ينقل جو المناطق الشعبية إلى الحي

المنصور: مقهى شعبي على الرصيف.. و”جمرية حطب” تشتعل عند الساعة 11 ليلاً

المنصور (بغداد) 964

في حي المنصور ببغداد، وأمام هيكل إحدى العمارات قيد الإنشاء، تمتزج في مقهى شعبي هناك روائح الشاي بالهيل مع القهوة، ومن على التخوت والكراسي المتجاورة تعلو عبارة “الله بالخير” بين روّاد المكان من وقت إلى آخر، في محاولة لنقل أجواء المناطق الشعبية إلى الحي المزدحم بالمقاهي العصرية الحديثة.

التفاصيل:

نجح شاب بغدادي في أن يثبت حضوراً ناجحاً لطابع مقهاه الشعبي وسط حي راقٍ مزدحم بالكافيهات والمقاهي العصرية بديكوراتها الحديثة.

مقهى “أبو رضا” هو مقهى بغدادي على الرصيف، يقدم الشاي بـ”الاستكان العلمداري” مع “كعدات” تتوسطها “جمرية حطب” يومياً.

صاحب المقهى حيدر الشمري، لشبكة 964:

هذا المكان هو مقهى بغدادي على الرصيف، أُسس في عام ٢٠١٧ لكنه اليوم أوسع مما كان عليه.

نريد من خلال هذا المقهى إحياء تراث المدينة و”كعداتها” الشعبية، بتوفير التخوت والدِلال والسماور.

نشعل الحطب للزبائن في “جمرية” تكون مهيأة يومياً عند الساعة الحادية عشر ليلاً.

أخذنا إذن صاحب العمارة القريبة، ولقينا ترحيب الناس هنا من سكنة المنصور.

هدفنا ليس مادياً فقط، بل فيه جانب اجتماعي ومعنوي.

نفتح المكان يومياً من الساعة ٣ ظهراً وحتى الخامسة فجراً، ونعمل بنظام الشفتات.

منطقة المنصور – وشارع الرواد تحديداً – تفتقر إلى الجلسات الشعبية.

زبائننا يستذكرون هنا، الماضي وأمان الكرخ وجلساته الحلوة في الشواكة والعلاوي والرصافة أيضاً كحافظ القاضي والأعظمية وفضوة عرب وقرب مرقد الشيخ الكيلاني.

نريد أن ننقل تلك الأجواء الشعبية إلى المنصور.

الأوضاع العامة وتقلبات الدولار تنعكس أحيانًا على عملنا.

نقدم الشاي بـ”الاستكان العلمداري” وهو من النوع التركي، لأن الزبون لم يعد يرتوي بالقديم.

لدينا أفكار لتطوير هذا الشغف بالعمل، برغم التعب والظروف، حبًا بالناس وباعتيادهم على هذا المكان.

نحتضن أحياناً صلحاً عشائرياً أو اتفاقاً على زواج أو خطوبة فضلاً عن الاتفاقات التجارية.

كرار الحسيني من زبائن المقهى، لشبكة 964:

نأتي إلى هذا المكان لتميّزه بجو شعبي مختلف نرتاح إليه.

صاحب المقهى يستقبلنا بلسان طيب، لذا نفضل هذا المقهى من جانب الكرخ كله، فضلاً عن طعم شايه المميّز.

ستار هاشم، من زبائن المقهى لشبكة 964:

أجيء من زيونة بين يوم ويوم إلى هذا المقهى، حيث تعرفت على أناس ووجوه جديدة من مناطق مختلفة.

بفعل هذه الصداقات تطوّر التواصل إلى علاقات عائلية وحضور مناسبات اجتماعية.

أعمل مدرباً لكرة السلة (فئة الشباب) في نادي الشرطة، والمقهى أصبح ملتقىً لأناس من خلفيات وظيفية مختلفة، فيهم الطبيب والمهندس وحتى الرياضي.