"الأديان الأخرى تزاحم موتانا"

صور: مقابر صابئة البصرة صارت مدافن لضحايا “الشرف” والمعامل ابتلعت ثلثين!

2024-08-07 | 11:54

الزبير (البصرة) 964

للعراقيين من أبناء الصابئة المندائيين مقبرتان في البصرة، الأولى مركزية كبيرة في منطقة 5 ميل وسط المدينة وقد امتلأت بالكامل، والأخرى غرباً عند خور الزبير تبلغ مساحتها 150 دونماً، خصصتها البلدية لكنها تواجه عراقيل في التسجيل منذ 30 عاماً، واستولت المعامل والتجاوزات على ثلثي المساحة ولم يتبق منها إلا 50 دونماً.. لكن هذا ليس أهم ما يؤذي أبناء الطائفة، لأنهم يتحدثون عن مشكلة تجاوز بقية الأديان على المقبرة ودفن أمواتهم فيها، وتقول مصادر محلية إن ضحايا “جرائم الشرف” والأطفال يُدفنون بالفعل في مقابر الصابئة، وقد طالب مسؤولو الطائفة مراراً ببناء سياج لمقبرة خور الزبير وتعيين حارس “غير أن السلطات لا تستجيب لأننا بلا يد طويلة أو منظومة عشائرية وكل نفوذنا نائب واحد عن ميسان” كما يقول رئيس المجلس عماد مراد، واتهم مدير إعلام مجلس المندائيين في البصرة لؤي الخميسي الحكومة باتخاذ “سياسات تضييق مبطنة”، وقد تراجعت أعداد أبناء الطائفة حتى قاربت نحو 3 آلاف في عموم البصرة.

شاهد: "يا ماري يا مندائي".. 5 أيام كلها نور وصفاء وتعميد على جرف شط العرب

عماد مراد – رئيس مجلس شؤون الصابئة لشبكة 964:

توجد لنا مقبرة بمنطقة “5 ميل” منذ أربعينيات القرن الماضي لكنّها امتلأت بالقبور.

مقبرة الصابئة في خور الزبير قيد التطويب وبسبب إجراءات الدولة التعسفية هناك تلكؤ منذ أكثر من 30 عاماً.

هذه المعاناة ليست محصورة بطائفتنا بل بجميع الأديان والطوائف في البصرة.

ليست لدينا إحصائية رسمية بعدد الصابئة في البصرة بسبب الهجرة المستمرة ولكن العدد التقريبي تجاوز 3 آلاف شخص.

لا يوجد تضييق معين مقصود لنشاطاتنا الدينية والاجتماعية ولكن بعض الأحيان نتصادم مع متطفلين من “جُهال القوم”.

مطالبنا لا تُأخذ على محمل الجد من قبل الحكومة لأننا لا نمتلك “يداً” طويلة في الدولة أو منظومة عشائرية قوية، لدينا نائب واحد في محافظة ميسان.

لؤي الخميسي – المنسق الإعلامي للصابئة في البصرة:

أرض مقبرة خور الزبير خصصتها بلديات البصرة نهاية الثمانينات، ومساحتها 150 دونماً لكن تجاوزت عليها معامل أهلية وحكومية، وصافي المقبرة الآن 50 دونماً لا أكثر.

وقع اختيار المقبرة بشكل عشوائي بعد امتلاء مقبرة 5 ميل، ولا يوجد شط قريب عليها كما تفضّل تقاليد الطائفة.

منذ ذلك الحين راجعنا كثيراً لتمليك تلك المساحة لكن الإجراءات أصبحت معلقة دون تنفيذها، وما تزال المشكلة قائمة إلى الآن.

دُفن في هذه المقبرة شخصيات مهمة بالنسبة لنا كمندائيين ومنهم الشيخ السابق رعد كباشي.

هنالك سياسات مبطنة مجحفة بحقنا من داخل المنظومة الحكومية، كتبنا مناشدات كثيرة لبناء المقبرة أو تشييد سياج لها على الأقل أو الاستعانة بـ “كرفان” يسكنه حارس مهمته منع التجاوز ومنع دفن الأموات من غير المندائيين.

بعد عام 2003 بدأ التجاوز على المقبرة المركزية من قبل بعض العوائل بدفن أمواتهم، مقبرة خور الزبير أيضاً تكرر فيها المسألة دون استجابة واضحة من قبل الحكومة المحلية.