الگمرك مرتفع والإجراءات معقدة
تجارة السيارات تتراجع في البصرة.. المستوردون هربوا إلى منافذ كردستان
بغداد – رامي الصالحي
سجلت موانئ البصرة انخفاضاً ملحوظاً في نشاط استيراد السيارات، بعد رفع قيمة التعرفة الگمركية هناك، فيما ضاعف لجوء المستوردين إلى منافذ كردستان، حجم الواردات من السيارات عبرها لانخفاض قيمة التعرفة بالمقارنة.
واستورد العراق أكثر من 34 ألف سيارة في العام 2022، عبر موانئ البصرة، وفقاً لإحصائيات وزارة التجارة، في حين تؤكد ماردين أبو بكر، المتحدثة باسم وزارة تجارة كردستان، لشبكة 964، أن عدد السيارات المستوردة عبر منافذ الإقليم تجاوز 105 آلاف سيارة خلال العام ذاته.
الموانئ مهجورة
يشكو تجار السيارات من ارتفاع تعرفة الگمارك في منافذ الجنوب قياساً بإقليم كردستان، مشيرين إلى وجود هامش من الفساد يعرقل انسيابية استيراد السيارات عبر موانئ البصرة.
ويقول أبو حيدر، وهو تاجر سيارات من بغداد، إن “أسعار السيارات عالمياً شهدت صعوداً منذ نحو 9 شهور لأسباب عديدة، أبرزها ارتفاع النقل البحري والمعادن”، مبيناً أن “التعرفة الكمركية التي تفرضها حكومة بغداد مرتفعة مقارنة بالإقليم، ما دفع التجار إلى استيراد سياراتهم عبر كردستان”.
وأضاف أبو حيدر لشبكة 964، أن “ميناء أم قصر في البصرة الذي يعد المنفذ الرئيس لاستيراد السيارات في العراق أصبح مهجوراً الآن، بسبب رفع الحكومة قيمة التعرفة الگمركية خلال 2022″، مؤكداً أن “السيارات المتضررة التي تدخل عبر البصرة تعامل گمركياً كأنها جديدة ما أسفر عن الارتفاع الكبير في أسعار العجلات خلال الأشهر القليلة الماضية.
ويشير التاجر، إلى أن “إقليم كردستان لا يسمح بإدخال السيارات المتضررة بشكل كبير، فيما توافق البصرة على إدخالها لكن بعد دفع گمرك مساوي لما يدفع كتعرفة على السيارات الجديدة”.
من جهته، يقول محمد العزاوي، صاحب معرض سيارات، إن “عدد التجار المستوردين للسيارات عبر كردستان ارتفع في الآونة الأخيرة مقارنة بالبصرة والأنبار وذلك بسبب إمكانية زيادة الأرباح من حيث الگمارك وأسعار لوحات التسجيل”، مبيناً أن “ما يستورد عبر كردستان يباع في بغداد بذات أسعار ما يستورد من المنافذ الأخرى”.
ويؤكد العزاوي، أن “منافذ كردستان أكثر مرونة وسهولة من مثيلاتها في البصرة والأنبار، حيث تنجز معاملات السيارات بسرعة قياسية”.
وحظرت السلطات استيراد السيارات من موديلات 2020، قبل حلول العام الحالي، إذ أن القوانين العراقية تسمح باستيراد السيارات من موديلات آخر 3 سنوات فقط.
وأحصت وزارة التخطيط عدد السيارات في مدن العراق وكردستان، بنحو 7 ملايين و460 ألف سيارة مع نهاية عام 2022.
تباين في التعرفة الگمركية
وفقاً لمصدر في هيئة گمارك البصرة، أن قيمة التعرفة الگمركية الرسمية على السيارات الداخلة إلى العراق تبلغ 15% فقط، غير أنها تصل أحياناً إلى 25% ضمن إجراءات غير رسمية في بعض المنافذ.
وقال المصدر الذي فضل عدم الكشف عن هويته، إن “منافذ كردستان تفرض 5% فقط كتعرفة گمركية على السيارات المستوردة وهذا أقل من المعمول به في المنافذ الأخرى.
وأوضح المصدر لشبكة 964، أن “ركوداً حقيقياً غير معلن في موانئ وگمارك البصرة، سيما على صعيد استيراد السيارات بعد رفع قيمة التعرفة الگمركية”.
وبحسب تقديرات هيئة الگمارك العامة، فإن إجمالي إيرادات تسجيل العجلات والدراجات الداخلة إلى العراق بصورة غير أصولية، من المسجلة وغير المسجلة، خلال السنوات الثلاث الماضية، تقدر بنحو 500 مليار دينار.
آليات تسجيل مختلفة
يجمع العديد من تجار السيارات ومقتنيها في بغداد، على أن كلفة تسجيل العجلات في كردستان أقل منها في بقية مناطق البلاد، وفقاً لاستطلاع أجرته شبكة 964، إذ أن السيارات ذات المحركات بحجم 4 سلندر، تسجل في كردستان مقابل نحو مليون و260 ألف دينار، في حين تسجل في بغداد مقابل نحو مليوني دينار.
أما السيارات ذات المحركات بحجم 6 سلندر، فتسجل في كردستان مقابل مليونين و100 ألف دينار، بينما تسجل في بغداد مقابل 3 ملايين.
في المقابل، يظهر الاستطلاع، أن مديريات مرور كردستان تتفوق على نظيراتها في بقية المحافظات، بسرعة إنجاز معاملات التسجيل وانسيابيتها.
ويقول مصدر في مديرية المرور العامة، إن “سياق تسجيل المركبات يسمح للمستوردة عبر منافذ الحكومة الاتحادية بالتسجيل في بغداد والمدن الأخرى، بينما تسجل السيارات الداخلة عبر منافذ كردستان داخل الإقليم حصراً”.
ويضيف المصدر لشبكة 964، أن “دوائر العاصمة تشهد يومياً استكمال أكثر من 4 آلاف معاملة وهذه نسبة مرتفعة جداً مقارنة بالإقليم، مما يدفع المواطنين للتوجه نحو كردستان الأقل زخماً، وأقل فساداً كذلك”.