صار يعرفها زبائن السوق

مشهد مؤثر.. “فختاية” تبني عشّها في مكان غريب والبائع مستنفر منذ عامين

شارع مولوي (السليمانية) 964

منذ عامين لم يحرك “جيیر دلشاد” الحقيبة المعلقة على واجهة محله، بعد أن عششت فيها يمامة (فختاية) لتتحول إلى واحدة من أولويات حياة بائع الحقائب الشاب، يوفر لها ما تحتاجه من طعام وشراب وحماية من خلال توجيه كاميرات مراقبة نحوها، ليتأكد وهو داخل المحل أو في مكان آخر من عدم اقتراب أي شخص من “حقيبة العش”، أو إزعاج الضيفة الدائمة الودودة، كما يصفها جيير.

الإعاقة شجعته لشراء ألف طير.. الحمائم

الإعاقة شجعته لشراء ألف طير.. الحمائم "تطعم" مربيها في دهوك (صور)

جيیر دلشاد – صاحب المحل، لشبكة 964:

انتقلت إلى هذا المحل قبل 4 سنوات، وقد حلت عليَّ هذه الحمامة ضيفة منذ عامين، كنت أراقبها بشغف وهي تبني عشها في حقيبة معلقة أمام المحل، وكنت حينها أتساءل كيف يمكنها أن تثق بي وتعيش هنا، وكيف يمكنني أن أكون على قدر هذه الثقة، وأحرص على أن تكون بأمان.

في البداية نصحني كثيرون بطردها، خاصة وأن الحقيبة التي اختارتها لتبني فيها عشها سعرها 25 ألف دينار، لكني رفضت وقلت لهم “كيف لي أن أطرد ضيفاً أو أهدم بيتاً، لن أفعل”، وذلك بدوافع إنسانية ودينية.

طوال عامين وأنا أهتم بهذه الحمامة كما أهتم بأمور المحل، فهي أصبحت جزءاً من هويته، وأكون أحرص عليها في فترة رقودها على البيض، والتي تكررت عدة مرات خلال هذين العامين، وفي فترة نمو أفراخها أيضاً، فقد قرأت كثيراً عن كيفية توفير الأجواء المناسبة لها.

أنظف المكان تحت الحقيبة دون انزعاج، وأضع لها الطعام والشراب، فمنظرها يجذب المارين، ودائماً ما يسألونني عنها كفرد من العائلة “كيف حمامتك” أو “كيف حال ضيفتك” فأُجيبهم أنها بخير وعلاقتنا تتطور دائماً، وأطلقت على حقيبتها اسم “حقيبة العش”.

أُراقب الحمامة دائماً عبر الكاميرات، كي أتأكد من عدم إزعاجها أو الاقتراب منها، لأنني أُريدها أن تشعر بأمان مطلق، ولا يخيفها أي شيء أبداً.