الإعلان الرسمي غداً

مفاجأة.. نجح رز العنبر في صحراء البصرة وليس على طريقة الفراتيين الكارثية!

964

نجحت البصرة -وإن على نحو محدود- بزراعة رز العنبر العراقي الشهير الذي كانت مساحات زراعته محصورة دائماً بحقول الفرات الأوسط في النجف والديوانية إلى جانب كميات محدودة في بعض مناطق ذي قار وميسان والمثنى، واضطرت الحكومة مراراً إلى تقليص أو إيقاف زراعة العنبر بسبب الجفاف، والكميات الكبيرة التي يستهلكها العنبر بطريقة زراعة الغمر التي يعتمدها مزارعو الفرات الأوسط، أما في البصرة، فيؤكد مدير الزراعة هادي حسين نجاح تجربة زراعة هذا الصنف بتقنية التنقيط الموفرة للمياه وذلك في صحراء منطقة سفوان، وستعلن الزراعة خلال الساعات المقبلة تفاصيل التجربة، وقد أكد الخبراء في أبحاث متعددة نشرتها شبكة 964 أن الطريقة العراقية غير ضرورية لهذا المحصول، وأنه بالإمكان إنقاذ زراعة الرز الذي أحبه العراقيون منذ قرون، دون الاضطرار إلى خسارة كل هذه الكميات من المياه، ومن جانب آخر تحدث حسين عن أعداد النخيل في المحافظة وقال إنها مازالت منخفضة وتحت 3 ملايين نخلة بعد أن وصلت في عقود سابقة إلى 16 مليوناً.

خبراء العراق اكتشفوا أن الغمر ليس ضرورياً لزراعة العنب...

خبراء العراق اكتشفوا أن الغمر ليس ضرورياً لزراعة العنبر.. يعيش بالتنقيط!

هادي حسين، مدير زراعة البصرة، في حوار مع الإعلامي سرمد البياتي، تابعته شبكة 964:

نحن ملزمون بمواكبة التطور العلمي واستخدام مرشات الري الحديثة، حيث استخدمنا في صحراء البصرة في الزبير وسفوان المرشات الثابتة، فضلاً عن زراعة 21 ألف دونم باستخدام الري بالتنقيط، ووصل إنتاج محصول الطماطة إلى نحو نصف مليون طن، والذي غطى كل المحافظات العراقية.

استخدام منظومات الري الحديث رفع معدلات الإنتاج الزراعي في محافظة البصرة، ووصل إنتاج الدونم الواحد إلى طن وربع من الحنطة، بينما يصل معدل إنتاج الدونم في المناطق المروية إلى 900 كغم.

البصرة هي الأكثر تأثراً بالتغييرات المناخية مقارنة مع باقي المحافظات، حيث خرجت الكثير من المناطق الزراعية عن الخطة نتيجة التمدد الملحي، وقلة الحصص المائية، ومع ذلك نحاول مواصلة الإنتاج عبر دعم الفلاحين من ذوي الأراضي الصغيرة بالمرشات المناسبة، فالمرشات الحديثة لا تناسب مساحاتهم المزروعة لأنها مخصصة لتغطية مساحات من 80 – 120 دونما، بينما لا يملك معظم الفلاحين سوى 10 دوانم، أو أكثر قليلا، ولذا طلبنا من وزارة الزراعة تزويدنا ب 668 مرشة حديثة تناسب المساحات الصغيرة.

ننسق مع المنظمات المعنية بدعم القطاع الزراعي لتوسعة اعتماد منظومات الري الحديث، رغم وجود بعض العراقيل لناحية استجابة المزارعين نتيجة عدم مقاومة “نوزلات” المرشات الحديثة لمستويات الملوحة العالية في المياه، ولذا نخطط لتوسعة الاعتماد على تقنية “T – TAPE.”.

تحتوي البصرة على مليون دونم زراعي في المناطق الإروائية، وأكثر من 1.2 مليون دونم في منطقة “خضر الماي” في البادية، وفتحنا التعاقد على البادية الجنوبية بمساحة 3 مليون دونم، رغم اعتراض شركة نفط البصرة على نقل تجربة محافظة المثنى، وتمت عرقلة فتح التعاقد على المساحات المتوفرة في “خضر الماي”.

البصرة كانت تملك 16 مليون نخلة، بينما تملك الآن 2.6 مليون نخلة فقط، ولكن نعمل مع الجهات المعنية على زيادة أعداد النخيل في المحافظة، خصوصاً مع تحولنا في زراعة النخيل من المناطق الإراوئية نحو المناطق الصحراوية، حيث نملك الآن 368 ألف نخلة في منطقتي الزبير وصفوان، أغلبها من النخيل البرحي المعروف.

القطاع الخاص هو الواجهة الحقيقية للزراعة، وعلينا دعم المزارعين عبر تشريع قانون المستثمر الزراعي، فقانون “13” الحالي، رغم نجاحه في بعض القطاعات لكنه لا يلبي احتياجات المزارع، ووضعنا أمام تعقيدات كبيرة، كحال معظم القوانين الزراعية النافذة التي لا تواكب الحداثة ولا تتناغم مع التطور الحالي، لأنها مشرعة منذ سبعينيات القرن الماضي.

هناك تجارب ناجحة في دول المنطقة مثل الإمارات وتركيا وإيران والأردن، ولا ضير في نقل هذه التجارب، خاصة مع توفر كل فرص نجاحها في العراق، ومع نجاحنا في نقل تجربة زراعة رز العنبر من محافظة النجف إلى صحراء سفوان باستخدام تقنيات التنقيط وليس عبر المرشات المحورية.