بمساعدة "الباشق المفخخ"

لقطات مثيرة من أسرار صحراء العراق.. معارك جوية لصيد صقر الشاهين!

ربيعة (نينوى) 964

الصحراء العراقية ليست مجرد فضاء مفتوح.. إنها مساحة غامضة مليئة بحياة برية تغري الصيادين لاكتشافها حتى من أقصى مدن الخليج، أما صيادو العراق فهم أكثر خبرة بجغرافيا بلادهم وخطوط حركة الطيور النادرة، ولذلك يختار الشيخ غازي المطلك الشمري مواقع صحيحة طيلة موسم الصيد الخريفي من بداية أيلول إلى كانون الثاني، ويراقب مع كل وسائل الصيد والأفخاخ الماكرة بانتظار جائزة المليون!

ويصحح الشمري لمراسل شبكة 964 “أنا لست صياداً.. ثمة فرق بين الصياد الذي يحمل بندقيته ويعيش أياماً في البرية ويطارد الأرانب والطيور، والصقّار الذي يستخدم الصقر في مطاردة الفرائس مثل الحباري وهو ما يقوم به الصيادون الخليجيون في العراق، أما نحن فطواريح، وأنا طاروح.. وهوايتي أن أصطاد الصقور مثل الشاهين وأبيعها للصقارة”.

يستخدم الطاروح طيور “الباشق” وهي طيور صغيرة تشبه الصقور لكن ثمنها بسيط وهي كثيرة، يربط الطاروح بأقدامها ما يسميه “العين” أو “النگل” وهي كرة من الريش يطير بها الباشق معصوب العينين، وهدفها إيهام الصقور البعيدة بأن هذا الباشق يحمل فريسة، خاصةً الصقور حادة النظر، فإذا هجم الصقر على الفريسة المعلقة بأقدام الباشق، علقت أقدامه بالفخ وسقط الطائران، الباشق والصقر.

وفي كل الأحوال، يستهدف الطاروح من إطلاق الباشق مع كرة الريش، جذب الصقور البعيدة، وإن لم تعلق بالكرة، فإنه مجرد اقتراب الصقر.. يقوم الطاروح برمي الطيور المفخخة على الأرض لإغراء الصقر وإنزاله، مثل حمامة على ظهرها شبك.. أو طائر قطا مشبك أيضاً، وحين يعلق بها الصقر ويحاول الطيران ويتعب يتدخل الطاروح ويصطاده.

وثقت كاميرا شبكة 964 الصيد في الصحراء الشمالية الممتدة بين ربيعة غرباً وجبل سنجار جنوباً وتلعفر شرقاً، كما حصلنا على مشاهد مثيرة من مطاردات سابقة انتهت بصيد صقر الشاهين الذي جرى بيعه بمبالغ كبيرة جداً.

يتذمّر الشمري من دخول الكثير من الصيادين الخليجيين الذين يصطادون طيور الحباري العراقية النادرة، بينما تقر دول الخليج قوانين لمنع صيدها هناك، ويدعو للحفاظ على هذه الطيور.

فيديو: صقور العراق شرسة أمام “صگارة” الخليج والحفلة على حدود إيران

الطير الحر يدخل العراق من 3 محاور.. والصيادون ينتظرونه بمصيدة الشاهين (فيديو)

“عذراً خليجي البصرة”.. خليجيون إلى صحراء السماوة بحثاً عن الحبارى والشاهين (صور)

علي فاضل مطشر – صياد، لشبكة 964:

يبدأ موسم صيد الطيور من شهر 9 حتى نهاية شهر 12، حيث تمر الطيور المهاجرة عبر العراق قادمة من دول الشمال، وتختلف أسعارها بحسب نوعها أو طولها، فمثلاً قبل عامين تم بيع طائر شاهين بسعر 40 مليون دينار.

الخليجيون يفضلون الصيد في العراق بسبب اتساع الصحراء، حيث يمكنهم مطاردة الطرائد بحرية، كما أن الطيور متوفرة.

من أبرز طرق الصيد استخدام الشباك، أو الاعتماد على طيور الحمام لجذب الشاهين، أو صيد القطا.

غازي علي حماد المطلك – صياد، لشبكة 964:

صيد طير الحباري ممنوع في دول الخليج، ويعملون هناك على تكثيرها، عكس ما هو الحال في العراق الذي يسمح للخليجيين وغيرهم بصيد الطيور النادرة بينما يمنع العراقيين.

العراق غني بأنواع كثيرة من الطيور مثل الحباري، الكدري، القطا والكروان، وتقسم الطيور إلى 4 فصائل أبرزها الشامي، الصافي، الأحمر، الأشقر، وتعد الطيور البيضاء من النوادر، وقد انقرضت بعض الأنواع مثل طير سنجار.

الأسعار أيضاً تتفاوت حسب التجار، وبعضهم لا يمنح الطائر حقه في السعر، فإذا كان الطير يقدر بـ100 مليون دينار، يباع أحياناً بـ20 أو 30 مليون فقط، بينما يباع في دول الخليج بأضعاف هذا المبلغ.

في عام 2019 اصطدت شاهيناً تم بيعه بـ22 ألف دولار، ووصل إلى إحدى دول الخليج، وهناك تم بيعه في المزاد بـ110 آلاف دولار.

أما طريقة صيد صقور الشاهين والحر وغيرها فتتطلب مهارة، وذلك عبر تركيب شبك يمثل الفخ فوق ظهر طير صغير مثل الحمام أو القطا، ثم إطلاقه على الأرض وانتظار الصقر ليحاول افتراس الطعم وحين يعلق نتوجه لصيده.

إذا لم يتم الإمساك به عبر الشباك، فيجب استخدام حمامة كطعم، ويجب الانتباه جيداً إلى علامات الطير والفخ.

Exit mobile version