تقسيم البصرة يهدد العراق.. وزراء بصاروة وخبراء نفط ومثقفون: نحذر البرلمان

964

نشرت أكبر مجموعة للأكاديميين والمثقفين والسياسيين البصاروة، بياناً بمثابة “مانفيستو”، يحذر من معاني وتوقيت حراك برلماني يريد فصل مدينة الزبير عن البصرة، وحددت بخمس نقاط “مغالطات مشبوهة” وتوقيتات “غامضة” للعب بهذه الورقة وتجاوز الحالة المدنية والحضارية للبصرة، خصوصاً مع التطورات المتسارعة في عموم الشرق الأوسط والتقدم المتسارع في مشروع ميناء الفاو وطريق التنمية، وكان أبرز الموقعين على البيان ساسة ووزراء وخبراء نفط ومال ومثقفون وزعماء مجتمع، قدموا مقاربتهم لما يجري في البرلمان محذرين من “خطأ جسيم” يجري ويهدد الأمن الوطني العراقي برمته، فضلاً عن تقسيم لتاريخ البصرة الحضاري والثقافي والاجتماعي والاقتصادي، حيث تقترن البصرة والزبير بطموح تجديد التاريخ العريق الذي جعل هذا المكان نقطة وصل بين أسواق آسيا وأوربا ما قبل قناة السويس، ووقع البيان شخصيات ثقافية وسياسية بينها وزراء بصاروة حاليون وسابقون ونواب برلمان ووجهاء وأسماء بارزة في المشهد الثقافي العراقي والعربي، ولم يخل البيان من تحذير للموقف السياسي في البرلمان الذي يعيش واحدة من أكثر لحظاته “غموضاً”، حيث تعد منطقة الزبير “أول المدن” بعد الفتح الإسلامي وفيها الآثار من حقبة الإسكندر حتى الساسانيين الفرس وصولاً إلى العصر الذهبي العباسي، مع تنبيه إلى أن ضرورات الإصلاح الإداري لا تعني تجاهل “الهجرة العشوائية” التي تجتاح العراق بأسره وتتطلب تدبيرات خاصة تحفظ مظالم جميع العراقيين، ولا تنسى التوقيتات الصعبة.

حفريات "خطوة الإمام علي".. جامع البصرة القديم بأسرار العرب و"طابوقة يوم القيامة"

قراء البصرة بحثوا عن "مسوخ" كافكا لكن ذلك "لا يكفي".. شاهد اعتراض الناشرين

صيادو البصرة لـ964: هذا ما يجري خلال رحلاتنا في الخليج.. وسفننا تبحر حتى السعودية

فيديو: ليلة طرب صاخبة في البصرة.. العازفة شمايل وأصدقاؤها غنوا لأم كلثوم والغزالي

بيان “لقاء البصرة” كما تابعته شبكة 964:

البصرة واحدة

في ظل الدعوات المتكررة لفصل قضاء الزبير عن محافظة البصرة وتحويله إلى محافظة مستقلة، تعلن القوى المجتمعية والأكاديمية والمهنية في البصرة رفضها القاطع لهذه المحاولة التي لا تستند إلى أي مبررات موضوعية أو قانونية، بل تهدد وحدة المحافظة وتماسكها الإداري والاجتماعي، وتنتهك حقيقة هوية البصرة التاريخية وإرثها الحضاري الواحد. إن هذه الدعوات لا تمثل حلًا عمليًا للمشاكل التنموية والخدمية، بل تفتح الباب أمام مزيد من الانقسام والتشرذم الإداري، سواء في البصرة أو في بقية مدن العراق. وفي هذا الصدد نود التنويه على عدة نقاط:

أولًا: مخاطر التقسيم الإداري غير المدروس

تُظهر تجارب الدول الناجحة أن التقسيم الإداري يجب أن يكون قائمًا على معايير علمية راسخة تأخذ بعين الاعتبار الوحدة الجغرافية والاقتصادية والاجتماعية. غير أن دعوات فصل الزبير تأتي في سياق تحركات لا تستند إلى دراسة دقيقة، مما يجعلها مشروعًا يفاقم المشاكل بدلًا من حلها. إن البصرة والزبير وأقضيتها الأخرى تشكل كيانًا إداريًا متكاملًا تاريخيًا وثقافيا واجتماعياً واقتصاديًا، وأي تفكيك لهذا الكيان سيؤدي إلى تداعيات خطيرة على مستوى التخطيط الحضري، وتوزيع الموارد، وإدارة المشاريع التنموية.

