"الملجأ الحكومي مسلخ"

سيدة كردية تخفي الكلاب عن عيون الشرطة في ملجأ سري.. و”البرادو” اشتهرت

السليمانية – 964

في ضواحي السليمانية وبعيداً عن أنظار السلطات، اختارت السيدة جيهان عثمان أن تكرس حياتها لمهمة إنسانية استثنائية، إذ أنشأت حديقة سرية لرعاية الكلاب السائبة التي تعرض كثير منها للأذى والجروح، مانحة إياها الطعام والعلاج.

ويقع المأوى على أطراف السليمانية، ووافقت جيهان على اصطحاب كادر شبكة 964 إلى هناك شريطة عدم الإفصاح عن المكان، وتقول إنها تخشى أن تقتحمه البلدية وتأخذ الكلاب إلى الملجأ الرسمي الذي تصفه بـ”المسلخ والسجن”.

وتعترف جيهان بأنها تقصّر بعض الشيء مع أطفالها وعائلتها في سبيل هذه المهمة، حتى أن أبناءها يعاتبونها أحياناً، لكنها ترى في نشاطها مسؤولية لا يمكن التخلي عنها، وهي تتنقل بسيارتها “البرادو” بين السليمانية والملجأ السري لتجلب الطعام والمزيد من الكلاب المعنفة، وتعتقد أن ما تقوم به جزء من العبادة ومهمة إنسانية ستعود عليها بالخير والطمأنينة.

قرب المسلخ.. السليمانية تبني مأوى للكلاب السائبة بدل قت...

قرب المسلخ.. السليمانية تبني مأوى للكلاب السائبة بدل قتلها

شاهد: مواطن يستدرج الكلاب السائبة بطعام وماء بارد في ال...

شاهد: مواطن يستدرج الكلاب السائبة بطعام وماء بارد في السليمانية

تدريب على

تدريب على "صعق الكلاب" في السليمانية.. حدد الموقع حين تشعر بالقلق

جيهان عثمان – مربية كلاب سائبة، لشبكة 964:

أنا أشفق على الكلاب فهي حيوانات وفية، حتى الأنبياء الذين عملوا في الرعي كانوا جميعاً يمتلكون كلاباً، وقد عاشت تلك الكلاب معهم وشاركتهم حياتهم، وكذلك يقتنيها الناس في القرى، فالبشر على الدوام يجدون في الكلاب رفيقاً أقرب من أي حيوان آخر.

تكلفتها كبيرة وأنا أتحملها، ولقد اشتريت هذه المزرعة من أجل هذه الأرواح، كي أنقذها، عسى أن يقتدي بي الناس فيرأفوا بحال هذه الكائنات الضعيفة.

ابتعدت عن زوجي وأطفالي من أجل هذه الكائنات، وتركت السليمانية كي أنقذ ما أستطيع إنقاذه من الكلاب.

أطفالي يتذكرونني ويعاتبونني، لكنهم يعرفون وعيي بهذا الأمر، فأنا منذ زمن طويل أقوم به، حتى في طفولتي ربيت كلاباً وحيوانات أخرى.

الكلاب بالنسبة لي تعني رفيق المحب، أشعر بالاطمئنان معها أكثر مما أشعر به مع البشر مع كامل الاحترام.

الكلاب تقرأ أرواحنا أو ما يعرف بالعربية بالهالة حول جسد الإنسان، وتدرك أنك لا تخشاها، وتفهم أنك تحبها وجئت لمساعدتها، هي تشعر بذلك مباشرة لأنها عالية الإحساس.

اشتهرت سيارة البرادو التي أوزع بها الطعام على الكلاب، وكثيرون يثنون على ما أفعل، وأنا أقول إن كل عمل صالح نفعله لا يضيع، خاصة مع هذه الكائنات غير الناطقة.