بغداد – 964
رغم أن الملف ابتعد كثيراً عن الاهتمام الإعلامي، لكن رئيس ائتلاف دولة القانون لا يريد أن ينسى ما وقّعت عليه كل الأطراف وتعهد به رئيس الحكومة في إجراء انتخابات مبكرة، حيث جدد اليوم مطالبته بتحديد موعد للاقتراع قبل نهاية العام الحالي، وفي شأن إمكانية تجديد الولاية لرئيس الوزراء محمد شياع السوداني، قال المالكي إن ذلك ينبغي أن يكون وفق شروط، ولم يستبعد عودة حزب الدعوة إلى رئاسة الوزراء، وقال إن خروج السوداني من الحزب “لعله كان بتوصية حتى يصبح مستقلاً ويستطيع أن يتحرك”.
جانب من أهم ما ورد في حوار المالكي مع الإعلامي هشام علي وتابعته شبكة 964:
هل يمكن أن يعود حزب الدعوة إلى رئاسة الوزراء؟
المالكي: لما لا؟ فلا يوجد ما يمنع حزب الدعوة من العودة لرئاسة مجلس الوزراء، كما أنه لا توجد قيود تمنع حزباً له وجود وحضور وشخصيات وجمهور وتوافق مع بقية الكتل من العودة إلى رئاسة مجلس الوزراء.
لماذا غادر كل من تسلم منصب رئيس الوزراء حزب الدعوة مثل الجعفري والعبادي والسوداني؟
المالكي: مع كل الاحترام للجعفري والعبادي، نعم عندما تسلموا رئاسة مجلس الوزراء غادروا حزب الدعوة، وغادروا بتفاهم وليس بمشكلة، أما الأخ السوداني فغادر حزب الدعوة قبل أن يتسلم منصب رئيس مجلس الوزراء، ولعله خرج من الحزب بتوصية حتى يصبح مستقلاً ويستطيع أن يتحرك، وكان هناك أجواء داخلية وخارجية تبحث عن مستقلين، والأجواء كانت تتطلب مستقلاً قادراً على أن يكون للشعب.
هل تسرع السيد المالكي بالموافقة على قبول استقالة عبد المهدي؟
المالكي: أنا لم أحضر جلسة مباحثات، ولم يعرض عليّ طلب رأي أو موافقة، في قضية استقالة السيد عادل عبدالمهدي ولم تطرح عليّ قضية الاستقالة، لأنه لم يكن هناك إطار تنسيقي، وسمعتها كما سمعها الناس؟
هل تفاجأت باستقالة عبد المهدي؟
المالكي: كان لاستقالة عبد المهدي مقدمات، فقد كان هناك الكثير من الأجواء التي وصلت بنا للاستقالة، حتى أن المرجعية باشرت بمطالبته بالاستقالة، لذلك الرجل استجاب، أما أننا ناقشنا استقالة عبد المهدي، فهذا لم يحدث.
هل ستعلن استعدادك للدفاع عن المنطقة الخضراء في حال تعرضها لهجوم أو تعدي عليها؟
المالكي: وهل انتهت المسؤولية حتى أعلن استعدادي؟ إن شاء الله لن تعود هذه الأمور، وإن شاء الله نأمل أن يكون إخواننا قد أدركوا أن هذا المسار غير مقبول ولا يأتي بإيجابيات لأحد، وإنما يضر بمصلحة العراق، وإرعاب أبناء شعبه، وأعتقد أن هذه المسألة انتهت وإن تجددت من أي طرف كان سأدافع.
هل يزعجك التقارب ما بين الصدر والسوداني؟
هل هناك تقارب بينهما حتى يرضيني أو يزعجني؟ أنا لم أسمع ولم أشاهد، وإذا ما حدث فأنا أؤيده وأباركه، وكل تقارب يحصل بين طرفين من أطراف المعادلة السياسية فأنا أرحب به، فالتشتت والتفرق أتعبنا، نريد أن نخدم البلد.
نحن نسمع عن تقارب بين التيار الصدري ودولة القانون؟
هذا أيضاً نرحب به، وقلناه مراراً أننا والتيار الصدري ننتمي إلى مدرسة واحدة، وكلنا نعود إلى السيد محمد باقر الصدر ولماذا لا نتقارب إذا كنا في مهمة ومسؤولية واحدة؟ وما زلت أرحب وأقول أهلا وسهلاً، لم أسمع برغبة رسمية ولكن أسمع في الأجواء العامة عن وجود رغبة بالتفاهم، لكن رسمياً لم أتسلم شيئاً رسمياً، وما زالت يدي ممدودة، وأسمع عن رغبة من مصادر ربما تحمل المعلومة الصحيحة.
هل هناك شروط لتسلم السوداني ولاية ثانية؟
لا يمكن أن يتم اختيار رئيس وزراء بدون شروط، فهذا لم يحدث لا في دورتي ولا مع من جاء بعدي، بالتأكيد هناك شروط، وبعض الشروط مباشرة، فقد كتبت معي الكتل السياسية اتفاقية، وكذلك مع السيد السوداني، وهذه الاتفاقية تضمن سلامة العملية السياسية التي تنتمي إليها.