ثانيًا: التداعيات الاقتصادية والاجتماعية

الزبير جزء أساسي من النسيج الاجتماعي والاقتصادي لمحافظة البصرة، حيث تمتزج فيه العوائل البصرية بأواصر نسب ومصاهرة غير قابلة للانفكاك، كما يضم واحدًا من أكبر الحقول النفطية في العراق والعالم، ويُعد مركزًا حيويًا للصناعات والاستثمارات الاستراتيجية. إن تحويل الزبير إلى محافظة لن يؤدي إلى تحسين أوضاعه الاقتصادية، بل قد يعزز العشوائية في التخطيط ويضعف إمكانية الاستفادة من موارده بشكل مستدام ضمن رؤية متكاملة للبصرة الكبرى. كما أن الهجرة العشوائية، وسوء التخطيط العمراني، ونقص الخدمات الأساسية، لن تُحل بمجرد تغيير التسمية الإدارية، بل تتطلب إصلاحات هيكلية حقيقية ضمن إطار المحافظة الأم.

ثالثًا: البصرة الكبرى كبديل استراتيجي

بدلًا من التفتيت الإداري غير المدروس، تدعو الجهات المجتمعية في البصرة إلى تبني رؤية “البصرة الكبرى”، التي تستند إلى التخطيط الإقليمي الشامل، وتعزيز الإدارة اللامركزية ضمن المحافظة الواحدة، بما يضمن عدالة التوزيع في المشاريع والخدمات وتوفير فرص العمل دون الحاجة إلى تقسيم يضر بالتكامل الإداري والاجتماعي والاقتصادي.

رابعًا: رفض استغلال الشعارات الشعبوية

إن طرح مشاريع التقسيم على أساس عاطفي وشعبوي مثير للشبهات دون أسس تنموية واضحة، وعلى النقيض من إرثنا الاجتماعي الواحد، يهدف فقط إلى تحقيق مكاسب سياسية وانتخابية ضيقة، ولا يعكس اهتمامًا حقيقيًا بمصلحة سكان الزبير أو البصرة. إن تحسين الخدمات والبنية التحتية لا يكون بتقسيم المحافظة، بل بتعزيز السياسات التخطيطية الرشيدة وتوجيه الاستثمارات نحو تطوير أقضية البصرة كافة بشكل متوازن وعادل.

خامسًا: دعوة إلى التكاتف المجتمعي والمؤسسي والحكومي

نهيب بجميع القوى المجتمعية، والكوادر الأكاديمية، والجهات الحكومية، ونواب البصرة، وجميع الشخصيات الوطنية، إلى الوقوف صفًا واحدًا ضد أي محاولة لتقسيم المحافظة، والعمل على تقديم رؤية إصلاحية شاملة تضمن التنمية المتوازنة للجميع. كما نطالب الحكومة المركزية، ورؤساء الدولة والقضاء ومجلس النواب، وجميع صناع الرأي العام، بتحمل مسؤوليتهم التاريخية وعدم الاستجابة لمثل هذه الطروحات التي من شأنها أن تضعف وحدة المحافظة، وتفتح الباب أمام نزاعات إدارية داخل المدينة وتزيد من مخاطر بث الخلافات والنزاعات في جميع أجزاء العراق.

