964
مازالت أوساط العراق السياسية والشعبية تتابع وتحلل تداعيات إطلاق المشروع الأميركي الجديد الذي من المقرر أن يربط الهند وجنوب شرق آسيا بأوروبا والولايات المتحدة عبر سلطنة عمان والسعودية بعيداً عن مضيق هرمز وميناء الفاو، فيما ظهر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في فيديو تحدث خلاله بحماس شديد عن المشروع الذي قال إنه سيجعل اسرائيل تلعب دوراً عالمياً غير مسبوق.
وخلال قمة العشرين التي أنهت أعمالها في الهند، أعلن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان توقيع مذكرة تفاهم لإنشاء “ممرات خضراء” عابرة للقارات تربط الهند والشرق الأوسط وأوروبا بشبكة طرق وسكك حديد وممرات ملاحية لنقل الطاقة والبضائع، وكان الرئيس الأميركي قد وصف المشروع بالمهم والتاريخي، وذلك بعد إعلان البيت الأبيض توقيع الولايات المتحدة والسعودية والإمارات والاتحاد الأوروبي وفرنسا وألمانيا وإيطاليا، على الاتفاق.
ورغم أن خبراء كثر، اعتبروا المشروع الجديد، منافساً لمبادرة الحزام والطريق الصينية، إلا أن بكين لم تُظهر أي مؤشرات سلبية ضد المشروع، ويقول الخبير في الشأن الصيني إن “الصين دولة تنتج وتصنع، وهذا الطريق وأي طريق آخر سيساهم في دعم اقتصادها، ويساعدها على ازدهار التجارة ووصولها إلى مناطق جديدة”.
وبالنسبة للعراق، فإن الاتفاق الجديد، يتزامن مع خطط بغداد وأنقرة لإنشاء “طريق التنمية” الذي يبدأ بميناء الفاو أقصى جنوب العراق، وصولاً إلى أوروبا عبر تركيا.
لكن رئيس لجنة الصداقة العراقية السعودية شعلان الكريّم يقول إن “الممرات الخضراء” لن تؤثر على خطة المشروع العراقي.
ويؤكد الكريّم لشبكة 964 إن “مشروع الربط السككي بين السعودية والهند ودول أوروبا ليس له تأثيرات على مشروع التنمية المزمع إقامته في العراق، فهناك جدية حقيقية من العراق ودول الجوار على إنشاء مشروع التنمية ومد سكك الحديد لأغراض التجارة والنقل على غرار الدول المتطورة”.
الكريّم قال إن “الدول التي اجتمعت في نيودلهي ستجعل مشروعها تكاملياً مع مشروع طريق التنمية، ومن الممكن أن تمد شبكة من سكك الحديد بين خطوط سير مشروع التنمية والمشروع السككي الأميركي الجديد، فهما لن يؤثرا سلباً على بعضهما”، مبيناً أن علاقة العراق واتفاقاته مع كل مِن الصين وأميركا، ستحمي المصالح المشتركة لجميع الأطراف”.
ولا يقدم الكريّم تصوراً واضحاً عن كيفية “التكامل” الذي يأمله بين المشروعين الذين يقول خبراء إن أحدهما يُلغي الآخر بالضرورة، لكن الكريّم وهو عضو في لجنة العلاقات الخارجية يراهن على أن علاقة بغداد بأطراف الطرق، مثل الولايات المتحدة والصين والهند، سيحمي مصالحها.
