لا تبقى نسخة واحدة من كتب لطيف هلمت.. شاعر من كرد العراق يلهم الجهات الأربع!

شارع مولوي (السليمانية) 964

صار معروفاً لدى أهل المكتبات ودور النشر في كردستان أن كتب ومؤلفات الكاتب والشاعر الكردي لطيف هلمت، تختفي فور وصولها إلى المكتبات، فالشاعر البارز يلهم القراء الكرد ليس في العراق فقط بل في كل المدن والمجتمعات الكردية، ويعد هلمت المولود عام 1947 في مدينة كفري، أحد كبار شعراء الحداثة الكردية، ونالت قصائده وأعماله شهرة كبيرة في العراق والدول العربية، بعد ترجمتها إلى لغات مختلفة بينها العربية، لاسيما وأنه كان على صلة وثيقة بجماعة كركوك الأدبية، وكتب باللغة العربية ويجيد اللغة التركمانية.

ويعرف هلمت بغزارة أعماله التي من أبرزها “أضرحة الغيوم”، “شيخوخة كليوباترا”، “ظفائر تلك الفتاة”، “خيمة مشتاي ومصيفي”، “الله ومدينتنا الصغيرة”، “التأهب لولادة جديدة”، “العاصفة البيضاء”، “الكلمات الحلوة ورد ورد”، “نشيد الفقراء”، “أجمل قرية”، “تلك الرسائل التي لا تقرأها أمي”، “الرسالة التي تنتهي ولا تنتهي”، “عش آخر”، “فلسطين وطن غسان كنفاني”، “الطفل والمطر”، “الطفل والعصفور”، “المدن الحديدية”، “قلوب من الزجاج” بالعربية.

ونشأ لطيف هملت في كنف عائلة دينية مثقفة، كان أبوه أحد مشايخ الطريقة القادرية، وشاعراً يجيد اللغات الكردية والعربية والفارسية، وكان هلمت دائم الحضور في مجالس والده المحب لقصائد حافظ الشيرازي وسعدي الشيرازي وفريد الدين العطار وجلال الدين الرومي وبايزيد البسطامي، وقد زرعت فيه هذه المجالس حب الأدب والشعر العربي، والدراية الكبيرة بالأدب الكردي والعربي والفارسي.

مراسل شبكة 964 تجول بين باعة الكتب في شارع مولوي وسط السليمانية، لينتهي به المطاف في مكتبة ودار نشر “غزل نوس”، وهي واحدة من أكثر المكتبات طباعةً لمؤلفات وأعمال الشاعر لطيف هلمت، والتي أكدت أنها لا تملك حتى نسخاً أرشيفية لأي من مؤلفاته، فالطلب المستمر عليها يحرجها مع القراء، فتضطر إلى إهدائهم نسخ الأرشفة، كما هو الحال في المكتبات الأخرى.

قراءة كتاب أكثر متعة من مشاهدة فيلم

ما رأيك؟

شاهد: الغيوم تختلط ببياض الثلج على قمم جبال هاروتا في السليمانية

حمه صالح أحمد – صاحب مكتبة غزل نوس لشبكة 964:

كل أعمال الشاعر الكبير لطيف هلمت في الترجمة والنقد وكتابة المقالات الصحفية والقصص، تحظى باهتمام المثقف الكردي في العراق وباقي الدول خاصة في الأوساط الشبابية، لسلاسة لغاتها وعمق مدلولاتها الفكرية والاجتماعية والثقافية، حتى تلك التي تدخل في مجال أدب الأطفال، سواء التي كتبها باللغة الكردية أو العربية.

نفاد مطبوعاته من سوق الكتب في كردستان، هي ظاهرة لا تحدث مع كثيرين، فبمجرد الإعلان عن وصول طبعة جديدة من أي عمل للطيف هلمت خاصة مجموعاته الشعرية، تنهال الحجوزات عليها، وأعتقد أن أديباً كبيراً مثل هلمت يستحق هذا بالفعل، فيما تحتفظ بعض المكتبات بنسخ يطلع عليها القراء عند تواجدهم في المكتبة، أو بمجلات أدبية تجمع بعضاً من شعره ومقالاته في كُتيبات مثل هلمت 25.