"نريد حرية مثل السائق اللبناني"
غداً.. سواق تريلات العراق بانتظار “بشارة” من بيروت بعد وعد السوداني
ميسون الشاهين – 964
ينتظر سواق الشاحنات العراقيون “بشارةً” يوم غد من الحكومة اللبنانية عبر قرار يسمح لهم بالتحميل من لبنان بدل إجبارهم على العودة بسيارات فارغة كما يحصل الآن، ويقولون إن السائق اللبناني يتحرك على كامل الخارطة العراقية كما يشاء، ويطالبون بمعاملة بالمثل.
ومطلع أيلول دخل السواق في إضراب مفتوح احتجاجاً على مصاعب و”شروط تعسفية” يواجونها عند نقل البضائع بين المنافذ والموانئ داخل العراق، سرعان ما تطورت إلى تظاهرات من البصرة إلى كردستان، ولم يمض يومان حتى التقى رئيس الوزراء محمد شياع السوداني ممثلي السواق ووجه بحلول عاجلة، وقدم المحتجون حينها 81 مطلباً للسوداني، بحسب 4 من سائقي الشاحنات تواصلت معهم شبكة 964، وأكدوا أن أحد أبرز المطالب كان يتعلق بالشحن إلى لبنان، وهو الأمر الذي ينتظرون قراراً بشأنه يوم غد.
ويقول سائقو العراق إن القانون يسمح للسائق اللبناني بالدخول إلى جميع محافظات العراق وتفريغ حمولته ثم تحميل بضائع من العراق والتوجه بها إلى لبنان بما يحميه من خسائر العودة إلا بلاده بلا حمولة.
لكن السائق العراقي ممنوع من ذلك.. فالسلطات اللبنانية تجبر السائق العراقي على تفريغ حمولته والعودة فارغاً إلى بلاده.. وأحياناً بذريعة إتاحة المجال للسائقين اللبنانيين كما يقول ممثلو سواق الشاحنات.
“لا يمكننا السماح للسواق العراقيين أو الأردنيين بالتحميل من لبنان.. أعدادكم كبيرة ولا يمكن للسائق اللبناني المنافسة”.. هذا ما يقول سائق عراقي إنه سمعه من مسؤول لبناني، قبل أن يصدر قرار بمنعه من دخول لبنان إثر المشادة.
ويؤكد سائقو الشاحنات لشبكة 964، أن السوداني وعد بمخاطبة الحكومة اللبنانية لتطبيق قرار المعاملة بالمثل، وينتظر السواق غداً الأول من تشرين قرار الحكومة اللبنانية، ويشيرون إلى أن رفض الحكومة اللبنانية سيعني خسائر للسائقين العراقيين واللبنانيين على حد سواء.
العراق يسمح بدخول شاحنات لبنان دون تفريغ.. قرار قد لا يعجب حراك التريلات
معتز الزبيدي – ممثل سواق الشاحنات في بغداد، لشبكة 964:
من ضمن المشاكل التي نواجهها، أن نقابة لبنان تعامل السائق العراقي بصورة سيئة وعنصرية ولا تسمح له بتحميل البضائع والعودة لبلاده.
اللبناني يأتي للعراق يفرغ حمولته ويأخذ بضائع عراقية يعود بها للبنان، في حين أن العراقي يعود فارغاً ولا يسمح له بتحميل البضائع.
حين التقينا السوداني طلبنا منه تشكيل نقابة خاصة بالسواق، والمعاملة بالمثل مع لبنان ودول الجوار، وصدر قرار من الحكومة العراقية بذلك وننتظر تنفيذه من لبنان غداً.
أحمد عبد الرزاق سائق شاحنة، (ممثل السواق في أربيل) لشبكة 964:
سواق البرادات العراقية يأخذون الفواكه واللحوم والغذائيات إلى بيروت، وعندما يفرغ حمله يعود دون تحميل.
نسلك طريق الأردن عبر منفذ جابر بدل سوريا، ونقلنا المساعدات والفواكه والحلويات.
