"اترك أمر المجلس والصدر لي"

سليماني لم يقل الحقيقة عن خامنئي والمالكي.. عن لسان عبد المهدي

964

في مقابلته الأخيرة يكشف السياسي العراقي البارز فخري كريم تفاصيل من مشاورات تشكيل الحكومة العراقية عام 2010، ويسلط الضوء على المتابعة الإيرانية المباشرة للتطورات أولاً بأول، وخاصة، إصرار قائد فيلق القدس الإيراني السابق قاسم سليماني على منح رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي ولاية ثانية، ويكشف كريم عن سفراته المتكررة إلى إيران لتبادل التصورات بين الطرفين، لاسيما بعد أن طُرح اسم رئيس الوزراء الأسبق عادل عبد المهدي مرشحاً لرئاسة حكومة العام 2010، ويقول كريم إن عبد المهدي أكد في جلسة خاصة بأن “حديث سليماني عن أن مرشد الثورة الإسلامية علي خامنئي يفضل المالكي على عبد المهدي غير صحيح” وقد سافر فخري كريم إلى إيران حاملاً هذه الفكرة وعرضها على سليماني، لكنه سمع من الأخير تأكيداً بأن الرأي متفق في إيران (بين خامنئي وسليماني) على دعم المالكي.

المرجع السيستاني اقترح إعادة وزير صدام إلى الحكومة.. 3 ل...

المرجع السيستاني اقترح إعادة وزير صدام إلى الحكومة.. 3 لقاءات مع فخري كريم

ووفقاً للشهادة، طلب سليماني من كريم العودة إلى بغداد، وطمأنه بأنه سيتولى تهيئة الأجواء مع الأطراف المعترضة على الولاية الثانية مثل زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، والمجلس الإسلامي الأعلى، وهو ما تم بالفعل وفقاً لكريم.

ولم يغب اسم “فخري كريم” عن النشاط السياسي والثقافي منذ الستينات، مروراً بأجواء المعارضة العراقية لنظام صدام حسين، فضلاً عن نشاطه اليساري وتنقلاته بين منافي بيروت ودمشق وغيرها، وبقي لاعباً مؤثراً في تأسيس نظام ما بعد 2003.

وفي حوار استمر نحو ساعتين لصالح صحيفة “الشرق الأوسط” وتابعته شبكة 964.. اجتهد الصحفي اللبناني البارز “غسان شربل” في استنطاق ضيفه ليمرّ على أكبر قدر ممكن من المواقف التي بقيت طي الكتمان، لاسيما اللقاءات الثلاثة مع المرجع السيستاني.

جانب من حديث فخري كريم:

فيما يتعلق بتشكيل الحكومة (2010) ذهبت مرات عدة إلى إيران، وفي مرحلة ما قبل النضوج النهائي لحسم قضية تشكيل الحكومة والإقرار بنوري المالكي كرئيس للحكومة وجلال طالباني رئيساً للجمهورية.

ذهبت إلى هناك وأنا أحمل سؤالاً يرتبط بما قاله الأخ الدكتور عادل عبد المهدي لأنه كان مرشح المجلس الأعلى وكان مقبولاً كردياً من أطراف أساسية وكان هناك تعاطف ودعم من أطراف سنية وإقليمية.

حين عاد عبد المهدي من طهران في آخر مرة، زار الرئيس طالباني والتقينا به، وقال “إن ما يقوله قاسم سليماني عن أن إيران تؤيد نوري المالكي ولا تؤيدني غير صحيح، لأنه تم إبلاغي بأن المرشد يدعمني”.

أصبحنا في حيرة من أمرنا بعد ما قاله عبد المهدي، خصوصاً وأننا كنا ضمنياً نتعاطف مع ترشيحه وإن لم نعلن ذلك، وكان طالباني يحبذ عبدالمهدي وكذلك الأخ مسعود.

طلبوا مني أن أذهب إلى إيران وأستكشف الموقف، فذهبت إلى هناك والتقيت بالفقيد سليماني واستقبلني بحفاوة، وكان المترجم هو الفقيد أبو مهدي المهندس، فنقلت لسليماني أن الأخ عادل عبد المهدي يقول بأن المرشد الأعلى يؤيده وأن ما تقوله أنت ليس دقيقاً.

أجاب سليماني “إذا أردت التأكد بإمكاننا الذهاب إلى المرشد ونسأله”.

أجبته “هل يعقل هذا.. ما تقوله سأثق به وسأنقله ولكن فقط أريد أن تكون على اطلاع”.

ثم قلت له.. الإشكالية الأخرى أن المجلس الأعلى الإسلامي لا يؤيد المالكي وكذلك مقتدى الصدر موقفه متشدد.

رد سليماني: نحن نعالج القضية مع السيد مقتدى والتقيت به وسألتقي به، أما المجلس فاتركه لنا نحن نعالجه.

قلت له: كيف تعالجه.. فقال اذهب إلى بغداد وسترى القضية قد عولجت.

أجبته: أنا قادم كموفد من بغداد ويجب أن أعود مع رسالة.

فقال: “ستجد المجلس الأعلى قد تغير”.

وفعلاً حين عدت.. قررت منظمة بدر مغادرة المجلس الأعلى الإسلامي، وانضمت إلى نوري المالكي وانتهى التوازن وأصبح المجلس الأعلى الإسلامي غير قادر على عرقلة تشكيل المالكي للحكومة.