"تقديراتهم مقاربة لنتائج أداتنا"
العراقيون يعرفون كمية انبعاثات الميثان وقادرون على تخفيفها – فريق الهواء النظيف
964
ذكر تقرير لـ”تحالف المناخ والهواء النظيف” الذي يضم أكثر من 160 حكومة ومنظمة معنية بتقليل الملوثات المناخية، أن العراق يتقدم في تنظيم انبعاثات الميثان من الوقود الأحفوري، وذلك من خلال مشروع انطلق في 2023.
وأكد التقرير أن “فريق عمل الهواء النظيف” بدأ مهامه في العراق بالتعاون مع كبار الخبراء في قطاع النفط والغاز، وجمع معلومات من الحكومة العراقية ووزارتي النفط والبيئة، ثم صمم “أداة الحد من الميثان” ودرب المسؤولين على كيفية استخدامها، وستكون هذه الأداء قادرة على تحديد عوامل الانبعاثات وبالتالي ستوفر ملف تعريف الانبعاثات السنوي وتسمح للمخططين بمعرفة معدلات الحد من الانبعاثات المحتملة واتخاذ التدابير اللازمة للتخفيف منها.
ووفقاً للتقرير فقد قال مدير “فريق عمل الهواء النظيف” إن الخبراء العراقيين والمسؤولين الحكوميين على دراية وفهم لكمية غاز الميثان المنبعثة من البنية التحتية لقطاع النفط والغاز، وإن تقديراتهم مقاربة لما اكتشفه الفريق، موضحاً أن هذه النتيجة هي مؤشر على قدرتهم لاتخاذ سياسات تخفف الانبعاثات وبأقل التكاليف.
”جار السوء“ يهدد الدورة وضواحيها.. أقدم مصافي العراق إلى القضاء بتهمة التلوث
معهد: انبعاثات النفط في البصرة تطوق الهواء وترفع درجات الحرارة (صور)
تقرير موقع “The Climate and Clean Air Coalition”، ترجمته شبكة 964:
يتخذ عدد متزايد من الدول الرئيسية المنتجة للنفط إجراءات بشأن انبعاثات غاز الميثان من الوقود الأحفوري باعتبارها أسرع وأكثر الطرق فعالية من حيث التكلفة للحد من معدل الانحباس الحراري قبل عام 2030.
العراق لديه ملف كبير من انبعاثات غاز الميثان من القطاع النفطي، وبصفته أحد الموقعين على التعهد العالمي للميثان، يلتزم بهدف الحد من انبعاثات غاز الميثان بنسبة 30% بحلول عام 2030 مقارنة بمستويات عام 2020.
يتضمن القانون العراقي بالفعل أحكاماً واسعة النطاق تدعم تخفيف انبعاثات غاز الميثان، وتشمل هذه الأحكام أن يتخذ منتجو البترول والغاز الطبيعي جميع الاحتياطات والإجراءات اللازمة لمنع تلوث الأرض والهواء والماء.
علاوة على ذلك، تحدد مساهمات العراق المحددة وطنياً في اتفاقية باريس العديد من تدابير التخفيف لقطاع الطاقة، بما في ذلك الحد من الحرق في منشآت النفط والغاز، وتنفيذ عمليات الكشف عن التسرب وإصلاحه.
بالتعاون مع “فريق عمل الهواء النظيف” (CATF)، يدعم تحالف “المناخ والهواء النظيف” العراق لتطوير جرد انبعاثات الميثان الوطنية وتقييم التخفيف لقطاع النفط والغاز.
بدءاً من آواخر عام 2023، بدأ “فريق عمل الهواء النظيف” العمل مع خبراء فنيين وسياسيين في الحكومة العراقية لتطوير جرد انبعاثات غاز الميثان من النفط والغاز في العراق، وأنهى ورشة عمل لتقديم نتائج الجرد وتدريب المسؤولين على كيفية استخدام أداة صممها الفريق للحد من انبعاثات الميثان في البلاد.
