القائد الإيراني والتنظيم نهبا الضريح
بربارة.. قديسة حسناء قتلها أبوها وأثّرت بالملايين والعراق موقع محتمل لقبرها الغامض
كرملس (نينوى) 964
ملايين المسيحيين حول العالم تأثروا عبر التاريخ بقصة القديسة “بربارة” وصديقتها أو خادمتها “يوليانا”.. واعتبرها البعض “شفيعة الحمى” أو المطر، أو الفتيات الراغبات بالزواج، ورغم الغموض الذي يحيط بموقع قبرها، إلا أن قساوسة عراقيين، يتمسكون بأن جثمانها أو جزء منه على الأقل مدفون في العراق.
ويبدأ ظهور اسم “بربارة” في المصادر المسيحية ضمن القرن السابع، كفتاة حسناء قُتِلت على يد أبيها الحاكم، قبل أن تتجاوز 25 عاماً، عقاباً على اتخاذها قرار الإيمان بالمسيح، وتحطيمها للأصنام في قصر والدها، ووفقاً للمصادر فإن المجال الزمني للقصة هو القرن الثالث الميلادي، وكانت القديسة ابنة حاكم كبير “وثني” وقد تأثرت بمربيها من المسيحيين وقررت اعتناق المسيحية وترك الوثنية، وهو ما أغضب والدها الذي قرر قتلها بقطع رأسها.
وتتحدث المصادر عن أماكن مختلفة للقصة، بين تركيا وفلسطين ولبنان، وبقي مكان دفن جثمان “بربارة” غامضاً، إذ تشير مصادر إلى أنه بقي داخل صخرة في فلسطين، وتتحدث أخرى عن أن جزءاً من الجثمان نُقِل إلى كييف في أوكرانيا، كما يعتقد البعض أنها مدفونة في مصر، أما الراهبة اللبنانية “بنين يامريم” التي تقضي حياة الرهبنة في دير القديسة بربارة في بلدة كرملس وسط سهل نينوى شمال العراق، فتقول إن جزءاً من رفات القديسة موجود بالفعل في هذا الدير، وهو الرأي الذي يتمسك به رجال دين من مسيحيي العراق، ويؤكدون أن “ذخائر” القديسة بربارة موجودة بالفعل في مدينة كرملس شرق الموصل، ويُقصد بمفردة “الذخائر” إما أجزاء من جثمانها، أو أدواتها أو ملابسها أو مقتنيات لامست جسدها.
وتشير اللوحة المعلقة على مدخل الدير في كرملس، إلى أن الضريح تعرض للعبث والتخريب في مراحل مختلفة، منها أثناء الحملة التي شنها القائد الإيراني نادر شاه لحصار الموصل، إضافةً إلى مرحلة هجوم تنظيم داعش على مدن سهل نينوى.
ونالت “بربارة” مرتبة “القديسة والشفيعة” بعد قصص كثيرة عن “معجزات بالنسبة للذين يواجهون الشدائد والأوبئة، وللحماية من الصواعق، ويستعين بها عمال المناجم والبناء والنجارون، إضافةً إلى النساء اللاتي يتأخر زواجهن، كما يُروى أن والدها تعرض لصاعقة مباشرةً بعد أن قتلها”.
ويزور المسيحيون العراقيون الدير قادمين من بغداد والبصرة وكركوك ومختلف المدن، إلى جانب مؤمنين من مختلف دول العالم، ويقضون ساعات من الصلاة والتضرع في الدير الذي بدأ كصومعة صغيرة، ثم خضع للتوسعة والتطوير، ويحتفل المسيحيون بتذكار “الشهيدة بربارة شفيعة كرملس” في الجمعة الأولى من شهر كانون الأول ديسمبر من كل عام.
فيديو: قس لبناني في الموصل يتفحص أحجار دير مار ميخائيل وسط حاوي الكنيسة
بنين يامريم – راهبة لبنانية في الدير لشبكة 964:
نحن “رهبنة لبنانية” نسكن حالياً في هذا الدير، دير ومزار القديس بربارة، في كرمليس بسهل نينوى.
هذا الدير كما تشاهدون يأتي إليه الكثير من الزوار ومن كل الطوائف والأديان في المنطقة لطلب شفاعة القديسة بربارة.
هذه الكنيسة بنيت كصومعة صغيرة في القرن السابع تقريباً على أيدي تجار كانوا يأتون من آسيا الصغرى لأجل التجارة وكان هذا طريقهم.
قرروا جلب شيء من رفات القديسة بربارة وصديقتها القديسة يوليانا وقاموا ببناء الصومعة لتكون محطة توقف لهم.
بعد ذلك عمل أهل القرية على توسعة الدير لحبهم للقديسة بربارة وتم بناء الكنيسة التي نحن فيها في القرن السابع عشر الميلادي، واكتمل الدير عام 2007.
يأتي الزوار إلى هذا الدير من كل مناطق العراق من البصرة وأربيل ومن الجنوب.
يستقبل الدير زواراً من مختلف الديانات والجنسيات، يأتون من أستراليا وأميركا وأوروبا.
عيد الدير يكون أول يوم جمعة من شهر كانون الأول، ونهار العيد يمتلئ الدير بالقادمين من كل المناطق للقيام بالزيارة.