بغداد متفهمة وتنتظر الانتخابات

تجميد وساطة العراق بين تركيا وسوريا باتفاق أميركي روسي

بكر نجم الدين – 964

توقف الحديث عن الوساطة العراقية المزمعة بين تركيا وسوريا، خلال الفترة الماضية، ويشير سبهان ملا جياد، المستشار السياسي لرئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، في حديث لشبكة 964 إلى أن “اتفاقاً روسياً أمريكياً على معارضة الوساطة العراقية فرض تأجيلها لما بعد الانتخابات الأمريكية، حيث تفضل واشنطن نقل الملف إلى الإدارة الأميركية الجديدة.

ويقول جياد، إن الولايات المتحدة ترى أن ملفات سوريا -لا تخص سوريا لوحدها- و”البككة” والعلاقات العراقية الإيرانية والعراقية التركية إلى جانب لبنان واليمن، مترابطة ومتشابكة ومتداخلة وقد تكون حلولها متشابهة ومتزامنة، لا يمكن عزلها عن بعضها، وهي تحتاج إلى إدارة أمريكية هادئة ومستقرة لديها الوقت لإيجاد التفاهمات والحلول وتطبيقها، لافتاً إلى أن بغداد متفهمة للوضع وتعرف انشغال الأمريكان بالانتخابات، وتريد التعامل مع إدارة لها مستقبل ووقت.

ويبيّن أن الموقف الروسي مؤيد ومتفق على التأجيل، فهو يتوقع أن تختلف علاقاته مع الإدارة الجديدة ويريد تليين العلاقة مع الأمريكان من أجل الحصول على بعض المرونة في الملف الأوكراني.

وزير الخارجية من واشنطن: مسؤولون سوريون وأتراك سيلتقون...

وزير الخارجية من واشنطن: مسؤولون سوريون وأتراك سيلتقون في العراق قريباً

لماذا يتوسط العراق؟

ويعلن العراق سعيه إلى تحقيق الأمن والاستقرار الإقليمي في المنطقة لأسباب عديدة على رأسها إنجاز مشاريعه الاقتصادية سيما “طريق التنمية” الذي يربط آسيا بأوروبا عبر طريق بطول 1200 كم من ميناء الفاو إلى أوروبا عبر تركيا، وهذا الاستقرار يتطلب ترتيب العلاقة مع الدول المجاورة سيما تركيا، لكن المشاكل المتداخلة بينها وبين سوريا إضافة إلى وجود البككة، يتطلب المصالحة وإعادة العلاقات بين هذين البلدين، إضافة إلى الرغبة بتأمين المثلث العراقي التركي السوري، إلا أن الوساطة واجهت معارضة أمريكية روسية.

رفض أمريكي روسي للوساطة

أميركا وروسيا لم تتفقا على موقف واحد في الشرق الأوسط منذ فترات طويلة، لكن سعي بغداد لمصالحة الرئيس التركي أردوغان ونظيره السوري بشار الأسد، فعل ذلك، إذ تعتبرها الولايات المتحدة تهديداً إيرانياً لوجودها شمال شرقي سوريا، وتؤكد استحالة فصلها عن محاولات طهران لطرد قواتها من المنطقة، ولم تكتف بالمعارضة فقط، بل حذرت بغداد من خطورة هذه الوساطة، وأن انسحاب قواتها من المنطقة السورية سيزعزع أمن المعسكرات الموجودة هناك، وقد يفتح الباب لزيادة تنقلات مقاتلي داعش واحتمال عودتهم إلى العراق، وفقاً لسفيرين أميركيين سابقين لدى دمشق وبغداد تحدثا لموقع “ميدل أيست آي” اللندني، إلا أن المستشار جياد يؤكد “استحالة عودة داعش كما في السابق، وإن حدث ذلك فسيكون عبارة عن مجموعات صغيرة متفرقة تستطيع القوات العراقية التعامل معها”.

تحذير أمريكي من وساطة بغداد بين أردوغان والأسد: العراق ...