اللبناني يحمّل البرتقال والليمون، ويفرّغ في العراق ثم يذهب لمنفذ المنذرية ينقل الحلويات والغذائيات والطحين والرز ويعود بها إلى بيروت.
الحكومة اللبنانية والنقابة تمنع العراقي من التحميل، النقيب اللبناني يتحدث باسم الحكومة ويمنع العراقي من التحميل.
الحليب يتجه من إيران إلى لبنان عبر العراق وسوريا وعبر سائقي الشاحنات اللبنانيين.
العراقي اليوم إذا أراد الذهاب للبنان ترانزيت من سوريا عبر منفذ القائم ممنوع، بل يذهب إلى الأردن ثم معبر جابر بسوريا ثم لبنان.
السائق العراقي إذا حمّل بضاعة أو فواكه الموسم مثل العنب والموز والفراولة والبرتقال من لبنان وهو عائد، تغرمه الحكومة اللبنانية وتصل الغرامة إلى ألف دولار، بينما اللبناني يعود بما يشاء بين البلدين.
اللبناني يفرغ بضاعته في الدورة مثلاً وسط بغداد ثم يذهب إلى المنذرية ومندلي وكذلك يحمّل بضائع من داخل بغداد ولا أحد يمنعه.
التقينا السوداني وطلبنا 81 مطلباً من بينها المعاملة بالمثل، إما اتفاق مع الحكومة اللبنانية يتيح تحميل العراقي من لبنان، أو أن يعود اللبناني فارغاً من العراق أيضاً، ولكن في هذه الحالة.. كلانا سنخسر.
السوداني وعدنا بمخاطبة الحكومة اللبنانية وننتظر قرارهم غداً.
إذا قررت الحكومة اللبنانية عدم السماح للعراقي بالعودة بالبضائع سيكون خسارة للسائق اللبناني والعراقي، “الشوفير شريان حياة” لأي بلد بالعالم وكل ما يصل للآخرين هو عن طريق السواق.
ياسر شاكر محمود، سائق شاحنة لشبكة 964:
وفق نظام المرور الترانزيت يجب أن نحمّل بضاعة من البلد الذي فرغنا الحمولة به، بالتالي عندما نذهب إلى لبنان يجل أن نعود ببضائع من لبنان، فسوريا أو الأردن لا تسمح لنا بتحميل بضائع.
طلبت تصاريح من النقابة اللبنانية كي أعود إلى العراق ببضائع لبنانية، فرفضوا وقالوا لي أنتم السواق العراقيون “كثر” ولا أستطيع أن أمنحكم تصاريح واللبناني أحق بها.
قلنا لهم اللبناني يدخل العراق ويأخذ منه ما يشاء ويكون معززاً مكرماً، قالوا لنا افعلوا ما شئتم، والنقابة في لبنان أصدرت قراراً بمنعي من دخول لبنان إثر هذه الحادثة.
مصطفى وليد – ممثل السواق في الموصل، لشبكة 964:
تحدثنا مع السوداني، وأخبرنا أن القرار أصبح التعامل بالمثل مع لبنان وسوريا والأردن فيما يتعلق بدخول السائقين؛ فإذا دخل السائق الأردني إلى بغداد، يدخل السائق العراقي أيضاً إلى عمّان.
القرار صدر من العراق بأمر من السوداني، ونحن ننتظر الأول من تشرين الأول لتصدر الحكومة اللبنانية قراراً يسمح بدخول الشاحنات العراقية إلى لبنان. فإذا طُبّق القرار من لبنان فلن يؤثر علينا، أما إذا لم يصدر فسيُمنع دخول السائقين اللبنانيين.
حالياً، السائق اللبناني طوال هذه الفترة يدخل بشاحنته إلى جميع مدن العراق، عبر منفذي القائم وطريبيل، وإذا كانت حمولة الشاحنة اللبنانية متجهة إلى العراق فإنها لا تُفرّغ في الأردن بل تكمل طريقها.