إن موقع البصرة وأهميتها الجيوسياسية على الصعيد الوطني يحتم على كل عراقي أن ينظر لوحدتها كقضية أمن وطني، يرتهن كل مستقبل العراق الأمني والاقتصادي بها، فلا يمكن السماح أبدا بالتلاعب به أو وضعه في معرض الخطر أو قياسه على محافظة أخرى من محافظات العراق.

أخيراً،

إننا إذ نؤكد رفضنا القاطع لمشروع فصل قضاء الزبير عن البصرة، فإننا نؤمن بأن الحلول الحقيقية تكمن في تحسين الأداء الإداري، وتعزيز اللامركزية داخل المحافظة، والاستثمار في مشاريع تنموية شاملة تستوعب النمو السكاني وتلبي احتياجات جميع المواطنين دون المساس بوحدة البصرة وتماسكها التاريخي والإداري. كما أننا نشد على يد الحكومة المحلية بمواصلة اهتمامها بتنمية جميع الوحدات الإدارية، في المركز والأقضية، وانتهاج سياسة تنموية متوازنة مع قضايا ومطالب المواطنين البصريين بمختلف شرائحهم وانتماءاتهم، فإن ذلك يشكل الأساس لتعزيز الاستقرار والتماسك الاجتماعي، ويعزز من الثقة بين المجتمع البصري وحكومته المحلية.

إن البصريين جميعا مدعوون اليوم إلى الحفاظ على وحدة بصرتهم، واحترام الإرث الثقافي والحضاري الذي وصلنا عن أسلافنا الكرام، الذين صانوا وحدة البصرة، ودافعوا عن مكانتها، وعملوا من أجل ديمومتها: واحدة، متنوعة، مزدهرة، مدنية، منفتحة، تعشق القريب وتحتضن الغريب.

حفظ الله العراق والعراقيين، وعاشت البصرة وأبنائها الأوفياء.

31 / آذار / 2025

1 / شوال / 1446

الموقعون (ترتيب الأسماء ألفبائي، مع حفظ الألقاب لجميع السيدات والسادة):

ابتهال عبد الرحمن الاسدي

إبراهيم العبادي

أحمد موسى الجراح

أكرم عبد حسن

أنور جاسب الطريف

أيمن شاكر السلمان

باسل العطية

تمام عبدالحميد

جاسم الخطيب

جبار اللعيبي

حامد تركي هيكل

حسان فخري

حسين حميد أحمد الغيث التميمي

حيدر اغا جعفر

حيدر السعد

حميد أحمد حمدان

خليل إبراهيم محمود

رائد الرحماني

رائد حنا الشيخ

رافد الخضار

رمضان البدران

سعد سامي بني

سرمد الطائي

صلاح هادي الفتلاوي

صفوان عبدالرحمن المعتوق

صالح إسماعيل نجم الكرناوي

صباح حبيب صبيح

شعبان صدام الإمارة

ضياء الأسدي

طارق الإبريسم

طالب عبدالعزيز

طه ياسين التميمي

عادل صادق

عباس حافظ الديراوي

عبدالباسط عودة إبراهيم

عبدالباسط نوح

علاء جاسب غالب

علاء هاشم البدران

علي طاهر الحمود

علي المَدَن

علي هاشم كاطع

عماد عودة السعدون

عمر الراوي

عون ذياب عبدالله

غفران ماجد القطراني

غيث عبدالأحد

فراس عبدالرسول البدران

فوزي حمزة العطبي

لؤي إبراهيم السعيد

ليث عبدالرحمن

ماجد الساعدي

مازن هادي السعد

ماهر الهلالي

محمد الساعدي

محمد حسن المالكي

محمود داغر

مصطفى الشاوي

مشتاق عبد مناف الحلو

مزاحم الكنعان التميمي

مكي الفايز

منتظر بخيت

ناصر الحجاج

نبراس فاخر التميمي

نبيل جعفر المرسومي

نوري عبدالنبي ناصر التميمي

هناء أدور

واثق غازي عبد النبي

وفيقة المؤمن

يوسف علي عبد مشاري الأسدي