تحذير أمريكي من وساطة بغداد بين أردوغان والأسد: العراق سيدفع الثمن بعودة داعش

ويشير تقرير آخر إلى أن موقف روسيا مشابه لموقف الولايات المتحدة، إذ رفض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إقامة اجتماع التطبيع بين أنقرة ودمشق في بغداد، وعبر عن رغبته بتنظيمه في تركيا، فروسيا لا تريد أن تفقد دورها في هذا الملف، وبالنسبة لها، فإن تحقيق المصالحة تحت قيادة العراق يحمل في طياته مخاطر دخول أطراف أخرى على الخط، في إشارة إلى إيران، وفقاً للخبير المقيم في موسكو نظمي هزير، الذي يؤكد أن بوتين يشعر أنه في علاقة تنافسية مع إيران باستقطابات النفوذ والمصالح داخل سوريا، وذلك يحتاج لإبعاد الأمر عن بغداد قدر المستطاع.

وينقل التقرير، عن عباس كاظم، مدير مبادرة العراق في المجلس الأطلسي، بأن “بغداد متمسكة بتبني دور الوساطة وستجمع الأسد وأردوغان على طاولة واحدة مهما بلغت الاعتراضات”.

بوتين غير مرتاح لوساطة بغداد بين الأسد وأردوغان.. لا ير...

بوتين غير مرتاح لوساطة بغداد بين الأسد وأردوغان.. لا يريد توسع دور طهران

بغداد لديها خطة مسبقة

يقول المحلل السياسي حمزة مصطفى لشبكة 964، إن العراق ليس مصراً على الوساطة بل مستعد لها، وهي مبررة من منطلق الحرص على طبيعة علاقاته مع الدولتين، إذ تجمعه معهما علاقات تاريخية ويربطه بهما الأمن القومي، إلى جانب حرصه على الاستقرار في المثلث العراقي التركي السوري، مؤكداً أن بغداد لا يمكنها أن تلعب أكثر من هذا الدور ولا تستطيع فرض معادلة جديدة، لكنها تعتقد أن تقارب الدولتين يعود بالإيجاب على المنطقة بشكل عام.

أما الخبير السياسي وائل الركابي، فيعتقد أن هذه الوساطة تدل على أن العراق استعاد عافيته، وبدأ برؤية عراقية مستقلة، بغض النظر عن رفض الولايات المتحدة لموقفه ووساطته، ويقول لشبكة 964، إن أمريكا قد تتذرع بعودة داعش من أجل البقاء لمكافحته، رغم أن القوات العراقية جاهزة ولم تعد بحاجة لها، لكنه يشير إلى عقوبات قد تفرضها الولايات المتحدة حال استمرار العراق بوساطته بين الأسد وأردوغان، أبرزها تقييد دفعات الدولار عبر الفيدرالي الأمريكي أو تأخيرها، ما يؤثر على الاقتصاد العراقي والأسعار بشكل عام، لافتاً إلى أن بغداد لديها خطط قبل دخولها الوساطة وتستطيع التعويض في حال قررت واشنطن العرقلة، مشيراً إلى أن نهج الحكومة الأخير يحاول عدم استفزاز الدول الأخرى بل يتبع سياسة الهدوء مع كل الأطراف.

العراق يرسل 90 ألف طن من زيت الوقود لسوريا وتركيا

العراق يرسل 90 ألف طن من زيت الوقود لسوريا وتركيا

العراق يخصص 3 مليارات دينار لإغاثة متضرري الزلازل في تر...

العراق يخصص 3 مليارات دينار لإغاثة متضرري الزلازل في تركيا وسوريا

الصدر يوصي تركيا وسوريا بنبذ الخلافات بينهما بعد الزلز...

الصدر يوصي تركيا وسوريا بنبذ الخلافات بينهما بعد الزلزال المدمّر

فريق عراقي مختص يتحرك نحو تركيا للمساعدة في عمليات الب...

فريق عراقي مختص يتحرك نحو تركيا للمساعدة في عمليات البحث والإنقاذ