اتهم تركيا بإدارة الأمور حالياً

المالكي عن الصدر والأسد والجولاني: قلت للعرب وواشنطن كل شيء

964

في مقابلة مطولة على قناة العراقية، شرح زعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي مراقبته لتحولات الوضع في سوريا، وعلاقة ذلك بالمتغيرات السياسية داخل العراق مع التيار الصدري، ورؤيته لمسار التغيير المفاجئ في سوريا، مستعرضاً حديثه للعرب والأميركان طوال سنوات وتقديراته لدور تركيا مع صعود إدارة الجولاني في دمشق.

نوري المالكي: المبعوث الأممي حذرنا من ضربة إسرائيلية و...

نوري المالكي: المبعوث الأممي حذرنا من ضربة إسرائيلية ولا نريده وصياً

"لا يحب المعممين ولا يحتاج الإطار".. المالكي يزحف وحيداً لاستعادة 4 محافظات

نوري المالكي، في حوار مع الإعلامي كريم حمادي، تابعته شبكة 964:

نعبر عادة عن الحدث المفاجئ بكلمة زلزال، لكن ما حدث في سوريا ليس مفاجئاً، بل كانت مقدماته عميقة، ومن قبل العام 2011، وكان واضحاً أن النظام السوري غير قابل للاستمرار بسبب الكثير من السياسات وبعض الأطراف التي تريد لسوريا أن تكون بوابة التغيير في المنطقة.

كنت أحذر الأطراف العربية والأمريكية من خطورة سقوط الدولة السورية، رغم الشكوى التي رفعتها ضد رئيس الدولة لدى مجلس الأمن، لأنه كان مصدر تهريب الإرهابين إلى العراق، فكل الإرهابيين الذين دخلوا العراق جاءوا من سوريا.

كان قرار الإمريكان مع إسقاط نظام بشار الأسد، وكانت الجامعة العربية مع ذلك أيضاً، ولكنني رفضت ذلك، وحين قالوا لي أنت رفعت دعوى ضده، قلت أنا أدافع عن أمن المنطقة وليس عن نظام بشار، فسوريا دولة محورية وسقوطها سيؤدي إلى تداعيات خطيرة.

قلت لبشار الأسد إن سوريا سد، وإذا سقط هذا السد فستغرق كل المنطقة، ورجوته أن يتوقف عن دعم الإرهابيين، إضافة إلى مخاوفي من التمدد الإسرائيلي أيضاً، فإسرائيل اليوم على مشارف دمشق، ودمرت البنية التحتية للدولة وأعادتها عقوداً إلى الوراء، أما لبنان فستحاصر لأن طريقها البري هو سوريا، والموجودون اليوم ليسوا على وفاق مع لبنان، كما إن القضية الفلسطينية ستضعف كثيراً، والعراق سيتأثر كثيراً.

تركيا تدير سوريا الآن

الخطر الأكبر الذي نبهت إليه، هو تقدم تركيا في سوريا، فما يجري الآن هو إدارة تركية شبه مباشرة، وليست إدارة الجولاني أو هيئة تحرير الشام، ولذا فالمنطقة على كف عفريت، ورياح التأثير وصلت إلى مصر والإمارات، وحصل ما كنت أحذر منه وهو ما دفعني إلى تغيير موقفي من بشار الأسد.

الجولاني يعتقد ان العراق يخشى جبهة تحرير الشام، وهذا غير صحيح، فللعراق استقرار سياسي وتجربة كبير ة في مكافحة الإرهابيين الذين كان منهم، والقوى السياسية موجودة وقادرة على حماية الدولة، ولكن ما كنا نخشاه هو تحرك بعض البسطاء الذين يتحركون بعقلية التغيير وإسقاط النظام، بدفع من بعض السياسيين، ورغم أن هذا غير ممكن، لكن كنا نخشى إرباك الأوضاع.

البعثيون يحسنون التآمر وإثارة الفتن، وهذا معروف عنهم تاريخياً، وهذا ما يحسنه الإرهابيون والطائفيون أيضاً، ولذا يجب أن تبقى عمليات ملاحقة البعثيين كما عمليات ملاحقة النازيين في ألمانيا منذ العام 1945.

هيئة المساءلة والعدالة ليست محكمة أو جهة قضائية لكي يتم حلها، كما يتحدث البعض، بل هي جهة تدقيق تمنع وصول البعثيين إلى المواقع المتقدمة في الدولة، وتعطي رسائل إلى الجهات الحكومية حول الموظفين وما إذا كانوا مشمولين بالاجتثاث أو لا.

هناك آليات دستورية لإنهاء عمل المؤسسة، وتتمثل بالتقرير النهائي الذي قول فيه إنها انتهت من كافة الملفات المتعلقة بحقبة حزب البعث، ولذا يجب أن يتم تمكينها لكي تنجز أعمالها وفق المحدد في الدستور.

