مقابلة مع 964

(صور) فتاة سويدية تنسى إيران في بغداد رغم متاعب الفيزا.. بدراجة من القطب الشمالي

2024-04-07 | 15:07

964 – بهاء ضياء

جاءت الرحالة السويدية كريستينا ليندستروم، من تخوم القطب الشمالي، على دراجتها النارية، وغامرت قاطعة كل أوربا، وفي نيتها حين وصلت تركيا أن تكمل عبر إيران مشواراً نحو خط الاستواء، لكنها تقول في حديث مطول مع شبكة 964، إنها التقت برحالة آخرين جعلوها تقتنع بتغيير الوجهة نحو العراق، ورغم أنها واجهت مشاكل “عويصة” في الفيزا بين كردستان وكركوك، لكنها لا تتوقف عن شرح اكتشافاتها العراقية، فالتمر “جاف وممل” في بلدها، لكنه لذيذ جداً بين بساتين دجلة والفرات، كما أنها حققت حلماً قديماً بتذوق “السمك المسكوف” على أصوله، وتعتقد في النهاية أن على أهل أوربا أن يتعلموا “الكثير من اللطف وأخلاق المساعدة” من أهل هذه البلاد.

فيديو: رحالة نرويجي في البصرة مندهش بعاشوراء ويشارك المواكب بطبخ الطعام

كريستينا ليندستورم – رحالة لشبكة 964:

أنا رحالة ويوتيوبر، بدأت فكرة سفري حول العالم منذ 2016، بعد أن تركت عملي لأسافر، اشتريت دراجة نارية بـ200 دولار وسافرت بها إلى فيتنام، ثم حلمت بشيء أكبر، وبدأت بتوفير المال لمدة 5 سنوات للقيام برحلة واسعة حول العالم، ولدي حب كبير للسفر والمغامرات والدراجات النارية.

دراجة غالية قليلاً لكنها لن تتوقف

أملك الآن دراجة من نوع “Honda Transalp XL650 V 2005 650Cc”، اشتريتها بـ4000 دولار، وهي موديل مشهور للسفر حول العالم ويمكن الاعتماد عليها كثيراً، فمن السهل العثور على قطع غيارها في كل مكان في حالة تعطل شيء ما.

مسار الرحلة من القطب حتى العراق

بدأت رحلتي من الجزء الشمالي من السويد بالقرب من القطب الشمالي في بلدة تدعى “بودن” والعراق هو بلدي السابع في هذه الرحلة بعد السويد، بولندا، سلوفاكيا، المجر، رومانيا، بلغاريا، وتركيا، ولغاية الآن العراق هو البلد الأكثر إثارة للاهتمام بالنسبة لي، حيث أحببت حقاً هذا البلد وشعبه.

خط الرحلة داخل العراق و”منغصات الفيزا”

دخلت العراق نهاية شهر كانون الثاني 2024، ومررت بزاخو، دهوك، العمادية، أربيل، السليمانية، كركوك، بغداد، كربلاء، والنجف حتى الآن ولا أزال أتنقل بين المدن واكتشف العراق.

الجزء الأصعب هو العبور من إقليم كردستان إلى مناطق وسط وجنوب البلاد، حيث كان الحصول على التأشيرة أمراً صعباً لأنه يتعين عليك السفر من أربيل إلى بغداد للحصول عليها، وتم إيقافي عند نقطة تفتيش الجوازات بعد أربيل (كركوك) حيث أخبروني أنني لا أستطيع الذهاب بسبب مركبتي، واضطررت إلى التحقق من الأمر بنفسي واستغرق ذلك أسبوعا لإيجاد حل مناسب، وكان الأمر مرهقاً للغاية.

اكتشفت التمر واللطف والمساعدة؟

الشيء المذهل في العراق هو دعم المواطنين الذين قابلتهم في طريقي، حيث أبهرت بهذا الشيء، وخاصة لطف العراقيين، ونحن (الأوروبيون) لدينا الكثير لنتعلمه منكم بخصوص هذا الأمر.

الطعام لا يصدق أيضاً، وأحببت السمك “المسكوف” والدولمة العراقية والتمر الذي لديكم، ولم أكن أحب التمر قبل حتى جربته هنا في العراق، حيث أنه في مستوى آخر ومختلف عن التمور الجافة المملة في السويد.

غيرت رأيي حول المسار من إيران

كان من المفترض أن أمر إلى إيران بعد تركيا، وألهمني زوجان آخران على دراجة نارية مرا بالعراق وأخبراني بأشياء جيدة عن هذا البلد، ولم أكن أعرف شيئا عن العراق سوى القنابل، والرعب الذي رأيته عبر وسائل الإعلام، وبعد مروري بهذا البلد تعلمت أن العراق مختلف تماماً عما أرى لذلك أحاول الآن استكشافه بنفسي، وأنا سعيدة جداً لقيامي بذلك.

بعد العراق سأواصل طريقي إلى الكويت والمملكة العربية السعودية، وعندما أنتهي من الرحلة بأكملها سأعود إلى السويد وسنرى ما سيحدث هناك، حيث سأقدم بعض الشهادات حول الرحلة.

رسالة إلى النساء.. اتركن “مساحة الراحة”

الهدف من رحلتي حول العالم هو رغبتي الداخلية في المغامرات وشوقي للتحديات وتطوير الذات، لذلك أحاول أن ألهم المتابعين، وخاصة النساء، للخروج من مناطق الراحة، ومواجهة التحديات الجديدة والسعي لتحقيق أحلام ومغامرات، وأعظم مكافآت الحياة تكمن خارج منطقة الراحة الخاصة بك، لذلك أريد أن أكسر حواجز التحيز الثقافي في العالم وأن أنقل بدلاً من ذلك شعوراً بالأمان والإيجابية.

هذه بالتأكيد لن تكون الزيارة الأخيرة للعراق، حيث كونت الكثير من الأصدقاء الجيدين في جميع أنحاء البلد وأريد استكشافه أكثر لاحقاً!

في العراق، اكتشفت شيئاً مهماً وهو “اتبع أحلامك، وثق بنفسك ولا تستسلم”.