صور من تحفة بعقوبة
رحال “البولسكي” يتحسر: “السراي” قد ينهار وتختفي حكايات الوالي والإنكليز!
بعقوبة (ديالى)964
يتداعى مبنى “السراي”، التحفة المعمارية والأثرية شاخصة وسط مدينة بعقوبة، يوماً بعد آخر، ويخشى أهالي المدينة ومثقفوها اندثاره قريباً، واختفاء حكايات عاصرها وشهدها على مدى نحو 200 عام، وسط مطالبات بحملة صيانة سريعة.
التفاصيل:
عدسة شبكة 964 رصدت المبنى الذي يعود إلى القرن الثامن عشر، حيث حكم المدينة أول وال من قبل الدولة العثمانية.
أول "كنيسة" في الناصرية.. تجمع فخامة الزقورة وزهو الجنائن المعلقة (صور)
حامد الحمداني مدير البيت الثقافي في ديالى لشبكة 964:
مبنى السراي هو أيقونة بعقوبة ورمز من رموزها، ولطالما كان مركزاً للحكم في عموم ديالى على مر الأزمنة، لكن اليوم وللأسف يعاني من مشاكل كبيرة نتيجة عدم الاهتمام به أو صيانته رغم أنّه يضم كثير من المؤسسات بضمنها البيت الثقافي وعدة منظمات غير حكومية.
إذا ظل المبنى على ما هو عليه قد ينهار في مدة قصيرة، وتنهار معه ذكريات سكان المدينة وتاريخهم.
نطالب بالانتباه إلى المبنى وإجراء أعمال الصيانة اللازمة في أسرع وقت، ليكون مركزاً سياحياً.
سعدون شفيق مؤلف وصحفي وباحث في التاريخ لشبكة 964:
السراي يعني باللغة التركية القصر أو مبنى الحكومة. كانت البناية مقر الحكومة العثمانية من سنة 1857 عندما عين الوالي في بغداد حاكم لديالى ليكون مقره في السراي.
استمر الحكم العثماني في السراي وديالى حتى عام 1917، حين دخلت القوات البريطانية العراق بدءاً من البصرة وصولاً إلى بغداد وبقية المناطق.
استقر البريطانيون في هذه البناية بعد خروج العثمانيين منها لحين ثورة العشرين وهجوم الثوار على السراي وتحريره من الإنكليز.
كانت هذه البناية منفردة في هذه المنطقة ولا تحيط بها أية مباني أخرى، وبعدها استعادت القوات البريطانية السيطرة عليه من الثوار.
بعد تأسيس الحكم في العراق عام 1921 أصبحت هذه البناية متصرفية تحكم ديالى، وتضم دوائر حكومية لإدارة أوضاع الناس؛ أهمها الطابو والإدارة المحلية والأملاك والخزينة، واستمر هذا حتى 1968 حتى انتقلت الحكومة إلى بناية أخرى.
أصبحت هذه البناية بعدها فارغة واستغلت من قبل دار المعلمات حيث كان الطابق السفلي للدراسة، والطابق الأعلى للمنام، حتى استغلتها منذ سنوات المنظمات الجماهيرية ومنظمات المجتمع المدني كمقرات لها بينها؛ اتحاد الأدباء وجمعية المصورين والبيت الثقافي، وشهدت وما تزال عدة أنشطة وأصبوحات وأنشطة ثقافية.
المدن والمجتمعات بتاريخها، لكن التاريخ والآثار والتراث لدينا ليس له أهمية، بينما لو تم استغلاله بالشكل الصحيح يكون مورداً اقتصادياً يوازي النفط وربما يتفوق عليه.
يصفني البعض بـ “ابن بطوطة” نسبة إلى كتاب ألفته وأسميته “ابن بطوطة العراقي”، بعدما سافرت في ثمانينيات القرن الماضي أنا وعائلتي إلى أكثر من 20 دولة في مختلف بلدان العالم بسيارتي الخاصة نوع “بولسكي”.
مما لفت اهتمامي في تلك الرحلات، اهتمام الدول بكلّ ما هو قديم، حتى الأشجار، والمباني البسيطة، حيث تتحول إلى مواقع سياحية، على عكس ما يحدث في مدننا، فكل شيء عندنا تاريخي وله قصة، لكن دون اهتمام أو استثمار.
الحكومة مطالبة بتحويل مبنى السراي إلى مقصد سياحي بعد تأهيله، لما له من أهمية كبيرة، إذ يمثل ملتقى بين الحاضر والماضي.