مطيرجية ديالى يستفزون أهل بغداد: حسين جبل جاهز للمنازلة فوراً!

الخالص (ديالى) 964

يتحدى مطيرجية ديالى رفاقهم في بغداد.. يقول مربي الطيور الشهير في الخالص حسين جبل إنه يتمنى ملاقاة مطيرجية بغداد وأن يكون أول مَن يتقدم لهذا النزال وهو واثق بلا شك أن مطيرجية ديالى سيفوزون، ولديه تفسيرات ليقينه بالنصر، منها أن طيور بغداد تطير عالياً جداً بسبب ارتفاع مباني بغداد وقد تضل طريقها بعكس طيور الخالص وديالى التي تعرف تضاريس المدينة جيداً.

ومنذ أكثر من ثلاثين عاماً يستمر سوق الطيور في قضاء الخالص كساحة أولى لهواة تربية الطيور، وتبدأ تربية فراخ الحمام في وقت مبكر من الربيع، وبحلول الشتاء وتراجع درجات الحرارة يصبح الجو ملائماً لسباقات الطيور، لأن الحمام يصبح قادراً على المقاومة أكثر في الجو بعكس أيام الصيف اللاهبة المنهكة.

وبمرور الأجيال.. تحوّل مجتمع المطيرجية إلى عالم كبير يمتد على كل خارطة العراق من أبعد نقطة إلى أبعد نقطة، حتى أن العلاقات الاجتماعية تطورت ووصلت إلى الزواج والمصاهرات داخل مجتمع المطيرجية الذي يعيش في السطوح، وبعيون تحدث في السماء بعيداً عن ما يجري على الأرض!

حسين جبل – مربي طيور، لشبكة 964:

شغفي في تربية الطيور الحمراء، وهناك نوعية تسمى التار، وهناك من يهوى تربية الزوأجل.

ثمة موسمان لجني الطيور، في الربيع نشتري الطيور الصغيرة التي تسمى “المخاليف”، نعمل على تدريبها حتى الشهر العاشر لتكون جاهز للمشاركة بالمسابقات “الفكات”، والاستمتاع بمشاهدتها تطير، وهنالك من يستمتع بمشاهدها وهي تقف على سطح المنزل فقط.

تربية “المخلف” تحتاج إلى نظافة وعلاجات واهتمام كبير، وكلما زاد الاهتمام والانفاق على الطائر الصغير زادت حظوظ الاستمتاع به.

“الفكات” تكون في منتصف تشرين الثاني، ويتم فيها توثيق الطيور المشاركة وترقيمها على يد حكام، ثم تحديد وقت المسابقة “المطيار”، ويكون الفوز من نصيب صاحب الطيور تعود إلى مكان تربيتها أو قفصها في الفترة المحددة، والغالبية تدخل القفص.

مثلا اذا كان وقت السباق محدداً بساعتين من قبل اللجنة، وكل متسابق مشارك بـ50 طيراً، وعاد 45 طيراً للمتسابق الأول إلى قفصها ضمن الوقت المحدد، و48 طيراً للمتسابق الثاني، يكون الفوز من نصيب الثاني.

الفوز دائماً يكون حليف المربي الجيد صاحب الخبرة وصاحب الطيور الممتازة والنظيفة وتظهر عليه جرأة المربي خلال السباق بقلب ميت.

المربون يعشقون هذه الهواية، كأنها تسري في دمائنا، وأنا استمتع كثيرا بالمنازلات (الفكات) مع أهالي بعقوبة والقرى المحيطة بقضاء الخالص.

في هذا الموسم الأجواء استثنائية، تعم فيها المحبة بين أصحاب الطيور المشاركين في السباقات، مع حضور الموسيقى ورقصة الجوبي، نستمتع بهذه الأجواء المرحة لساعة من الزمن.

الطيور بوابة للتعارف والاستمتاع، مربو الطيور في الجنوب يعرفون المربين من المناطق الشمالية والوسطى، لا بل هنالك تناسب وتصاهر بين الكثير منهم.

