك” مثل الرز، ويُقدم مع لحم الإوز أو الديك الرومي أو لحم الغنم، وينصح الخبراء المحليون بعدم إضافة أي “معجون طماطم” إلى الطبق حرصاً على نكهته، وتعد عائلة “كوخا هياس” الوحيدة في المنطقة التي ما زالت تحافظ على هذا الموروث الغذائي المحلي، رغم تراجع الطلب بسبب المنتجات المستوردة.

جربتم مذاقها؟.. شاهدوا طريقة إنتاج

جربتم مذاقها؟.. شاهدوا طريقة إنتاج "الفريكة" بحرق السنابل الخضراء

سامان كوخا هياس – الابن الأكبر للعائلة، لشبكة 964:

تتم صناعة الفريك أو “الفريكة” من سنابل القمح، على عدة مراحل، وهي عملية موسمية تبدأ بحصاد السنابل وهي خضراء طرية، قبل أن تجف بالكامل.

تُترك في الشمس عدة أيام لتجف قليلاً، ثم تُجمع في أكوام وتُحرق بعناية بهدف إزالة القش والقشور. بعد الحرق، يتحوّل لون السنابل من الأخضر إلى الأسود.

بعد ذلك نقوم بتجفيف الحبوب تحت الشمس مجدداً، ثم نبدأ بدقّها وطحنها يدوياً حتى تصبح على شكل حبيبات صلبة، تشبه جريش القمح لكنها أكبر حجماً من البرغل.

هذه الطريقة تقليدية وقديمة، لكنها ما زالت تعطي طعماً مميزاً، لا يمكن مقارنته بالمنتجات المستوردة.

في الآونة الأخيرة، بدأت هذه الأكلة الشعبية بالتراجع، بسبب دخول الفريك المستورد من دول الجوار، لكن الطعم المحلي لا يُقارن فهو أنظف وأطيب وأحسن.

نستخدم المنجل اليدوي في الحصاد، ونُفضّل نوع حنطة يسمى “رشگول”، لأنه أفضل من الأنواع الأخرى مثل الشام، أوفيا، ثريا، وغيرها.

بعد اكتمال عملية التحضير، يُقدّم الفريك مع لحوم الوز، الديك الرومي، أو لحم الغنم، وننصح بعدم تقديمه مع معجون الطماطة لأنه يغير نكهته.