أعياد الطوفان عن وضع إيران

ضابط عراقي: السماء الآن مليئة بطائرات أميركا و”سالم الصباح” بالإنذار

964

تتراكم المؤشرات السلبية بنحو يثير القلق بشأن إمكانية اندلاع موجة أخرى من القتال بين إيران وإسرائيل وأميركا، بالتزامن مع تحشيد عسكري وجوي غير مسبوق منذ عملية عاصفة الصحراء عام 1991 حين اضطر العالم لإخراج صدام حسين بالقوة من الكويت، وهو ما يحاول الضابط العراقي المخضرم، أعياد الطوفان، توظيفه في مقاربة لقراءة المشهد الراهن، عقب وصول 12 طائرة إرضاع جوي أميركية الى المنطقة، وهي تحشيدات لم تقم بها واشنطن حتى خلال حرب العراق 2003، الى جانب وضع عشرات القواعد العسكرية المحيطة بإيران في حالة “الإنذار” بما فيها قاعدة صباح السالم بالكويت، ويقول الطوفان إن ما يجري ليس بعيداً عن تحركان سياسية قام بها ترامب مؤخراً، من قبيل شمول قطر بالحماية الأميركية وتغيير اسم وزارة الدفاع الى وزارة الحرب، وهذا ليس إجراء بروتوكولياً كما يفترض الطوفان، بل تغيير يستدعي تبديل العقيدة العسكرية وحجم القوات، الأمر الذي لم يحدث سابقاً إلا حين اضطرت الولايات المتحدة الى مواجهة امبراطور اليابان خلال الحرب العالمية الثانية وإجباره على الاستسلام.

أعياد الطوفان، في حوار مع الإعلامي مقداد الحميدان، تابعته شبكة 964:

ما يجري من تحشيدات أميركية غير مسبوق منذ العام 1991، وهو أكبر تجمع طائرات في السماء منذ ذلك الحين، ووصلت أسراب كثيرة الى المنطقة، بينها 12 طائرة إرضاع جوي، وهذا لم يحدث حتى خلال الحرب على العراق عام 2003، إضافة الى إدخال القاصفة البيضاء أو الصقر الأبيض الى الخدمة، وهي طائرة B21 وهي أقوى وأحدث من طائرتي B2 وB52، وتحمل إمكانيات تقنية غير مسبوقة لناحية الاعتماد على الذكاء الاصطناعي والتوجيه بالأقمار الصناعية، فبإمكان كادرها أن ينام خلال الواجب، بينما تنفذ هي الواجب وتعود دون أن تحتاج تدخل الطيارين.

إيران محاطة بعشرات القواعد العسكرية الأميركية أقربها العديد في قطر ورأس الخيمة في الإمارات، وكلها دخلت الآن في حالة الإنذار، ولنأخذ في الحسبان تغيير اسم وزارة الدفاع الى مسمى وزارة الحرب، وهذا لم يحدث سوى في الحرب العالمية الثانية حين أرضخوا امبراطور اليابان وأجبروه على الاستسلام، وهذا التغيير يترافق مع تغيير في العقيدة العسكرية وتغيير حجم القوات وأسلحتها وواجباتها والموازنة أيضاً، حيث زادت موازنة العام المقبل للبنتاغون بأكثر من 150 مليار دولار مقارنة بالعام الحالي، بالإضافة الى عمليات إعادة التموضع وليس الانسحاب كما يعتقد وفرح البعض، فالقوات الأميركية تتمركز الآن في قاعدتي حرير في أربيل وسالم الصباح في الكويت، والطائرة تحتاج الى 8 دقائق لتصل بغداد انطلاقاً من قاعدة سالم الصباح.

يجب أن ننتبه الى الحراك السياسي خلال هذه الأيام، حيث اعتذر نتنياهو من أمير قطر، ثم لحقه توقيع ترامب مرسوماً يقضي بحماية قطر ضمن منظومة الدفاع الأميركية، وهذا معناه وجود تحرك عسكري قريب، أما إيران فكل الضباط العسكريين يعلمون أن وضعها الحالي هو وضع دولة مهزومة أو منكسرة أو مدحورة، وهذه ليست توصيفاتي بل هذا الوصف هو التشخيص الدقيق لحالتها وفق العلوم العسكرية، بعد أن خسرت دفاعاتها الجوية ولم يبق لها سوى السلاح الصاروخي، واستطاعت إسرائيل تدمير 120 منصة إطلاق في يوم واحد، وأستطيع الجزم أن الأقمار الصناعية تمسح الآن كل الأجواء والأراضي الإيرانية.

المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية صرحت يوم أمس أن وفد بلادها جاء على موعد اجتماع معين ولم يحضر ترامب أو ممثلوه، والمنطقة مقبلة على تصعيد لا يمكن تجنبه إلا إذا حدثت معجزة.