أشهى مشتقات الحليب
تحلب الجاموسة أمامك وتنهي شكوك الغش.. أم باسم في البتار على طريق بغداد
الكوت (واسط) 964
توفر السيدة أم باسم منتجات ألبان بكامل الاطمئنان فمكوناتها لا تحتوي إضافات ونشاء وغيرها من ما يغش به بعض الباعة والمعامل، لأن عملية الحلب تتم أمام الزبون إذا شاء!
وانتقل مربو المواشي من مركز الكوت في نهاية سبعينيات القرن الماضي، إلى قرية تقع على طريق كوت – بغداد أسموها “البتار”، ومع توسع المدينة أصبحت البتار منطقة ملاصقة للكوت، وواصل سكانها الذين امتهنوا تربية المواشي وصناعة مشتقات الحليب هذا النشاط.
واليوم يتجاوز سكان المنطقة 6 آلاف نسمة، بينهم عشائر كعب وعگيل وآلبودراج والسادة البخات والزوامل.
ورغم تراجع الاهتمام بالثروة الحيوانية والتحولات ما تزال عوائل البتار تعمل على إنتاج “قيمر العرب” ومشتقات الحليب، التي تغطي أسواق واسط وتصل إلى بغداد ومحافظات أخرى.
وقبل خيوط الفجر الأولى.. تستيقظ السيدة أم باسم وتحلب الجاموس وتبدأ مهمتها التي تستغرق يوماً وأكثر، لكنها تنتهي بقائمة من مشتقات الحليب الفاخرة، قيمر، وجبن، ورائب، وتبيعها في متجر يحمل اسم “ألبان البتار” على طريق الكوت – بغداد.
عن منتجات الريف العراقي
أم باسم – صانعة قيمر من البتار، لشبكة 964:
تتطلب صناعة القيمر وقتاً طويلاً، تبدأ العملية بحلب الجاموس ثم نقل الحليب ووضعه على النار لمدة تتراوح بين 30 إلى 60 دقيقة.
لاحقاً.. يُترك الحليب المغلي ليهدأ، ثم يُرفع عن النار ليبرد حوالي 12 ساعة قبل إخراجه من التبريد.
يتم قشط القيمر من أعلى الحليب، ثم يستخدام الحليب المتبقي لإنتاج الرائب والجبن وكل مشتقات الحليب المعروفة.
بعد قشط القيمر يوضع في صواني لبيعه، وتختلف طرق البيع بين نساء القرية، فبعضهن يذهبن إلى السوق مباشرة، أما أنا فقد افتتحت محلاً على طريق كوت – بغداد باسم “ألبان البتار”، أبيع فيه القيمر والجبن والرائب والزبد والدهن الحر.
نبيع بالجملة والمفرد وزبائننا من الكوت وبغداد وباقي المحافظات، وغالباً ما يشتري المارون على الطريق من منتجاتنا، وسر نجاحنا هو استخدام الحليب الطبيعي من الجاموس، ونحرص على إطعام الحيوانات تغذية صحيحة دون إضافات أو تلاعب.
نساء عراقيات:
أبو وليد الكعبي – مختار منطقة البتار، لشبكة 964:
في عام 1978 تقريباً انتقلنا من منطقة العزة الجديدة (الجانب الأيمن من الكوت) إلى هذه القرية الواقعة على طريق كوت – بغداد، وكان عمل السكان يتركز على تربية المواشي وبيع الحليب ومشتقاته.
مع مرور الوقت تعرضت الثروة الحيوانية للإهمال من قبل الحكومات المتعاقبة، ما أدى إلى تراجع أعداد المواشي، واتجه كثيرون للعمل في النقل بسيارات الحمل، وهي المهنة الرئيسية حالياً لمعظم رجال المنطقة.
يسكن البتار عشائر كعب وعگيل والبو دراج والسادة البخات والزوامل.
مؤخراً تم تنفيذ مشروع مجاري يشارف على الاكتمال، ويوجد مركز صحي وسيارة إسعاف فوري في المنطقة.
يبلغ عدد السكان نحو 6500 نسمة يسكنون حوالي 800 منزل، ولدينا في المنطقة خريجون وكفاءات جيدة بانتظار فرص العمل، أما الزراعة فهي غائبة تماماً، حيث نواجه تدهوراً مستمراً في واقع الثروة الحيوانية، على أمل أن تجد العناية والدعم في الفترة المقبلة.