العراق متأخر في هذا المجال
فيديو من مركز سارة الجواري في الموصل.. تعتني بأطفال التوحد وتدرب كوادر مجاناً
الموصل (نينوى) 964
أسست سارة الجواري “مركز الموصل لذوي الاحتياجات الخاصة” والذي يضم كوادر متخصصة تركز على التعامل مع الأطفال المصابين بطيف التوحد، إلى جانب تدريب ذويهم أو مَن يشاء على العناية بأطفال الاحتياجات الخاصة بالمجان، لاسيما اضطرابات فرط الحركة وصعوبة النطق.
وتفتقر محافظة نينوى إلى مراكز كافية لمعالجة حالات التوحد لدى الأطفال، وتشير الأرقام إلى تسجيل نحو 7 آلاف حالة تحت سن المراهقة بعد نكبة الموصل ووباء كورونا، ويوجد حالياً في الموصل 10 مراكز، 3 منها مختصة، والبقية بمثابة حضانة ولا تساهم كثيراً في معالجة الأطفال، بل إن بعضها ربما يفاقم حالة المرضى كما يقول مختصون.
وخلال الحوار مع معالجي طيف التوحد في الموصل، لفتوا إلى أن نينوى والعراق بشكل عام، يفتقر إلى كفاءات عالية في مجال التربية الخاصة، فلا يوجد معالج أو طبيب يحمل شاهدة “بروف” والحد الأعلى هو “الدكتوراه” بأعداد قليلة، وهذا الأمر يعود إلى ضعف المنهج الدراسي الجامعي بهذا التخصص وعدم وجود تطبيقات عملية تؤهل الكوادر بعد تخرجهم.
أول معهد في تلعفر للعناية بأطفال فرط الحركة والتوحد ومتلازمة داون (فيديو)
صور: "التجربة الألمانية" سترعى 7 آلاف مصاب بالتوحد في الموصل.. الجامعة تكفلت بذلك
سارة الجواري- مديرة مركز الموصل للاحتياجات الخاصة، لشبكة 964:
منذ افتتاح المركز قبل أشهر وفرت التشخيص المجاني لكل الأطفال سواء في محافظة نينوى أو من خارجها، وللأطفال المتواجدين في مركزنا أو حتى بالمراكز الأخرى في المدينة، مع إعداد ملف خاص بالطفل وتسليمه لذويه، ويكونون أحراراً في ما يتخذونه من قرار سواء زجه بالمراكز التأهيلية أو العلاجية أو يتولون الأمر بأنفسهم في المنزل.
حالياً أطلقت مبادرة ثانية وهي إعداد مدربين لمعالجة هؤلاء الأطفال، فبعد التشخيص نحتاج إلى مدرب وليس من الضروري أن يكون مختصاً أو طبيباً، بل من الممكن أن تكون الأم هي المدرب أو الأخت أو الأخ، لذلك المبادرة هي لجميع أفراد العائلة أو المدربين بمراكز علاجية أخرى أو طلاب المرحلة الرابعة في قسم التربية الخاصة في كلية التربية الأساسية أصحاب التخصص بهذا الأمر، حيث ستكون بيئة مناسب لهم لتطبيق ما أخذوه من دراسة نظرية الأكاديمية.
أرى خريجي التربية الخاصة يذهبون مباشرة للمراكز لمعالجة الأطفال وهم مبدعون في ذلك، لكن التدرب على يد أصحاب شهادات عليا سيكون أكثر احترافية بالمجال، لذلك أشجع الخريجين وحتى الأهالي أيضاً على التعلم أكثر في كيفية التعامل مع أطفال التوحد أو ذوي الاحتياجات الخاصة بشكل عام.
تلقيت تدريبات في الأردن منذ عام 2015 على يد مختصين في طريقة التعامل مع الطفل وما الذي يشعر به من فرح أو حزن أو أي تصرف آخر له، ثم أخذت تدريبات خاصة بتأهيل المدربين ومع ذلك لا أدرب بالوقت الحالي لأن تخصصي الأكاديمي هو علوم فيزياء، لكن وفرت في مركزي مدربين من خريجي التربية الخاصة مع استشاريين معتمدين.
وفرت جميع الاحتياجات العلاجية والأمر يبقى مرهوناً بمدى قابلية الطفل على تلقي المعلومات والتعليمات التي يقدمها المدرب وتعاون الأهالي معنا.
لا توجد إحصائية دقيقة حول عدد حالات التوحد في نينوى، لكن النسبة التقريبية تقول إن هناك 7 آلاف حالة زادت في حقبتين، الأولى خلال دخول داعش للمدينة والثانية بفترة كورونا، وفي الوقت الحالي هناك عوامل أخرى تؤدي للإصابة بالتوحد وهي تعلق الأطفال “بالموبايل والايباد” بمدة لا تقل عن 5 ساعات يومياً، وهذا يؤدي إلى تشتت أفكار الطفل، والصحيح هو منحه نصف ساعة للعب بالهاتف، والأطفال في السابق كانوا أكثر نشاطاً لأنهم بعيدون عن الأجهزة الالكترونية.
تعايشت مع حالة خاصة وهو ابني، وهذا ما دفعني لتعلم كل ما يتعلق بهذا المرض وبدأت بمساعدته بتلقي تدريبات ورأيت أن الكثير من الأمهات بحاجة إلى إرشادات والأطفال يحتاجون إلى تعامل خاص معهم.
شاهد: فاطمة تصحب طفلك إلى جبل البصرة لتخلصه من التوحد والاكتئاب.. الأطباء متوجسون
كرم عبد الله – المدير التنفيذي للمركز:
بداية العلاج تكون في تشخيص الحالة ودمجه مع فئته، سواءً كان من فئة التوحد أو صعوبة النطق أو صعوبة التعلم، ويوضع لكل طفل برنامج خاص وخطة يومية وفي نهاية الدوام بالمركز نقيّم الأهداف التي تحققت مع كل حالة.
يوجد سجل أو تقرير خاص بكل طفل يرسل إلى أهله نهاية الأسبوع فيه كل ما تم تقديمه من تدريبات وتعليمات لطفلهم، وبدورها تقوم العائلة بالرد على الأسئلة حول ما إذا كانت هناك أية ملاحظة على طريقة التعليم.
نرسل فيديوات خاصة بالتدريبات للعوائل لغرض الاطلاع على مراحل التعليم لدينا.
فترة العلاج غير محددة وتعتمد على مدى تقبل الطفل للتعلم والبرنامج الذي سيقدم له وتعاون الأهالي، وهناك أطفال في فئة صعوبة التعلم أصبحوا جاهزين بدمجهم في المدارس لكن الكثير من المدراء يعترضون على ذلك، وكذلك قمنا بتأهيل أطفال في فئة صعوبة النطق، ولكن فئة التوحد هي الأصعب ومازلنا معهم بالتدريب منذ أشهر.