المندلاوي قال “لن أعقد جلسة إلا بعد التوافق على شخصية واحدة” هل تتفق مع هذا الرأي؟
المالكي: لدينا مشكلة في اختيار رئيس المجلس، لا نريد أن تستمر هذه المشكلة، ونريد أن نقضي على ظاهرة اللغط، على أن هذا الموقع سني والشيعة أخذوه، والقضية أصلاً ليست هكذا، وكنا حريصين على أن تعقد الجلسات والجميع يعرف ما حصل من أحداث في جلسات انتخاب رئيس المجلس، وأعتقد أن ما حصل صورة مأساوية للبرلمان، ومن هنا جاءت كلمة رئيس المجلس بالنيابة، ولن نسمح له ولأنفسنا بالبقاء على رئيس برلمان بالنيابة، لكن من المعيب أن تستمر ظاهرة الضرب في البرلمان، وأنا أيدت هذا الكلام.
في البرنامج الحكومي هناك فقرة تنص على إجراء انتخابات مبكرة بعد تعديل قانون الانتخابات بستة أشهر، لماذا لا يتحدث أحد عن هذه النقطة؟
في الآونة الأخيرة، كثر الحديث عن هذه النقطة، لأنها وردت في برنامج الحكومة، شأنها شأن العفو العام، وقانون المحكمة الاتحادية، ويجب أن نتوجه لتنفيذها، والحرص على أن تكون الحكومة ملتزمة ببرنامج، ولأننا جئنا بالحكومة فيجب أن نلتزم بالبرنامج الحكومي، أما مسألة الانتخابات فأعتقد أننا بحاجة لانتخابات مبكرة، لكن على أن يحل البرلمان نفسه، ولكن راجعت واستذكرت المواقع والمحطات التي مررنا بها، واكتشفت أن البرلمان لا يجب أن يحل نفسه، بل يستمر بالعمل إلى ليلة الانتخابات، وما إن تحدث الانتخابات، يحل البرلمان نفسه بشكل تلقائي، وفعلياً حل البرلمان كان العقدة الأكبر، ولكن بعد التدقيق، تأكدت أن البرلمان يجب أن يستمر حتى ليلة الانتخابات، وعلى هذا أنا أدعم الانتخابات المبكرة.
كما أن هناك جدلاً على قضية الدوائر المتعددة، عندنا في الإطار وائتلاف إدارة الدولة، وأعتقد أن أغلب نوابنا يتبنون نظرية الدوائر المتعددة، وأنا كنت أرفض قضية الدوائر المتعددة بسبب الحاجة لحل البرلمان، لكن الآن وبعد التأكد من قصة حل البرلمان، فأنا أدعم نظرية الدوائر المتعددة، ولا يوجد رفض واضح لفكرة الانتخابات وهناك قبول، لكن أنا أتحدث عن نفسي كـ”دولة قانون” فنحن نريد انتخابات مبكرة في نهاية عام 2024، باعتبار أنها فقرة موجودة في البرنامج الحكومي ونحن ملزمون بها، وهناك قبول بنسبة 60%.
تؤيد التعديل الوزاري، أم أننا لن نلحق ذلك، لأننا سنذهب للانتخابات المبكرة؟
الأمر يعتمد على رؤية السيد السوداني وتقديراته، ويجب أن يحصل اتفاق بين الكتل الأساسية التي ساهمت في تشكيل الحكومة.
هل عمليات اقتحام مطاعم الوكالات الأجنبية جرائم إرهاب؟
هذه عملية مرفوضة وهذه قضايا مدنية، وهذه المطاعم ملك للعراقيين والناس الكسبة، وأنا أعرف أحد المتضررين وأعرف أنه يعيش على هذا المطعم، وإذا كان المطعم أمريكياً؟ لا أجد مبرراً لما حصل بصراحة.
هل تؤيد فكرة وجود طرف ثالث يحاول إثارة الفوضى في الناصرية؟
المسموع عن الناصرية أنها مجهزة للأحداث، وعندما يأتي حدث مفاجئ فإنه يضيف احتمالية للتطور، وما حصل في الناصرية أمر خطير لاسيما التصدي لأصحاب العقود، الذين تظاهروا أمام شركات النفط من أجل تثبيتهم، وأنا تبنيت الموضوع ودافعت عنهم كثيراً وطالبت وزير النفط ورئيس الوزراء بتثبيتهم، وقال لي (الأخير) أنه سيتحدث مع وزير النفط واللجنة المالية لتثبيتهم، وأعتقد أن رواتبهم لن تكلف الموازنة، لأنها وفق التمويل الذاتي، فوعدني الرجل بتثبيتهم، ولكنهم خرجوا بتظاهرة وكان التصدي لهم مزعجاً جداً، وأدعو رئيس الوزراء للتحقيق فيما حصل.
هل هناك من يسعى للتطبيع مع إسرائيل؟
أخي من يسعى للتطبيع مع إسرائيل في العراق، فسيحلق رأسه ويقص أنفه، فالعراق لا يطبع، وذات مرة أحد وزراء الخارجية كان يتحدث معي حول الأمر فأمسكت يده وطلبت منه عدم التحدث معي بهذا الموضوع فالعراق لا يطبع.
أيهما أحب إلى قلبك أبنك أم صهرك؟
– كلاهما أبنائي، وإذا كان الصهر شريكاً بالنَسب فكلاهما واحد “بس شلّك بيها”.