طيورنا جاهزة للفكات، لكن الأجواء مازالت حارة، الطيور تحب أن تطير لساعات طويلة عندما تبرد الأجواء، خصوصا الطير صاحب الريش الصافي، الذي استكمل علاجاته ضد القمل والديدان والالتهابات.

التدريب يكون بشكل تدريجي، حتى يحقق المسافة البعيدة المطلوبة مع العودة إلى بيته، حينها يكون جاهزا للسباق، ولا تخشى عليه أن يضيع، فمجرد أن تطلق له العنان، يحلق في طريق العودة إلى البيت، كالطفل الذي تبدأ بتعليمه المشي خطوة بعد خطوة.

نحن أيضاً مربون جيدون مع تحياتي لمربين أهالي بغداد وبقية المحافظات، أهالي بغداد يرغبون بالتسابق فيما بينهم، ولا يستطيعون منازلة أهالي ديالى أو الخالص، لأن طيور ديالى تتفوق على طيور بغداد.

طيور ديالى تطير بشكل منخفض، وتستطيع أن تخرج من أجواء بغداد، بينما طيور بغداد لا تستطيع ان تخرج من أجواء الخالص لأنها تطير بشكل “عوگ”، وهذا المصطلح يعني الطيران بالعمق، أجواؤنا صعبة على طيورهم.

أكيد الفوز سوف يكون من نصيبنا، وأتمنى أن يحدث تنافس بين مربي الطيور في بغداد والخالص، أنا متحمس وسوف أكون أول من يشارك.

عامر حمودي – مربي طيور، لشبكة 964:

هذا السوق مر عليه بحدود 30 عاماً، وأصبح مهملاً، فهناك من جرب حظه في مكان آخر، وهناك من وجد طريقاً آخر لكسب الرزق.

الطيور أصبحت جاهزة في هذا الوقت من السنة، وستبدأ قريباً “الفكات” بين المربين بعد استكمال الطير لجهوزيته من تصفية الريش، فبعد قبول التحدي بين طرفين، تعطى مهلة أو “عطوة” لتدريب الطيور قبل المشاركة، وبعدها يحدد الموعد لمنازلة الفكات.

مثلا المنافسة بين مربي الطيور من قرية زنبور وأهالي الخالص بعد الجهوزية، أهالي زنبور، “يفكون” طيورهم من الخالص والعكس صحيح، ثم يكون الفوز من نصيب الطيور المدربة والقوية التي لا تضل طريق العودة.

أحيانا هناك مراهنات بمبالغ مالية، وأحياناً بهدايا بسيطة، ومنافسات أخرى للمتعة فقط.

المناطق المشهورة بالفكات في الخالص كثيرة، وتعتمد على قوة الطيور ونجاح مربيها بتجهيز الطيور، فأهالي الخالص يذهبون للقرى للتحدي وبالعكس أيضاً.

أهم المناطق المشهورة قرية زنبور، مناطق مركز الخالص، وبعقوبة قليلاً ما تأتي للتنافس مع الخالص، أما مربو بغداد فلا يأتون إلى هنا، وحدود المنطقة التي يمكن أن تصلها طيور بغداد هي الغالبية، في مركز الخالص تصبح مسافة العودة بعيدة، وهي منطقة منخفضة يصعب على طيورهم العودة منها إلى منازل بغداد.

علي عدنان – بائع حبوب طيور، لشبكة 964:

طعام الطيور يختلف حسب عمر الطير، يفضل الكثير من المربين إطعام الفراخ “الخبط الثقيل” الذي يحتوي على (الهرطمان، حب أسود، والذرة البيضاء)، وأثناء فترة المطيار والفكات يكون الطعام خفيفاً ويتكون من حبوب الدخن والهرطمان.

طعام الأفراخ ثقيل في وقت رعاية الأم، وفي مرحلة المطيار يتم تغيير العلف إلى خفيف، والأسعار ألف دينار للكيلو، ومع خليط الهرطمان 1250.