صحيفة المدى عن زيارة الأعرجي

بغداد تنقل رسالة ترامب لطهران.. تقييد المعارضة الكردية مقابل تهدئة الفصائل

964

بعد يومين على زيارة مستشار الأمن القومي قاسم الأعرجي إلى إيران، كشف تقرير لصحيفة المدى البغدادية، أن الزيارة حملت رسالتين إلى طهران، الأولى من الرئيس دونالد ترامب حول وقف دعم إيران للفصائل، فيما كان فحوى الثانية أن على طهران التوقف عن دفع الفصائل نحو الحرب، وبالمقابل تلتزم بغداد بإبعاد المعارضة الكردية الإيرانية عن الحدود، حسب الصحيفة.

العراق تواصل مع وتساب ترامب.. اتصاله مع السوداني كان

العراق تواصل مع وتساب ترامب.. اتصاله مع السوداني كان "شكلياً" واحذروا

مستشار السوداني: مَن هو أبو علي العسكري؟ وخيط عراقي رفي...

مستشار السوداني: مَن هو أبو علي العسكري؟ وخيط عراقي رفيع لن يقطع

نيجيرفان بارزاني: المعارضة الإيرانية كانت متفهمة لكن PK...

نيجيرفان بارزاني: المعارضة الإيرانية كانت متفهمة لكن PKK لا يحترم الإقليم

تقرير صحيفة المدى تابعته شبكة 964:

رسالة من “ترامب” وتطمين عراقي، وصلا إلى طهران عبر مسؤولين عراقيين. فعلى طهران أن تتوقف عن دعم الفصائل، وبالمقابل تلتزم بغداد بإبعاد المعارضة الكردية الإيرانية عن الحدود.

وتسير بغداد على خط رفيع في “سياسة التوازن”، بحسب مستشارين، منذ اندلاع الحرب في لبنان وغزة. كما بدأت الحكومة خطوات استباقية لتطويق أي تصعيد متوقع من دونالد ترامب العائد إلى البيت الأبيض.

وقال محمد السوداني، رئيس الحكومة، أثناء قمة الرياض الأخيرة، إن حكومته “ملتزمة بالتهدئة” إزاء الحرب في المنطقة. وشارك السوداني في أعمال القمة العربية الإسلامية في العاصمة السعودية، لإعادة طرح “حل الدولتين” للأزمة الفلسطينية.

وعلى الرغم من أن العراق تحفظ على هذه الفقرة (حل الدولتين) التزاماً بالقانون العراقي، إلا أنه يطمح أن يكون له دور أوسع في المنطقة. ويقول باسم العوادي، المتحدث باسم الحكومة، إن قمة الرياض هي “فكرة عراقية” سابقة. واعتبر العوادي في تصريحات صحفية، أن “العراق ليس مجرد مشارك في قمة السعودية، بل هو صانع ومساهم فيها”.

وكان السوداني، الذي عاد مساء الاثنين إلى بغداد بعد مشاركته في اجتماع الرياض، قد أجرى الجمعة الماضية اتصالاً مع ترامب، وهنّأ السوداني الرئيس الأميركي على “الثقة الكبيرة التي منحها إياها الشعب الأميركي”، بحسب بيان حكومي. وأكد رئيس الحكومة على “إنهاء الحرب” و”المضي بالشراكة الستراتيجية بين البلدين”، وفق البيان السابق.

واعتبر مراقبون خطوات رئيس الحكومة بأنها طوت صفحة مذكرة الاعتقال الصادرة من العراق ضد ترامب قبل 3 سنوات. وتعتقد بغداد أن مخاطر توسع رقعة الصراع في المنطقة ما زالت كبيرة بسبب استمرار الحرب على قطاع غزة ولبنان. وبحسب تصريحات لوزير الخارجية فؤاد حسين، فإن “بغداد تأخذ أي تهديد للوضع العراقي بجدية من أي طرف كان”، في إشارة إلى إيران وإسرائيل.

وأضاف أن “العراق يقع في جغرافية الحرب، واستمرار الهجوم والهجوم المضاد على إيران يعني احتمالية أن تكون الأراضي والأجواء العراقية ضمن مناطق الحرب”. وبيّن حسين أن “الإيرانيين أكدوا بوضوح عدم انطلاق أي هجوم على إسرائيل من الأراضي العراقية”.

وفي الأسبوع الماضي، نفى “ائتلاف إدارة الدولة” ما يُشاع عن اتخاذ الأراضي العراقية منطلقاً لتنفيذ هجمات، بحسب بيان صدر عن التحالف الحاكم. كما وصف المجلس الوزاري للأمن الوطني الحديث عن استخدام الأراضي العراقية كمنطلق لتنفيذ هجمات بأنه “ذرائع كاذبة”. كذلك نفت كتائب “حزب الله” الأنباء المتداولة عن نقل إيران أسلحة إلى العراق للرد على إسرائيل، في بيان للفصيل.

وكان تقرير أميركي قد كشف عن معلومات استخباراتية تشير إلى أن “الحرس الثوري الإيراني يقوم بنقل طائرات بدون طيار وصواريخ باليستية إلى الميليشيات الشيعية في العراق، ويخطط لشن هجوم مشترك ضد إسرائيل انطلاقاً من الأراضي العراقية”.

وتوقع محللون أن يتخذ ترامب مواقف تصعيدية ضد إيران والفصائل فور عودته إلى البيت الأبيض. وفي الاتصال الأخير، نقلت صحف عربية عن وجود رسالة إلى إيران تم نقلها عن طريق الحكومة العراقية. ومنذ أسبوع، زار أكثر من مسؤول أمني عراقي طهران، آخرهم كان مستشار الأمن القومي قاسم الأعرجي.

يقول نائب وقيادي في أحد الأحزاب ل (المدى) إن “الأعرجي ربما حمل رسالة من أميركا إلى إيران”. القيادي الذي طلب عدم نشر اسمه، توقع أن فحوى الرسالة “هي طلب أميركي بوقف دعم إيران للفصائل، وأن تكون الحروب مباشرة دون وكلاء”. والتقى الأعرجي مع وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي وقيادات عسكرية رفيعة في زيارته الأخيرة إلى طهران، وناقش الاتفاقية الأمنية.

ويمضي القيادي قائلاً: “الجزء الآخر من زيارة المسؤولين إلى إيران هو تطمين طهران بأن الاتفاقية ما زالت سارية”. ويرى القيادي أن إيران “قلقة بسبب التغيرات في المنطقة أن يكون العراق قد تراجع عن تعهداته بعدما ضعفت جبهة إيران”. وأكد القيادي أن الاتفاقية الأمنية التي تتضمن إبعاد الأحزاب الكردية الإيرانية المعارضة عن الحدود قد تم تنفيذها بالفعل، حيث أبعدوا عن الحدود بمسافة كبيرة.

وتتهم طهران هذه الجماعات، على الرغم من وجودهم في العراق بصفة “لاجئين”، بإثارة الاحتجاجات داخل إيران. ويقول القيادي إن “أعضاء أحزاب المعارضة مخيرون بين البقاء بلا سلاح في العراق أو مغادرة البلاد”. كما توقع أن “بعض الأسماء المطلوبة لإيران سوف لن تبقى في العراق”.

ووفق وسائل إعلام إيرانية، فإن مسؤولين إيرانيين أكدوا للأعرجي “تسريع عملية تنفيذ بنودها خاصة منع وجود أنشطة للإرهابيين خارج الحدود الغربية للبلاد”.