دعا لإنفاق المبلغ على الفقراء
سعر البنزين الجديد.. خبير يدافع عن القرار: بغداد تخسر 3 تريليون بسبب “الأغنياء”
بغداد – 964
دافع خبير اقتصادي بارز عن قرار الحكومة رفع سعر البنزين المحسن والممتاز (السوبر)، لأن العراق يخسر 3 تريليونات دينار سنوياً بسبب دعم هذه المادة، والمستفيد من ذلك ليست شريحة الفقراء بل الذين يمتلكون “سيارات ثمينة”، ويمكنهم التكيف مع التسعيرة الجديدة، حتى يتاح للدولة أن تناقل تلك المبالغ دعماً للشرائح الأخرى ومشاريع المستشفيات والمدارس.
رفع سعر البنزين.. المحسن يكلف بغداد 1700 دينار وهذه قائمة من بلدان الخليج
محمود داغر – أكاديمي ومسؤول سابق في البنك المركزي، خلال مداخلة مع نشرة أخبار الشرقية، تابعتها شبكة 964:
الحكومة العراقية أبقت على سعر البنزين العادي على الرغم من وجود فرق بين تكلفة الإنتاج والبيع، وكذلك أبقت على تكلفة الكازويل، بالتالي كان في نظرها حماية الطبقات الهشة أو مستخدمي البنزين العادي.
التغيير صار في البنزين المحسن من 650 إلى 850 والسوبر، وباعتقاد المشرع لهذا القرار إن هذين النوعين هي لسيارات ومستخدمين من الممكن أن يتكيفوا مع هذه الزيادة، لاسيما إن أكبر المشاكل في العراق هي أنه أصبح بلداً للإعانة والدعم أي إن موارده بدل أن تتوجه للشرائح الهشة والفقيرة كتحسين الخدمات لها، بدأت تذهب إلى الدعم! إن نظرنا إلى الموضوع من هذا الجانب فباعتقادي أن هذه الزيادات ستعطي الحكومة مرونة لتقليل الهدر بالموارد، لأن الفرق كبير.
حجم الدعم كلف في عام 2023 ما يقارب 3 ترليون دينار عراقي للبنزين فقط، والمتمتعون بالدعم للمحسن والسوبر هم ليسوا من الطبقات الفقيرة جدا، وبالتالي ذهب الدعم إلى غير مستحقيه، وهذه خطوة مناسبة لتفعيل دور السعر في توزيع الموارد، بدلا من الإبقاء على الاقتصاد العراقي مستنزفا لموارده وجعل الحكومة مشلولة وعاجزة عن تخصيص مبالغ إضافية لصالح الشرائح الأخرى، طالما الدعم يستنزف مبلغا كبيرا من الموازنة العامة.
من يمتلك سيارة ثمينة فعليه تحمل جزء من الزيادة السعرية. تكلفة المنتج 1141 للمحسن، فمن غير المقبول اقتصادياً أن يكون ب650، وحتى في 850 فمازال الفرق كبيرا أزاء الكلفة المحلية، وكذلك مقارنة بنظراء العراق خصوصا في دول الخليج.
حتى الاهتمام بالفقراء يجب أن لا يكون ناجما عن ضعف في القدرة على تحويل الأرباح إلى المدارس والمستشفيات.
هذا القرار ارتبط بدراسة علمية تمت مناقشتها ولا أعتقد أن هناك زيادة مستقبلا، ومازال سعر المركز أقل من الإقليم، ولا يفترض أن نبقى نبدد الموارد.