الحكومة رفضت مهلة حتى نهاية البرد

هدموا بيوت الناس على أحلامهم والذكريات.. مشهد مؤلم من الموصل

حي الاقتصاديين (أيمن الموصل) 964

أقدمت مديرية تربية نينوى، بالاشتراك مع بلدية الموصل، على حملة إزالة 34 منزلاً متجاوزاً على أراضي وزارة التربية في منطقة حي الاقتصاديين بالجانب الأيمن من الموصل، شملت هدم أسيجة المنازل مع إبلاغ أخير بالإخلاء مع حلول يوم الأحد المقبل، فيما ناشد الأهالي محافظ نينوى للاطلاع على أوضاعهم وإيجاد الحلول المناسبة، خاصة مع عدم امتلاكهم لخيارات سكن أخرى، ومعاناتهم من الفقر المدقع وعدم شمولهم بشبكة الرعاية الاجتماعية، ويقول السكان إنهم طلبوا فقط مهلة حتى تنقضي أيام البرد، لكن السلطات لم تستجب، ويؤكد متحدث من أهل المنطقة إن السكان يعيشون هنا منذ عقود، وإنهم تعرضوا للتضليل ولم يكن أحد يعرف أنها مساحات مملوكة للدولة، واليوم تعيش العوائل بين أطلال المنازل بانتظار المجهول، وتحيطهم الثعابين والعقارب كما يستغربون إصرار التربية على الأرض رغم أنها غير مستوية وجزء من أحد الأودية غير الصالحة للاستغلال وفقاً للسكان، ويدافع مدير إعلام تربية نينوى عن الأمر، ويقول إن مديريته بحاجة لهذين الدونمين لبناء مدارس.

رعد كريم – من أهالي الاقتصاديين، لشبكة 964:

أسكن في حي الاقتصاديين منذ 25 عاماً، ولم أكن أعلم أنها منطقة تابعة لتربية نينوى.

في بداية الأمر قدموا لنا إنذاراً، لكن خلال يومين نفذوا أمر الإزالة ولم يكن لدينا وقت يكفي للخروج من منازلنا.

إذا خرجت الأسبوع المقبل فلا خيار لدي سوى أن أسكن الشارع مع عائلتي، ونحن عوائل من الفقراء وأولادنا عمال وكسبة، فالإيجارات مرتفعة ولا نستطيع دفعها.

ترفة محمد – من أهالي حي الاقتصاديين:

نحن 3 عوائل في منزل واحد، ونسكن هنا منذ 10 سنوات، واستحصلنا قراراً بالتريث حول الإخلاء، ولكن التربية والبلدية نفذوا الحملة دون سابق إنذار منذ الصباح.

نطالب محافظ نينوى والخيريين بإيجاد حل لنا، ونحن الآن نسكن في غرفة فقط ولا نملك أي عمل أو راتب يعيلنا.

نحن نسكن هنا لأننا فقراء، ونعاني من وجود الأفاعي والحشرات، وهذه الأراضي لا تصلح لبناء مدرسة لأنها على هيئة وادي، وآخر موعد لنا هنا هو ليوم الأحد المقبل.

أحمد جاسم، من أهالي حي الاقتصاديين:

منازلنا هدمت صباح يوم أمس، ونسائنا تسكن العراء حالياً، ونريد من الحكومة المحلية أن تجد حلاً لنا، فوضعنا المعيشي صعب جداً وأنا كبير في السن وأعاني من أمراض مزمنة.

منزلي هو تجاوز لكنني اشتريته بـ 9 ملايين قبل 20 سنة من شخص من أهالي تلعفر، وحالياً نريد حل، فأما أن نسكن في منازل بديلة أو كرفانات.

سامي الفضلي – مدير إعلام مديرية تربية نينوى:

أبلغنا أهالي الاقتصاديين بشكل مسبق ومن قبل أشهر و لأكثر من مرة لغرض إزالة التجاوزات على أراضي وزارة التربية بموجب قرار محكمة استئناف نينوى بالتعاون مع بلدية الموصل والقائمقامية والقوات الأمنية من الشرطة وسوات.

عملية الإزالة تأتي ضمن حملات التربية في استعادة أراضيها من أجل بناء مدارس عليها، وهذه الحملة الثامنة في عدة مناطق من مدينة الموصل.

مساحة الأرض المتجاوز عليها في حي الاقتصاديين هي 2 دونم.