انتهى الصراع مع الصدر

نحن والتيار الصدري منبتنا واحد، وهو مدرسة الشهيد الصدر، ولكن حدثت بعض الخلافات خلال عملية بناء الدولة، وتكلموا ضدنا وتكلمنا ضدهم، ولكن الآن أعتقد أن كل شيء انتهى، ويجب أن نتكاتف لبناء الدولة، وهناك بعض الجسور بيننا، ولا وجود للصراع مع التيار الصدري اليوم لا في الإعلام ولا في الواقع العملي.

الإطار التنسيقي هو كيان سقفه الأعلى التنسيق، ولكن التنسيق وصل إلى مراحل كبرى، مثل تشكيل الحكومات، ولذا لا خيار ولا بديل عنه، وكذلك الحالة بالنسبة لتحالف إدارة الدولة، وهاتان المؤسستان تتطوران باستمرار، وأنا فرح بهذا، لأنهما يحققان عملية الانتقال السلمي للسلطة.

لا أعرف كيف انسحبت إيران وروسيا

لم أتواصل مع الروس أو الإيرانيين، ولا أعرف دوافع انسحابهم من سوريا، ولكن يجب أن تكون هناك أسباب ودوافع قوية لذلك، ولكن سوريا دولة محورية ويجب أن تحظى بحكومة قوية تدير الأوضاع بعيداً عن تدخلات خارجية، كما يحصل اليوم، وهذا ما يخلق خشيتنا من انجرار الأوضاع بين المكونات السياسية السورية نتيجة خلفياتها السابقة.

الجولاني كان في سجوننا

الجولاني كان في العراق، وكان سجيناً في بوكا، فهل يستطيع تجاوز هذه الخلفيات، فالقضية ليست خلع بدلة وارتداء أخرى، أو مجرد تغيير لباس، فالموضوع سياق تربوي، فإذا كان هذا التغيير الحاصل حقيقياً، فسنفرح له، ونفرح لسوريا، لأن المطلوب منه مضاعف، لأنه جاء من خلفية عنفية، ولكن الآن بدأنا نسمع بوجود مواجهات في بعض مناطق سوريا، وهذا مقلق.

الطوفان كان مؤذياً

لا توجد مؤامرة خلف عملية طوفان الأقصى، بل هي عملية لمجموعة شباب مدربين تمكنوا من إهانة إسرائيل، لكن الضوء الأخضر الذي أعطي لها كان مؤذياً، واستشهد السيد حسن نصر الله والسيد صفي الدين، واسماعيل هنية والسنوار، وهذه هي طبيعة المعركة، وما حصل لم يكن خارج المألوف، حيث يستشهد القائد والجندي أيضاً، ولكن ما نخشاه هو أن يتحول هذا إلى مادة للتثبيط.

لن تكون هذه الجولة هي الأخيرة في الحرب ضد الكيان الصهيوني، فقضايا الأمم لا تحسم بجولة أو جولتين، والصراع سيندلع مجدداً ما لم يتم حل القضية الفلسطينية جذرياً، وعلى المجتمع الدولي أن يأخذ بيد هذا الكيان لكي يحل القضية.

الشيعة كانوا موجودين طيلة مراحل الصراع مع إسرائيل، وليس الآن فقط، لكن انسحاب الأطراف العربية من الصراع، أظهر كأن الشيعة وحدهم في مواجهة الكيان الصهيوني.

الشيعة حضاريون ويحملون إرثاً حضارياً، ولا ينتهجون مبدأ العداء للغرب أو دول العالم، فمبدأ الوفاق هو مبدأ الشيعة تاريخياً، وعلى هذا الأساس ننظم علاقاتنا بالعالم، على أساس حماية سيادتنا ومصالحنا، وحماية مصالحهم أيضاً.

لا توجد أي تحالفات انتخابية حالياً، لا ضمن القوى الشيعية ولا السنية أيضاً، بل هناك تقاربات معينة، وهذا موكول لطبيعة قانون الانتخابات الذي سيتم إقراره، فأنا مع الدائرة الواحدة لكل محافظة، مع إن الأخوة في ائتلاف دولة القانون يفضلون الدوائر المتعددة لأن النتائج كانت جيدة وفق هذا القانون حيث حققنا 38 مقعداً، في حين فشل الآخرون بتحقيق هذا الرقم.

أتمنى العمل مع الصدر

مشاركة التيار الصدري ضرورة للعملية السياسية، وأتمنى أن يتخذوا قرار المشاركة، وليس هناك خط أحمر اتجاه طرف من الأطراف، فمن الممكن أن نتحالف، وممكن أيضاً أن لا نتحالف، فالحسابات الانتخابية هي من تقول ممكن أو غير ممكن، ولو كانت الحسابات تسمح لتمنيت أن يدخل التيار الصدري في الإطار وندخل الانتخابات بقائمة واحدة، أو ندخل نحن والصدريون بقائمة واحدة.