سيرة الملازم سيف الدين المعموري
عاش مقاتلاً ومات والبندقية بيده.. مكافحة الإرهاب يستذكر ضابط الصفوف الأولى
بغداد – 964
ضمن سلسلة تخليد مقاتليه، استذكر جهاز مكافحة الإرهاب، اليوم الخميس، الملازم أول سيف الدين مهند المعموري، الذي خاض أشرس المعارك ضد داعش في صلاح الدين ونينوى، وعرف عنه القتال في الصفوف الأولى وعدم التراجع، لتحفيز جنوده، قبل أن يسقط واقفاً وهو يقاتل في الموصل، بتاريخ 5 تشرين الثاني عام 2016.
فارق الحياة وهو يحاول إنقاذ زميله.. جهاز مكافحة الإرهاب يستذكر المقاتل محمد كاظم
وذكر الجهاز في بيان، تلقت شبكة 964 نسخة منه:
في ساحات القتال، حيث يتصارع الضوء مع الظلام، سطر الملازم أول سيف الدين مهند المعموري أروع ملاحم البطولة والإقدام، كان ضابطاً في فوج مكافحة الإرهاب – نينوى، محبًا لوطنه حتى النخاع، لم يعرف الخوف طريقًا إلى قلبه، وكان مثالًا للانضباط والشجاعة التي لا تعرف حَداً.
وُلد ليكون جنديًا، لكنه لم يكن مجرد مقاتل يحمل السلاح، بل كان روحًا تحمل رسالة، وصوتًا يدوي في ساحة المعركة دفاعًا عن أرضه وعرضه، لم يكن القتال بالنسبة له مجرد مهمة عسكرية، بل عهدٌ قطعه على نفسهِ أن يكون في مقدمة الصفوف، حيث يكون الخطر، يكون هو.
حياته لم تكن فقط سلاحًا وميادين قتال، بل كان أبًا وزوجًا يحمل في قلبه حبًّا لا ينتهي لعائلته الصغيرة، كان يحمل شهادة في الإدارة والاقتصاد، لكنه اختار طريقًا مختلفًا، طريق البطولة والفداء، ترك خلفه طفلين لم يمهلهما القدر ليشبعا من حنانه، وزوجه كانت تراه الملاذ الآمن، لكنه كان يرى أن أمن العراق كله مسؤوليته.
في معارك تحرير صلاح الدين ونينوى، كان دائمًا في الخطوط الأولى، لا يتراجع، لا ينكسر. كان يحفز جنوده بكلماته قبل أن يحفزهم بشجاعته، وكانوا يرونه قدوة ومثالًا حيًا لضباط جهاز مكافحة الإرهاب الذين لا يعرفون التراجع.
في 11/5/2016، كتب اسمه بدمه في سجل الخالدين، كانت معارك تحرير نينوى في أوجها، والموت يتربص بالمقاتلين في كل زاوية، لكنه لم يكن يكترث، فقد اعتاد السير في دروب النار دون أن يهاب، في ذلك اليوم، حين اشتدت المعركة، واجه الموت بشجاعة، لم يفر، لم يختبئ، بل واجه مصيره كما يفعل الأبطال الحقيقيون، ليستشهد وهو يقاتل، كما عاش وهو يقاتل.