تعليقات من بغداد ودمشق

المخابرات العراقية سألت الجولاني عن البنادق والشيعة وجغرافيا ما بعد إيران

964

في أول التعليقات على وصول وفد المخابرات العراقية إلى دمشق، الخميس، ولقاء حميد الشطري برئيس الإدارة السورية أحمد الشرع، حرصت مصادر مختلفة على وصف المحادثات بأنها تطور متوقع، خصوصاً مع تصاعد الاتصالات المكثفة بين واشنطن وبغداد وأنقرة، دون أن تكون طهران بعيدة عن هذه التحركات، رغم عدم تبلور موقف إيراني محدد حتى هذه اللحظة حول الهزة التي أعقبت سقوط نظام بشار الأسد،

واقتربت التحليلات الواردة من دمشق، مع ما يتداوله الناشطون الأكراد، في مناطق نفوذ “قسد” على الضفاف العليا للفرات، والأنباء المفاجئة المتداولة في الصحافة التركية، عن زيارة وفد سياسي للزعيم الكردي البارز عبد الله أوجلان، المعتقل في جزيرة معزولة منذ عقود، قد تفضي إلى إعلان رسالة جديدة ذات صلة بالوضع في سوريا.

من جانبه قال مصدر مقرب من الحكومة العراقية، إن وفد بغداد الأول إلى دمشق كان أمنياً بامتياز، وليس سياسياً، وفي هذا رسالة واضحة بأن بغداد تضع الملف الأمني فوق أي اعتبار، وكان سؤاله الأساسي لأحمد الشرع: كيف ستتعاملون مع داعش والتطرف؟ واصفاً ذلك بأنه عبارة مقتبسة من النقاشات التي لم تنقطع بين بغداد وواشنطن منذ سقوط نظام الأسد.

ويضيف المصدر أن النقاط الأمنية الأساسية التي بحثها رئيس المخابرات العراقية في دمشق، طرحت سؤالاً أساسياً عن الفراغ الذي تركه اختفاء إيران من سوريا، خاصة في مناطق جغرافية استراتيجية على الحدود مع العراق، وكيفية ملء هذا الفراغ، ومحاولة فهم خطة دمشق حول هذه القضية بالغة التعقيد.

وحسب المصادر فإن الحوارات ركزت على التوترات الأهلية الأخيرة، بعد تسريب مقاطع انتهاكات في مقام رجل الدين البارز لدى الطائفة العلوية، ابو عبد الله الخصيبي، والمخاوف التي أثارتها الحادثة بشأن التعامل المستقبلي مع السوريين الشيعة والعلويين والإسماعيليين والمسيحيين والدروز وغيرهم، وتأثير ذلك على أمن ووحدة دول المنطقة.