964
انعقاد قمة العشرين في نيودلهي لم يكن حدثاً عابراً هذه المرة، فمنذ صباح السبت يتقاطر زعماء أكبر الدول المؤثرة في الاقتصاد العالمي على المطار الهندي، ولكن في غياب قطبين كبيرين، الصين وروسيا، في تأثير للحرب مع اوكرانيا وتصاعد الخلافات التجارية والعسكرية بين بكين وواشنطن، خصوصا على سواحل تايوان، لكن مشروع ميناء الفاو الكبير، بدا “مهدداً جداً” مع اعلان اوربي أميركي خليجي، لوجود فكرة جديدة تتحايل على مضيق هرمز الذي تسيطر عليه طهران، والفاو الذي يحتكره العراق، إذ طرح الرئيس الأمريكي مشروع سكة حديد تأتي من البر العماني وتمر عبر السعودية، لتذهب الى اوربا، بينما قال معلق صيني ان هذا غير مقلق، لان التجارة العالمية تؤمن بفائدة “كل الطرق” لأن كل طريق “سيمتلكه سالكوه”.
تقرير: فرصة ربح كبرى للعراق والوقت يضيق على أوروبا.. ممر دولي للغاز بنحو عاجل
الوزير فيدان: ندعو دول الشرق الأوسط إلى دعم “الفاو الكبير”.. سيغير شكل المنطقة
وقد أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن وحلفاؤه عن خطط لبناء ممر للسكك الحديدية والشحن البحري يربط الهند بالشرق الأوسط وأوروبا، وهو مشروع طموح يهدف لتعزيز النمو الاقتصادي والتعاون السياسي.
ووفق مصادر رويترز، فإن من المتوقع أن يوقع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان -الذي وصل صباح السبت إلى نيودلهي- اتفاقا مبدئيا مع الولايات المتحدة والإمارات والاتحاد الأوروبي وشركاء آخرين في مجموعة العشرين يتعلق بالتنفيذ المحتمل لمشروع النقل الكبير هذا.
إينار تان غين – خبير في الشؤون الصينية، خلال لقاء مع قناة الحرة الأمريكية:
بكين لن تفهم قطعاً المشروع الأميركي على أنه مضاد لها. وهي ترحب بكل مشاريع البنى التحتية التي تقرب العالم وتدعم مسار التنمية المستدامة.
الطرقات الخاصة بهذه الدول ليست ملكاً لا لأميركا ولا للصين، بل هي ملك لمن يستعملها وبالتأكيد، هذا المشروع سيستخدم للتجارة حول العالم.
لأن الصين دولة تنتج وتصنع، فإن هذا الطريق واي طريق آخر سيساهم في دعم اقتصادها، ويساعدها على ازدهار التجارة ووصولها إلى مناطق جديدة.
لكن ما الهدف من المشروع؟ لا أدري عنه شيئاً.
هذه الفكرة بدأت عام 2022، في عهد الرئيس الأميركي الحالي جو بايدن، أبعاد المشروع الزمنية لم تحدد، أموال تنفيذ المشروع لم تجمع بعد.
من يؤكد أن هذا المشروع سيرى النور يوماً؟ ومن سيضمن تطبيق مثل هذه المشاريع العملاقة؟
محمد الحربي – خبير استراتيجي خليجي:
هناك جملة من التناقضات السياسية والاقتصادية والاستثمارية تظهر حول العالم، خاصة واننا بدأنا نشهد ظهور نظام متعدد الأقطاب، هناك تنافس واضح ما بين الولايات المتحدة والصين على ملفات عديدة في جنوب بحر الصين، وملف تايوان، والصراعات الاقتصادية.
الممران مختلفان تماماً (ممر طريق الحرير، وممر طريق شرق غرب الذي اطلقت مبادرته الولايات المتحدة).
البنية التحتية العالمية والممرات العابرة للحدود في مجال الطاقة النظيفة، الطاقة الهيدروجينية، الاقتصاد الرقمي والمعرفي، الموانئ والنقل اللوجستي كل هذا سيكون عبر هذا الممر.
اليوم يقف العالم على اطراف قدميه، مندهشا، متردداً، بين مشروعين عملاقين، الأول انفقت فيه الصين أكثر من 100 مليار دولار، والمشروع الثاني هو ما تخطط له اميركا وتبحث الآن عن مانحين ومشاركين لاستحصال 100 مليار دولار لتأسيس هذا الطريق السككي.
دول العشرين اليوم في منطقة رمادية، وضعها تجاه هذين المشروعين ضبابي، لذا لابد من حل يسهل التعامل مع احد المشروعين، بل القطبين، خاصة وان الهند تشارك الصين بثلاثة آلاف كم.
يذكر أن كبار الرؤساء ورؤساء الوزراء من جميع أنحاء العالم يجتمعون في القمة السنوية لزعماء مجموعة العشرين في العاصمة الهندية نيودلهي في الفترة من 9 إلى 10 أيلول الجاري، وسيكون الموضوع الرئيسي لقمة هذا العام هو التنمية المستدامة.
الدول الأعضاء هي الاتحاد الأوروبي و19 دولة هي – الأرجنتين، أستراليا، البرازيل، كندا، الصين، فرنسا، ألمانيا، الهند، إندونيسيا، إيطاليا، اليابان، المكسيك، روسيا، المملكة العربية السعودية، جنوب أفريقيا، كوريا الجنوبية، تركيا، المملكة المتحدة والولايات المتحدة، بالإضافة إلى إسبانيا كضيف دائم.