يستذكر أيام الجالية المصرية
بلهجة ديالى المميزة.. حوار مع صانع أناقة معلمي السبعينات وخياط بدلة قائد الشرطة!
الخالص (ديالى) 964
يعمل صبحي عيسى أو “أبو أنور” خياطاً للبدلات الرجالية “القاط” في قيصرية البزّازين وسط السوق القديم وسط مدينة الخالص بمحافظة ديالى، وهو يفاخر بأنه كان من أفضل خياطي الخالص، حتى أن مدير الشرطة في الثمانينات كان يرفض خياطة بدلاته إلى عند “أبو نور”، إلى جانب ضباط الجيش، والمعلمين، ويستذكر الخياط الشهير أيام أناقة السبعينات والثمانينات والعمل الكثير، فقد كان يشغّل 5 خياطين من الجالية المصرية في مشغله، ويقول إن الخياطة ليست مهنة مهددة بالاندثار، لأنها ستبقى ضرورية وإن تراجعت قليلاً، ولذا فقد قام بتعليم ابنه أصول المهنة، ليبقى المشغل عامراً.
تعلمنا الخياطة بقسوة وليس بدلال اليوم.. أبو عمر يتذكر حياة السبعينات في بعقوبة
احذر "لا تسهج".. أوتجي الخالص يحكي قصته: زبائني أصبحوا نواباً ثم اختفوا!
صبحي عيسى – خياط لشبكة 964:
تعلمت مهنة الخياطة من والدتي التي كانت تعمل في هذا المجال منذ سبعينيات القرن الماضي واشتركت بدورة في بغداد (معهد ڤيرا) وتعلمت منهم خياطة القاط والكوستم النسائي وكذلك الدشداشة.
أغلب زبائني في نهاية السبعينيات والثمانينيات من المعلمين لأنهم الأناقة كانت مهمة في تلك العقود، وكان “القاط” في تلك الأيام يفصل بشكل مميز، وكان لدي معمل صغير ومعي 5 عمال و5 مكائن ونعمل ليلاً ونهاراً لإنجاز طلبات الزبائن.
خلال الثمانينيات كان أغلب ضباط الجيش يقصدونني لأفصل لهم بدلات وكان مدير شرطة الخالص يقول “لا يعجبني خياط غيرك”.
علّمت ابني “نور” مهنة الخياطة وأورثته كل أفكاري ومهاراتي بالفصال، ودائماً أدقق على خياطته ليكون خياطاً ماهراً يقصده الجميع كما كنت أنا في السابق، لا يصعب عليّ أمر في الفصال والخياطة.
الخياطة لا تندثر، الكل يحتاج إلى الخياط حتى اليوم، نعم تراجع الطلب على الخياطة سواء الدشداشة أو القاط أو الفساتين إلا أن الجميع يحتاج للخياط سواء في إجراء تعديلات على الملابس الجاهزة أو من لا يجد قياساته في الألبسة الجاهزة.
أصعب فترة مرت بها مهنة الخياطة كانت فترة الحصار، لأن السوق شهد ركوداً كبيراً والمواطن أصبح يميل إلى تصليح الألبسة القديمة أو قلبها لأكثر من مرة، وفي فترات كنت أفصل البطانية العسكرية (الزيتوني والخاكي) كقمصلة وأعمل بها فصالات مميزة تبهر الزبائن.