طائرات إيران المسيرة إلى التقاعد.. “وحده البالستي دواء إسرائيل”

964

يجمع خبراء عسكريون على أن الهجوم الإيراني الأخير على إسرائيل في 1 أكتوبر كان أكثر كفاءة على نحو ملحوظ من الهجوم السابق منتصف نيسان، ويعود ذلك على الأرجح إلى تراجع إيران عن خطة إرسال أسراب من الطائرات المسيرة التي أثبتت عدم جدواها نظراً لبطء سرعتها، كما أن بعض النسخ المعدلة من صواريخ “كروز” أثبتت هي الأخرى عدم فاعليتها للأسباب ذاتها، وعوضاً عن ذلك، قرر جنرالات إيران الاعتماد على الصواريخ البالستية المتطورة التي وصلت إلى أهدافها بسرعة فائقة لم تتجاوز الدقائق، رغم تساؤلات الخبراء عن حقيقة الحمولات التدميرية في الصواريخ، ومع خروج المسيّرات من خارطة الحرب بين إيران وإسرائيل، يتوقع الخبراء بقاءها ضمن استعمالات أخرى مثل ضرب مقار المعارضة الإيرانية في الجوار.

ويقول الخبير العسكري اللبناني خليل الحلو، إن إيران تعلمت الدرس من ضربة نيسان الفائت على إسرائيل وأدركت أن استخدام المسيرات التي تستغرق 5 ساعات لبلوغ هدفها غير مجدٍ ولا معنى له لأنه يمنح إسرائيل الوقت الكافي للتصدي لها وإسقاطها قبل دخول مجالها الجوي، والأمر ذاته ينطبق على صواريخ “كروز” التي تحتاج لساعتين، مشيراً إلى أن إيران قد تلجأ لسيناريو الثمانينات وتغلق مضيق هرمز عبر استهداف السفن في مياه الخليج إذا ما تعرضت منشآتها النفطية والبتروكيميائية لاستهداف إسرائيلي، لكن ذلك قد يقود إلى سيناريو عملية “فرس النبي” في الثمانينات والتي كبّدت إيران خسائر كبيرة ودفعتها إلى الموافقة على وقف الحرب مع العراق.

العراق أمام الأسوأ: إيران تفجر الناقلات مثل حرب صدام.. والسعودية تغرق السوق!

خليل الحلو في حوار مع الإعلامية ميشا شاويش تابعته شبكة 964:

من المبكر تقدير الخسائر التي لحقت بإسرائيل يوم أمس، لكنها أكبر من ضربة 14 نيسان الماضي.

إسرائيل كل عامين تقوم بتمارين مشتركة تحاكي هجوماً صاروخياً عليها من كافة الجهات، وتمرين العام الماضي كان ضخماً وشمل أكثر من 150 طائرة.

إسرائيل لديها صواريخ بالستية مداها 4800 كم (أريحا 3) و 1400 كم (أريحا 2)، وعدد من الصواريخ المجنحة أو “الكروز” التي يمكن إطلاقها من الطائرات، وصواريخ “بوب آي 1″ و”بوب آي 2” وF35 وF15.

القوات الجوية السعودية هي الأولى في عدد الطائرات وأكثر من إسرائيل، صحيح أن الأخيرة تمتلك 35 F الشبحية لكن عندما تستعملها لضرب إيران فيجب تزويدها بالوقود وهي في الجو إذ لا يمكنها الطيران بعيداً وفي هذا المجال هي مجبرة على التعاون مع أمريكا.

طيران إيران غير فاعل، يعود لسبعينات القرن الماضي ولم تطور قدراتها، بينما طورت الصواريخ بشكل هائل وإسرائيل لا تمتلك نفس النوعيات التي تملكها طهران فهي لديها صواريخ فرط صوتية نوع “الفتاح 1” وهو يطير 5 أضعاف سرعة الصوت ويصعب التصدي له ومجاله 1400 كم، والثاني “الفتاح 2” وهو الأخطر، وما استعمل في ضربة أمس غير معروف حتى اللحظة.

المرشد الإيراني تحدث مرتين وقال إن التراجع مبرر واستند في ذلك على آية قرآنية، واكتفى بأن إيران تدعم حلفاءها، وحديث بزشكيان في الولايات “نريد السلام”، وضع المراقبين في جو أن حزب الله متروك لوحده وهذا غير صحيح، لأن 42 سنة من الدعم بكافة المجالات لا يمكن أن ينتهي بأن تترك إيران حزب الله، ولكنها لا تريد أن تدخل هي بحرب، وسادت أجواء داخل حزب الله أن إيران غير صادقة.

أصبحت طهران أمام خيار صعب إما أن لا تفعل شيئاً وتفقد مصداقيتها وكل ما بنته في المنطقة، لذلك اتخذ القرار والضربة أمس كانت نتيجة الدرس الذي تعلمته في نيسان الماضي، إذ أدركت أن استخدام المسيرات لا معنى له لأنه يمكن إسقاطها جواً وكذلك صواريخ “الكروز” التي تحتاج ساعتين لبلوغ هدفها، ما يجعل إسرائيل تمتلك الوقت اللازمة للرد والتصدي.

الولايات المتحدة موجودة في الخليج لمراقبة وحراسة آبار النفط والغاز لأن ذلك مهم للاقتصاد العالمي ما يعني أنه مهم لها، ولأن الصين تستورد نفطها وغازها من هذه المنطقة فإن أي أزمة مع الصين يمكن للولايات المتحدة عرقلة تزويد بكين بما تحتاج إليه.

إيران عنصر توازن في الشرق الأوسط وهذا ما لا تصرح به الولايات ولكنها تعرفه جيداً، وبرأي كيسنجر وكل من رسم الجيوسياسيات في المنطقة، فإن التوزان بين القوى عامل استقرار، ووجود إيران يشكل توازناً مع عدة دول هي تركيا وباكستان والعالم العربي، وأميركا لا تريد أن تدمر إيران.

إيران سترد باستهداف السفن إذا تعرضت منشآتها لاستهداف إسرائيلي، وهذا ما فلعته في الثمانينات، زرعت الألغام وفجرت السفن، لكن ورداً على قتل جنود أمريكان بلغم.. نفذت واشنطن عملية (اسمها فرس النبي) وخلال ساعات قليلة أغرقت قطعاً بحرية إيرانية وقتلت أكثر من 40 بحاراً إيرانياً، وبعد العلمية قبلت طهران بإيقاف الحرب العراقية.

إيران تدرك أنها إذا انزلقت لهذا الواقع، سيلحق بها الضرر، لأن عرقلة الملاحة في مياه الخليج يضر المصالح الحيوية للولايات، وهذا ما لن تقبل به واشنطن.

ما يمكن أن تقوم به إسرائيل يجب أن يكون تحت السقف الذي تحدده أمريكا، إذا ضربت البتروكيمياويات في آبادان، أو جزيرة “خرج” المصدر الأساسي لتصدير النفط في إيران، عندها ستقوم طهران بردة فعل، وهناك خيارات أخرى لتل أبيب مثل ضرب الدفاعات الجوية الإيرانية، أو ضرب الحرس الثوري الإيراني.