"خارطة جديدة قادمة شئنا أم أبينا"

حديث “صريح جداً” من مستشار السوداني: سيقصفوننا ونصبر استراتيجياً مثل إيران

964

قال إبراهيم الصميدعي، مستشار رئيس الوزراء محمد شياع السوداني إن الخارطة الإقليمية الجديدة في المنطقة “صايرة صايرة.. شئنا أم أبينا” ولذا فإنه لابد من استثمار دور العراق فهو يحتل المرتبة الثانية لدى اهتمامات الولايات المتحدة بعد إسرائيل، محذراً من أن “الطايح رايح ولا تخلونا نطيح”، وأشار المستشار إلى أن قيام تل أبيب بتوجيه ضربة داخل العراق بدل إيران أمر وارد وهو السيناريو الأقرب خاصةً إذا فشلت في إبرام تفاهم مع طهران، وقال إن العراق دولة غير مسلحة، ولا يمكنها فعل شيء غير الخيارات الدبلوماسية السياسية بسبب التفوق الغربي الواضح “فحتى مضادات S 400 الروسية لم تتمكن من صد الصواريخ عن الكرملن”، وانتقد تصرفات “بعض الأخوة الذين ينهشون خواصر السوداني رغم أنه يدافع عنهم أمام الولايات المتحدة ويحاول منع ضربة ضد العراق”، ودعا إلى اعتماد العراق الطريقة التركية في التعامل مع مخاطر الحرب، وكذلك طريقة إيران “التي اخترعت سياسة الصبر الاستراتيجي”، وختم بالقول “الغرب ينظر لنا كدولة ناجحة (..) كل ما يريده الأميركان أن نكون منطقة اقتصادية غير خاضعة للنفوذ العسكري الروسي، أو النفوذ الاقتصادي الصيني، دون وجود ل (ما دون الدولة) فهذا العالم تحكمه الدول وليس الجماعات المسلحة، والجزء الأكبر من القوى السياسية المدعومة من المرجعية هي مع هذا التوجه”.

قاسم الأعرجي: العراق ليس ضمن محور المقاومة وأبو علي الع...

قاسم الأعرجي: العراق ليس ضمن محور المقاومة وأبو علي العسكري يمثل نفسه

مستشار السوداني: مَن هو أبو علي العسكري؟ وخيط عراقي رفي...

مستشار السوداني: مَن هو أبو علي العسكري؟ وخيط عراقي رفيع لن يقطع

إبراهيم الصميدعي – مستشار رئيس الوزراء للعلاقات العامة، في حوار مع الإعلامي علي عماد، تابعته شبكة 964:

نريد تجنيب العراق الانجرار إلى الحرب الدائرة في المنطقة، فنحن أضعف اقتصادياً وعسكرياً من إيران وتركيا، حيث أقر البرلمان التركي قبل أيام قراراً بمنع تركيا من التدخل العسكري، رغم كونها قوة عسكرية كبيرة ضمن حلف الناتو، أما إيران فهي من اخترعت سياسة الصبر الاستراتيجي بهدف تجنب الانزلاق إلى الحرب، مع أن كل العالم يعرف أن نتنياهو ماضٍ في التصعيد لأن مجرد توقف الحرب يعني محاكمته سياسياً داخل إسرائيل.

إسرائيل تدرك جيداً مدى خطورة البرنامج الصاروخي الإيراني، ولذا لا تريد توجيه ضربات مباشرة تضطر إيران إلى استخدام قدراتها في الردع الاستراتيجي، والتي قد لا يتحملها الداخل الإسرائيلي، لكنها تعتمد سياسة تكسير الأذرع مع طهران، وتحاول مواجهاتها في ساحات أخرى.

ضمن سياسة تكسير الأذرع التي تنتهجها إسرائيل، من الممكن أن تنفذ ضربات داخل العراق، لأنه سبق وأن ضربت لبنان واليمن، في إطار تجنب المواجهة المباشرة مع إيران، رغم الضربات الدقيقة التي تلقتها خلال الهجوم الأخير.

أخشى أن تنفذ إسرائيل ردها في العراق، لأنها لم تحصل على موافقة أمريكية كاملة لضرب إيران، خاصة إذا لم تتوصل إلى اتفاق دبلوماسي بوساطة أمريكية مع إيران لتقبل الأخيرة ضربة محسوبة ومتفق عليها لإعادة توازن الردع الاستراتيجي بينهما، ولذا يبدو سيناريو كسر إسرائيل لقواعدها مع أمريكا داخل العراق هو الأقرب.

بكل صراحة، لا نملك سوى الخيارات السياسية الدبلوماسية، لأننا نفتقد كل مقومات الرد الاستراتيجي الكامل، وحتى منظومات “S 400″ الروسية لم تمنع المسيرات الأوكرانية من ضرب الكرملن، فهناك تفوق تكنولوجي غربي كبير.

الحكومة العراقية تبذل جهداً كبيراً في إطار الخيارات الدبلوماسية، مع أن خواصرها تُنهش من بعض الأخوة، وبعضهم ينهش بخواصر السوداني مع أنه يذود عنهم خارجياً مع الأمريكان لمنع توجيه أي ضربات داخل العراق.

نحن دولة غير مسلحة، وكل القوى السياسية داخل النظام تدرك إمكانيات الدولة العراقية، مع كامل احترامنا لمواقف الأخوة في الفصائل ودفاعهم عن القضية الفلسطينية المشرف، لكن هناك جبهات أخرى يمكن العمل من خلالها و”احنا شعلينا”.

كل ما يجري من حروب في العالم هي تداعيات للحرب الاقتصادية الصينية الأمريكية، حيث تم إشغال روسيا بحرب مع أوكرانيا، وتم دفع الكيان الصهيوني لتأدية دوره التاريخي بالدفاع عن المصالح الغربية في المنطقة، لكي لا تكون هناك ساحة يتم استثمارها من قبل الصين، ف “الطايح رايح” ولا “تخلونا نطيح”.

دعونا نستثمر علاقاتنا مع الولايات المتحدة الأمريكية، فنحن الدولة الأكثر أهمية لواشنطن بعد إسرائيل، وبإمكاننا لعب دور كبير في المنطقة، والغرب ينظر لنا كمشروع دولة ناجحة ضمن الخارطة الإقليمية الجديدة، وهذه الخارطة “صايرة صايرة” شئنا أم أبينا.

كل ما يريده الأمريكيون هو أن نكون منطقة اقتصادية غير خاضعة للنفوذ العسكري الروسي، أو النفوذ الاقتصادي الصيني، وأن نعمل في حدود الرؤية الأمريكية حيث لا وجود ل “ما دون الدولة”، فهذا العالم تحكمه الدول وليس الجماعات المسلحة، والجزء الأكبر من القوى السياسية المدعومة من المرجعية هي مع هذا التوجه.