بعد عقد من إدراجها على اللائحة

باريس اليوم.. “كار” وقعت مع يونسكو وقلعة أربيل لن تبقى بعائلة واحدة!

964

وقّعت شركة “كار” اليوم في باريس مع منظمة “يونسكو” اتفاقية إحياء قلعة أربيل، بما يُطلق فعلياً أكبر حملة ترميم وفق الخطة الشاملة (ماستر بلان) التي وضعتها يونسكو منذ إدراج القلعة على لائحة التراث العالمي عام 2014، وتستهدف تعمير المكان الساحر دون المساس بجوهره وملامحه الضاربة في عمق تاريخ الحضارات الرافدينية، ومنذ إخراج العائلات عام 2005 لأغراض الترميم، أبقت الجهات المختصة عائلة واحدة فقط تعيش داخل القلعة، حرصاً على استمرار السكن في القلعة دون انقطاع منذ 6 آلاف عام كما يؤكد رئيس هيئة إعمار القلعة السابق نهاد قوجة.

ووفقاً للخطة فإن هذه المرحلة ستنتهي ببناء منشآت سياحية فوق القلعة، دون إجراء أي تغيير على بنيتها وإرثها الثمين، كما سيبدأ بناء مركز أبحاث ومتحف كبير.

وشهدت القلعة محاولات ترميم عديدة، لكن نقص الميزانية لدى حكومة إقليم كردستان وقف حائلاً بوجه إطلاق تلك الأعمال، قبل أن تقرر شركة “كار” للطاقة التكفل بتمويل الترميمات عام 2019، وقد جرى بالفعل ترميم منارة المسجد الكبير، والمسجد التاريخي، والزقاق الرئيسي للقلعة (Main Alleyway).

ويتجه اتفاق اليوم إلى مستوى أكبر، إذ تنوي “كار” تمويل مرحلة أوسع من أعمال التأهيل ضمن مساحة القلعة التي تمتد على أكثر من 100 ألف متر مربع.

وتقع القلعة أعلى التلة المشرفة على أربيل، وهي واحدة من أهم المواقع التاريخية في العراق وتعود إلى العصر الآشوري، وتتحلق حولها مدينة أربيل، كما لو أنها النواة التي انطلقت منها عاصمة إقليم كردستان، وبداخل القلعة مدينة صغيرة تضم ما يشبه أحياء سكنية ومسجداً ومرفقات أخرى.

ويهدف الاتفاق الجديد إلى تنفيذ مرحلة متقدمة من أعمال التأهيل بالتنسيق مع الهيئة العليا لإحياء قلعة أربيل (HCECR) بصفتها الجهة الرسمية المسؤولة عن إدارة الموقع.

وتم توقيع الاتفاقية اليوم خلال مراسم رسمية في مقر يونسكو بباريس، بحضور عدد من الشخصيات البارزة، من بينهم رئيس مجلس إدارة شركة “كار” باز كريم البرزنجي، ورئيس دائرة العلاقات الخارجية في حكومة إقليم كردستان سفين دزيي، والمديرة العامة لليونسكو أودري أزولاي، وممثل العراق الدائم لدى يونسكو أسعد سواري.

وفي مقابل التمويل الكامل من “كار” لهذه المرحلة من المشروع، ستقدم يونسكو كل خبراتها الفنية والتقنية وشبكة خبرائها الدوليين لضمان الالتزام بأعلى المعايير العالمية في مجال صون التراث، مع التركيز على تعزيز الخبرات الوطنية واستدامة أعمال الصيانة والإدارة المستقبلية.

ويمثل التعاون الثلاثي الأخير واحداً من النماذج للشراكة بين القطاع الخاص والمنظمات الدولية والهيئات الحكومية، ويُتوقع أن يُسهم في تسريع وتيرة إعادة تأهيل القلعة، وفتح أبوابها من جديد كمركز حي للثقافة والسياحة والتراث في إقليم كردستان والعراق.

ولم تعلن الأطراف الثلاثة تفاصيل أوفى عن السقوف الزمنية المتوقعة أو مواعيد الانطلاق، ويقول مشاركون في اجتماع باريس إن بيانات ستصدر تباعاً مع كل المعلومات التي تنتظرها الصحافة.