الولاية تقاوم التوسع المدمّر
هنا يعيش فقراء المعممين وعلى الأبواب عضادة خاصة للنساء.. فيديو من حويش النجف
الحويش (النجف) 964
على أبواب الدور في محلة الحويش عضادتان، واحدة صغيرة تطرقها النساء وتصدر صوتاً مختلفاً، يميزه أهل الدار، لتخرج منه سيدة في استقبال “الطارقة”، وعضادة أخرى أكبر للرجال، وفي المحلة، يعيش طلبة الحوزة، والمعممون الفقراء الزاهدون، الذين يقضون أيامهم بين المدارس الدينية، وتقع المحلة جنوب غربي صحن الإمام علي، بأقل من 100 متر، وفيها مدارس يتجاوز عمرها مئات السنين، وأنشئت على طراز النظام الحيري المعماري الذي بنيت على أساسه قصور الحيرة كقصري الخورنق والسدير إضافة إلى عدد من قصور العصر العباسي.
وتضررت محلة الحويش من الإهمال وعدم ترميم البيوت القديمة التي تحول أغلبها إلى مخازن للبضائع، والقسم الآخر إلى فنادق وعمارات عالية، فيما تهدد بعض مشاريع توسعة المدينة القديمة، محلة الحويش التي يطالب أهل النجف بالحفاظ عليها.
ويطالب أهالي المنطقة ومؤرخون بضمها إلى لائحة التراث العالمي، كأحد أبرز المعالم التاريخية في النجف القديمة.
إحصائية سكان محلة الحويش لعام 2024 بحسب المختار حسن القريشي:
- العراقيون 1888 شخصاً، العرب والأجانب 237 شخصاً.
- العوائل المقيمة (38 داراً سكنيا ملك خاص) 132 فرداً.
- عدد المقيمين في المدارس الدينية من الأجانب 105 أشخاص.
- عدد الدور المشغولة للسكن 330 داراً.
صور من المنطقة المحرمة في طويريج.. حكاية "محرم عيشة" وهدية وزير ملك الهند
أحمد الشريفي – أحد سكان المحلة لشبكة 964:
هذه المحلة تحتضر وتعاني من الإهمال، ولا أحد من المسؤولين يصل إليها، فالبيوت القديمة تتساقط بفعل الرطوبة والبناء القديم جداً، وغالبيتها تحولت إلى فنادق ومخازن.
نطلب من الجهات المسؤولة عن التراث العالمي أن تدرس أوضاع المحلة، وأن تضمها إلى قائمة اليونسكو لأنها تضم مساجد قديمة ودور علماء وأسواقاً ونقوشات تعود لأكثر من 5 قرون.
أحمد الروازق – من سكنة الحويش لشبكة 964:
المحلة أثرية وإذا أضيفت إلى لائحة التراث العالمي وتم ترميمها ستتحول إلى منطقة سياحية يقصدها الزوار العرب والأجانب، لكي يروا كيف كان النجفيون يعيشون في هذه الأزقة الصغيرة، كما في دول الخليج التي حافظت على إرثها.
د. عقيل الفتلاوي – أكاديمي وباحث آثار لشبكة 964:
تتعرض محلة الحويش إلى الاندثار والتخريب بسبب التوسعة العمرانية، والكثير من المعالم التراثية الموجودة في أزقتها هدمت وتمت إزالتها.
المحلة فيها طابع تراثي مهم جداً وهي المباني التراثية ذات النظام الحيري القديم، الذي يعود لمملكة الحيرة، وهو متوارث في أبنية النجف النجف.
أزقتها تحتوي على نقوش تراثية قديمة، وفيها مدارس تابعة إلى الحوزة القديمة وسوق للكتب يضم أنواعاً نادرة، وسوق لملابس رجال الحوزة، ومدرسة الحويش التي تعد من أقدم المدارس الموجودة في النجف.
على هيئة الآثار والتراث أن تقوم بجرد البيوت القديمة، ومنع هدمها لأي سبب كان إلا بموافقة هيئة الآثار والتراث، وإعادة ترميمها.