باستخدام البيانات المتاحة للجمهور، تم إعداد “أداة الحد من غاز الميثان”، بتقديرات لانبعاثات قطاع النفط والغاز في الدولة والوصول إلى مكتبة رقمية جديدة لسياسات الميثان الرائدة وأفضل الممارسات المثبتة، وتسمح هذه الأداة للجهات الحكومية بتحسين مخزونات الانبعاثات الخاصة بها واستكشاف المتغيرات والخيارات التنظيمية المحددة التي يمكن أن تدفع إلى الحد من التلوث.
لتطوير المخزون وتقديره للانبعاثات، جمع الفريق الفني معلومات من حكومة العراق، ومن وزارة النفط ووزارة البيئة، يساعد المخزون صناع السياسات على تحديد مصدر معظم الانبعاثات، وتم منح المسؤولين الحكوميين العراقيين إمكانية الوصول إلى هذه الأداة وشاركوا في عملية مراجعة المخزون.
مهدت هذه الإجراءات الأولية الآن الطريق لتطوير تقييم تخفيف الميثان لاحقاً – وهي وثيقة أكثر شمولاً تخبر صناع السياسات بمصادر الانبعاثات وحجمها والتكاليف المحتملة للتخفيف من بين معلومات إضافية أخرى.
“العراق لديه آليات تنسيق واضحة داخل الحكومة، وهذا لا يتوفر دائماً في البلدان الأخرى، ولكنه يجعل عملية إنشاء مخزونات الميثان وتقييمات التخفيف أكثر سلاسة”، قال ألفريدو ميراندا، نائب مدير الميثان الدولي في فريق عمل الهواء النظيف.
وأضاف ميراندا: “لقد عملنا مع مسؤولين حكوميين يتمتعون بخبرة تتراوح بين 10 و20 عاماً، وهم على دراية كبيرة بما يحدث، وقد تم إنشاء فريق عمل الميثان في العراق لتنسيق العمل مع القطاع الخاص، بما في ذلك شركات النفط الوطنية”.
باستخدام البيانات التي تقدمها حكومة العراق حول البنية التحتية الخاصة بالشركة، تكون أداة “الحد من الميثان” قادرة على تحديد عوامل الانبعاثات لكل قطعة من المعدات، وتوفر ملف تعريف الانبعاثات السنوي الإجمالي، كما تسمح للمخططين بمعرفة معدلات الحد من الانبعاثات المحتملة بناءً على البيانات التي تم جمعها عبر البرامج المنفذة في المدن.
“ومن أكثر الجوانب الإيجابية لهذا المشروع هو رؤية مدى فهم حكومة العراق بالفعل لكمية غاز الميثان المنبعثة من البنية التحتية للنفط والغاز. والتقديرات التي كانت لديهم سابقاً قريبة مما يكتشفه فريق الخبراء، وهذا يعني أنهم الآن، من خلال هذا العمل، لديهم البيانات والسياسات لاتخاذ تدابير التخفيف اللازمة”، يقول ميراندا.
إن تقييم تخفيف غاز الميثان الذي سيتم تطويره في المراحل النهائية من هذا المشروع سيكون أمراً بالغ الأهمية لفهم تدابير التخفيف التي يمكن تنفيذها دون تكلفة، والتي قد تولد ربحاً، وقد تتطلب تمويلاً، وقد قدرت وكالة الطاقة الدولية أن أكثر من 70٪ من تدابير تخفيف غاز الميثان من الوقود الأحفوري يمكن تنفيذها دون تكلفة صافية.
سيساهم هذا المشروع أيضاً في التوصيات الرئيسية لوكالة الطاقة الدولية للعراق لمواصلة تطوير إطار القياس والمراقبة والتحقق، ودمج التدابير المحددة في المساهمات المحددة وطنياً في المبادئ التوجيهية والسياسات واللوائح، ومن المتوقع أن ينتهي المشروع في أوائل عام 2025.