خور الزبير (البصرة) 964
لماذا ستغوص تريلات العراق تحت البحر، وماذا استفدنا من مشروع النفق المغمور النادر على مستوى الشرق الأوسط، حيث تنهمك 5 بلدان بمساعدتنا في العبور تحت الماء بنحو 30 متراً، وبكلفة تبدو غير قليلة زمنياً ومالياً، وهذا ما حاول مراسل شبكة 964 طرحه على ممثلي الخبراء العاملين هناك منذ سنوات، ليشرحوا نقطتين حسب الشركة الإيطالية المصممة وشركائها: أن ربط ميناء الفاو الكبير بالطريق البري هو أفضل من المرور بالمناطق الآهلة بالسكان في البصرة لزيادة الأمان في نقل البضائع الدولية لشبكة القطارات نحو أوربا، كما أن اختيار المكان شمال جزيرة حجّام الشهيرة يعود لأسباب “جيولوجية وهيدروليكية”، والمهم في كل هذا أن الخبرات الهندسية العراقية خاضت تجربة خاصة جداً جعلت الشركات الكورية المنفذة تقدم عروض عمل مغرية للفنيين العراقيين لكي ينتقلوا إلى مشاريع معقدة مشابهة في أماكن أخرى من العالم، فقد أصبحوا ضمن “الصفوة الهندسية” الخبيرة في تقنيات لن يشاهدها الناس كل يوم.
فيديو: هذه “الصبات” العملاقة ستغطس في بحر العراق.. الفرطوسي يتابع نفق الفاو ليلاً
حجر وإضاءة ومراوح وإشارات.. تغليف النفق المغمور بلغ 80% خلال 10 أيام
النفق المغمور سيكون متاحاً لمرور المواطنين.. طريق تحت الماء يربط الفاو بأم قصر
“أزل” تدخل أعمق مقطع مائي في خور الزبير ضمن مراحل نفق الفاو المغمور
متابعاتنا لمشروع طريق التنمية:
الكرسمس لن يؤجل آخر قطعتين
“عملية عسكرية” في الفاو.. هولندا تشرح مخاطر النفق البحري مع المد والجزر
بعد التعهد أنهوا اعتصامهم
العيداني لأهالي الفاو: أولوية التشغيل لكم في طريق التنمية والميناء
الفاو يسابق الزمن
البصرة تقترب من الاحتفال بالنفق المغمور.. لم يبق إلا 3 قطع وتمر الشاحنات تحت البحر
ربيعة متفائلة.. آخر استراحة قبل أوروبا
بغداد تنتظر رفع علم سوريا وقطارات التنمية لم تذهب إلى كردستان – لجنة الدفاع
أحلام متواصلة لطريق التنمية
فيديو: حضور دولي كبير على شواطئ البصرة.. 964 في “قمة الفاو”
عرض الجميع
تفاصيل:
يمر النفق المغمور في ميناء الفاو عبر قناة خور الزبير ليربط بين جهتي الفاو وأم قصر، على مقربة من الممرات الملاحية الحيوية، فيما تبعد عنه جزيرة حجام نحو 10 كيلومترات جنوباً، وقد جرى اختيار هذا الموقع بعد دراسات جيولوجية وهيدرولوجية دقيقة، أثبتت أنه المسار الأكثر أماناً لحركة المرور الثقيلة والأقل تأثيراً على البيئة والمناطق السكنية،
فيما جاء خيار النفق المغمور بديلاً عن الطريق البري لتفادي مرور الشاحنات عبر المدن وتخفيف الزحام وتوفير أمن أعلى للبضاعة والنقل، فضلاً عن كونه الحل الأكثر قدرة على مواجهة التحديات البيئية والمناخية.. هذا المشروع “النادر” وفق وصف القائمين عليه أتاح لأكثر من 150 مهندساً عراقياً العمل مع خبراء كوريين وهولنديين وإيطاليين، واكتساب خبرات متقدمة في تقنيات التغمير والتصميم الهندسي، لم يسبق تطبيقها في العراق من قبل، الأمر الذي جعل من النفق تجربة استثنائية في تطوير القدرات الوطنية وفتح آفاق جديدة للهندسة العراقية.
سلام يعقوب – مدير مشروع النفق المغمور، لشبكة 964:
شهد المشروع مشاركة واسعة من القوى العاملة العراقية بلغت نسبتها 70% إلى جانب العمالة الأجنبية، ومن بين الكوادر الهندسية، عمل أكثر من 150 خبيراً عراقياً طوال سنوات واكتسبوا خبرات واسعة عبر التعاون مع الشركات الأجنبية، أبرزها شركة “دايو” الكورية المسؤولة عن التنفيذ، والشركة الاستشارية الإيطالية “تكنوتل”.
