ملكة النحل على ذمة عدة أزواج فوق دجلة ورسول يراقب الطقوس (فيديو)

السندية (الخالص) 964

كثير من أهل قرية السندية على حدود الخالص يعمل بتربية النحل، لكن “رسول” يحاول فهم ما يدور في الداخل.. يراقب طقوس زاوج الملكة حين تحلق إلى أعلى فضاء، وتستطلع المكان وتحدد موقعاً في السماء تقرر أن تتزاوج فيه، ثم تجذب عشاقها إلى الأعلى وتسمح بتلقيحها من ذكور متعددين، وتعود إلى الخلية بعد أن تنهي العاملات تهيئة المكان لتبدأ بوضع البيض بما يتجاوز أحياناً 1500 بيضة في اليوم، ويعرف رسول تصنيف الملكات، ويفضّل “الكرنيولية اليوغسلافية”، فهي حضّانة عسّالة هادئة، يحبها كل النحالين، ويحدد “رسول” صنفاً من العسل لكل داء، فهو ليس مجرد نحّال يبيع ما يعثر عليه في المنحل بل ينحدر من عائلة توارثت إنتاج العسل، وبدأت بخليتين في الثمانينات ثم تكاثرت وتكاثرت.. وقد رافق شبكة 964 في رحلة ساحرة داخل حقول القرية التي يحتضنها دجلة شمالي ديالى، وتتميز بكثافة بساتينها الشهيرة بأجود الفواكه والتمور، ما يدفع السكان إلى استثمار تلك “السروح” في إنتاج أجود كميات من العسل تُباع عادةً بطريقة الحجز وقبل أن تجهز.

رسول عباس متعب – مربي نحل لشبكة 964:

السندية منطقة زراعية تطل على نهر دجلة وكثير من سكانها امتهنوا تربية النحل.

ورثنا المهنة عن والدي “عباس متعب” منذ عام 1987 عندما كان يعمل بهذه المهنة ونحن عملنا معه منذ تسعينيات القرن الماضي وإلى يومنا هذا.

كانت بداياتنا مع خليتين فقط.. وبعدها تطورت وانشطرت الخلايا وتكاثرت.

العسل فيه أنواع مختلفة بينها عسل قداح البرتقال والكالبتوز وعباد الشمس والسدر والبرسيم.

أساسيات تشكيل خلية النحل تبدأ بالصندوق ثم النخاريب وأساسات الشمع وبعدها يوضع النحل داخل الخلية.

أنواع النحل مختلفة كذلك ومن بينها العراقي والمصري والهجين والكرنيولي اليوغسلافي وملكته من أجود أنواع الملكات، فضلاً عن الإيطالي والأسترالي.

الملكة الكرنيولية تمتاز بأنها حضانة وعسالة وهادئة وممتازة ويفضلها الكثير في إنتاج العسل.

في فترة التكاثر قبل التلقيح تطير الملكة للأعلى وتستطلع الجو وتختار المكان الذي تتم فيه عملية التلقيح وبعدها تبدأ بسحب الذكور للأعلى وهناك عند أبعد نقطة يتم تلقيح الملكة من عدة ذكور وعند نزولها تتم تهيئة وتنظيف الخلية من قبل العاملات وتهيئتها لوضع البيوض.

معدل البيوض التي تضعها الملكة 1500 بيضة في اليوم الواحد ويتوقف هذا العدد على كثافة الخلية وقوتها وكثافة النحل في موسم الربيع.

كثافة الخلية تساهم في استقرار وتنظيم درجات الحرارة داخل الخلية وأيضاً حضنها للبيوض بشكل منتظم وناجح وأيضاً توفر دفاعات آمنة للخلية من العوامل الخارجية ومنها حشرة الدبور الأحمر وكذلك طائر أبو الخضير وتوفر الدفاعات ضد أي خلية تهاجم الخلايا الأخرى تحت مبدأ الأقوى والأضعف بهدف إسقاطها والسيطرة عليها.

جودة العسل تعتمد على مناطق “سروح النحل” فهناك أزهار لا يستفيد منها النحل وأخرى فيها حبوب لقاح.

أحيانا ننقل خلايانا إلى المناطق الشمالية لتوفير بيئة مناسبة لإنتاج النحل ومنها مناطق الموصل وربيعة حيث توافر الأجواء المعتدلة التي تؤثر على الخلية وتكاثرها وإنتاج العسل.

كل العسل علاج للأمراض ولكن هناك عسل نبتة “الكسوب” مذاقه مر يستخدم لمرضى السكر، فيما يستخدم عسل السدر لتقوية المناعة والإخصاب عند الرجال، بالإضافة إلى عسل الكالبتوز لعلاج أمراض الصدر.

أسعار العسل حسب الوفرة والطلب، وتتراوح بين 30 إلى 40 ألف دينار حسب النوعية، وأغلى نوع هو عسل السدر بين 40 إلى 50 ألف دينار.

هذا الموسم والموسم الماضي لم تكن إنتاجية العسل جيدة بسبب تقلبات الجو ما بين أمطار وأتربة ويؤثر ذلك على إنتاج العسل ويصبح إنتاجه ضعيفاً.

العسل الذي ينتج هنا نبيعه في القرية وحتى في المناطق المجاورة وأحيانا يتم حجز كميات العسل قبل استخراجها من الخلية باعتباره نقياً بلا شوائب وأسعاره مناسبة وسمعتنا في إنتاجه معروفة.