"هذه ليست صدفة"

سيناريو الفرطوسي: الجولاني يجتاح شمال لبنان وسياسي عراقي في واشنطن لإعلان إقليم

964

استعرض المتحدث الرسمي باسم كتائب سيد الشهداء السيناريوهات المتوقعة في أعقاب تقدم قوات هيئة تحرير الشام، المصنفة إرهابياً، في عدد من المدن السورية، مرجحاً اجتياحها شمال لبنان في حال تمكنها من السيطرة على مدينة حمص، بسبب تشابه المنطقة على مستوى البيئة والتركيبة السكانية، في إطار مخطط يستهدف تقسيم سوريا إلى عدة دويلات، فيما لفت إلى وجود مخطط متزامن لإنشاء إقليم غرب العراق بدعم من صهر ترامب بعد اجتماعات أُجريت في واشنطن مع ساسة عراقيين، لم يسمهم.

كاظم الفرطوسي، المتحدث باسم كتائب سيد الشهداء، في حوار مع الإعلامية بتول الحسن، تابعته شبكة 964:

أعتقد أن المؤتمر الموسع الذي دعت له بغداد سيكون فيه الحل، فالجانب السياسي مهم في الأزمة السورية، والمسألة لا تتعلق فقط بالجانبين الأمني والعسكري.

ما يحدث في سوريا ليس بسبب قوة الجهات المهاجمة وأنها قوة لا تجابه، بل هناك انهيار وربما هناك اتفاق مسبق مع بعض القادة، لأن الكثير من قوات الصد انسحبت وتركت أسلحتها بتنسيق أو بدونه، وهذه حقيقة لا نريد التغاضي عنها.

نحن أمام قندهار جديدة، وهذا ما يؤرق العراق ولبنان، ويفترض أن يؤرق تركيا، لكنها دخلت في لعبة سرعان ما ستنقلب عليها، فهؤلاء الإرهابيين مدعومين من أمريكا وإسرائيل، والجولاني بدأ بالحديث باسمه الصريح لأنه يريد أن يكون قائداً عسكرياً وسياسياً، رغم تصنيفه إرهابياً من قبل واشنطن.

الجولاني اجتمع بالأمريكان وكان هناك حديث حول رفع اسمه من قوائم الإرهاب تمهيداً للقيام بحركته المسلحة الآن.

ليس صدفة أن يتحرك هؤلاء بعد اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان، وهنا أستحضر كلام السيد الحوثي الذي قال إن بيت المقدس هو أطهر بقعة في الشام، ولذا فتحرير الشام هو مقدمة لتحرير بيت المقدس، فإسرائيل كانت تعالج الإرهابيين في مستشفياتها وتزودهم الآن بأجهزة الاتصالات والتشويش.

لو تحرك هؤلاء لنصرة فلسطين ولبنان لما كان وضعهما كما هو الحال الآن، خاصة وأن إسرائيل تحتل الجولان، لكن السيناريو المطروح اليوم هو تقسيم سوريا إلى ثلاث أو أربع دويلات، كما كان الوضع أيام الانتداب الفرنسي.

هناك جماعات وخلايا إرهابية نائمة قد تتحرك في سوريا، وقد تتعرض للسجون الكبيرة، مما يشكل تهديداً للعراق، لكن هذا التهديد ليس كبيراً وليس مخيفاً، فوضع البلاد اليوم ليس كما كان عام 2014، ووضع المؤسسة العسكرية والحشد الشعبي هو الأفضل والأكثر خبرة في معالجة هذه التنظيمات.

هناك خطر من أن لا يفهم البعض الدرس ويتحول إلى حواضن لهذه الجماعات للمطالبة بإقليم جديد غرب العراق، وهناك أطراف سياسية عراقية ذهب إلى الولايات المتحدة أمام مرأى ومسمع الحكومة العراقية، ويقال إن صهر ترامب يتبنى فكرة الإقليم الجديد في العراق.

الجماعات الإرهابية لا تشكل تهديداً كبيراً للعراق من الناحية الأمنية، لكن الفواعل السياسية لا تملك أي تحصينات ضد المشاريع الجديد في المنطقة.

الجماعات الإرهابية كانت تجري اجتماعات مع المخابرات الأمريكية منذ ثلاثة أشهر، وهناك تنسيق لنقل بعض مقاتليها إلى جبهة أوكرانيا، مقابل إرسال مدربين أوكرانيين لتدريبهم على استخدام المسيرات.

هناك خطر من توجه هذه الجماعات إلى لبنان إذا ما تمكنت من السيطرة على حمص، فالشمال اللبناني يشبه كثيراً المناطق السورية المحاذية له من حيث البيئة والتركيبة الاجتماعية.

عدم مشاركتنا العسكرية في سوريا متعلقة بالظروف الراهنة، فتدخلنا هناك قد يعطي المبرر لإسرائيل بالتدخل العسكري أيضاً، وهذه القراءة هي الأقرب للواقع، مع أن الحراك في سوريا ضربة لمحور المقاومة، لكن نعتقد أن الرئيس الأسد سينهي هذا الملف خلال اليومين المقبلين عبر الحوارات مع بعض الدول الخليجية المتورطة.

إيران لم تتخلى عن سوريا، وتعتبر نفسها قوة احتياط، وتركت الأمر للرئيس الأسد والجيش السوري، وتدخلها الآن مرهون بظروفها الحالية.