كما شارك مقاولون أجانب بينهم شركة “Ballast Nedam” الهولندية، وشركة تركية متخصصة في عمليات صب الخرسانة، الأمر الذي أتاح للمهندسين العراقيين فرصة الاحتكاك بخبرات متنوعة وزيادة مهاراتهم العملية، وإلى جانبهم عملت كوادر مساندة من مراقبي العمل والحرفيين والعمال لتعزيز التنفيذ وضمان جودة المشروع.
من خلال هذا التعاون اكتسب الخبراء العراقيون تقنيات متطورة لم يسبق تطبيقها في العراق ونادراً ما طبقت في الشرق الأوسط، جرى تنفيذها وفق معايير عالمية، خصوصاً في مجالات التغمير والتصميم الهندسي، وقد أسهمت هذه التجربة في نقل المهارات والخبرات إلى داخل البلاد، عبر التواصل المباشر مع الشركات الكورية والهولندية والشركات الاستشارية الأخرى.
اليوم يعمل عدد من المهندسين العراقيين بكفاءة عالية ضمن هذه الشركات، حتى أن خبراتهم برزت أحياناً لتتفوق على بعض الكوادر الأجنبية، ما دفع الشركات إلى إبداء رغبة في استقطابهم للعمل داخل العراق وخارجه نظراً للمهارات التي اكتسبوها.
الموقع داخل خور الزبير بعيد عن جزيرة حجّام، فهي إحدى الجزر العراقية الواقعة عند المدخل المؤدي إلى ميناء أم قصر وقناة خور الزبير، لكنها لا ترتبط مباشرة بالنفق المغمور، إذ تبعد نحو 10 إلى 11 كيلومتراً جنوب موقع المشروع.
تم اختيار موقع النفق بعد سلسلة من الدراسات الدقيقة أجرتها الشركة الاستشارية الإيطالية، شملت تحريات موسعة للتربة وتحليلاً للظروف الجيولوجية والهيدرولوجية.
ركزت الدراسات على تحديد المسار الأكثر أماناً وملاءمة للبنية التحتية مع تقليل التأثيرات البيئية والسكانية، وبعد استعراض البدائل خلصت الشركة إلى أن النفق المغمور هو الحل الأمثل، لما يوفره من حماية لحركة المرور الثقيلة وتفادي مرور الشاحنات عبر المدن وضمان سلامة النقل، فضلاً عن مقاومته للتحديات البيئية والمناخية.
علي حميد – مهندس بشركة تكنوتل الاستشارية الإيطالية، لشبكة 964:
يعتبر مشروع النفق المغمور في ميناء الفاو حلقة وصل حيوية بين الفاو وأم قصر. يبلغ الطول الكلي للنفق 2044 متراً، موزعاً بين مقتربات مفتوحة من الجانبين بطول 403 أمتار، ومقتربات مغلقة بطول 189 متراً مشابهة للعناصر الإنشائية التي تُغمر داخل قناة خور الزبير.
العناصر الإنشائية العشرة المقرر تغميرها في القناة تبلغ أطوالها 1260 متراً، ويتكون النفق من 3 حارات، حارتان منها مخصصتان للشاحنات، وحارة للخدمات والطوارئ.
يبلغ عرض الحارة المخصصة للشاحنات 14.40 متراً من كل جانب، وقد اختير موقع النفق بعناية لتجنب مرور الشاحنات عبر المدن بما يعزز السلامة المرورية ويقلل من الازدحام.
يمثل النفق أيضاً حلقة وصل مباشرة مع الطريق السريع رقم واحد المؤدي إلى بغداد، ويمهد لمشاريع مستقبلية ضمن طريق التنمية، وقد تم تنفيذه بمزيج من الخبرات العراقية والكورية والهولندية والإيطالية، ليكون الأول من نوعه في الشرق الأوسط، مساهماً في تطوير قدرات الهندسة العراقية.
حتى الآن جرى نقل 5 قطع إنشائية بطول 630 متراً داخل القناة، إضافة إلى المقترب الثابت من جهة أم قصر بطول 189 متراً، بينما تم تجهيز القطعة السادسة لعملية التغمير، وتمت عملية تعويم القطعة السابعة تمهيداً لتغميرها، وتعمل الفرق المختصة حالياً على استكمال العمليات المتبقية وفق الجدول الزمني للمشروع.
شكلنا غرفة عمليات خاصة تضم مجموعة من المهندسين لتحليل البيانات ومتابعة المعرقلات بدقة، قبل اختيار اللحظة المناسبة لتغمير العناصر الإنشائية.
أبرز التحديات التي واجهت المشروع ارتفاع درجات الحرارة صيفاً، لكن الشركات الاستشارية طبقت مواصفات عالمية، باستخدام منظومات تبريد دقيقة، لضمان استمرارية العمل والحفاظ على الخرسانة المسلحة داخل النفق.
ترتبط عمليات التغمير بشكل وثيق بالظروف الجوية والحركة الملاحية داخل القناة، بما في ذلك سرعة الرياح وارتفاع الأمواج وتنظيم حركة السفن.