ما زال مضيفاً لأهل البساتين

أجمل قلاع المسعود في كربلاء.. نقلنا “شيلمان” السقف على قطار الشرق

العطيشي (كربلاء) 964

قلعة عزيز أو “جلعة عزيز” كما تُعرف محلياً، في منطقة العطيشي ضمن قضاء الحسينية، صارت مكاناً “يتعلل” فيه أهل البساتين المجاورة مساء.. وكانت القلعة بيتاً للشيخ عبد العزيز الفواز المسعودي وفيها مضيف كبير يجمع أبناء العشيرة وضيوف كربلاء والمدن البعيدة، وتميزت عن جوارها بأنها بُنيت بالطابوق والفرشي بينما بُنيت بيوت المنطقة بالطين، وبعد الحرب العالمية الأولى وتشغيل خط برلين بغداد قام الشيخ بتعزيز قلعته بحديد “الشيلمان” الذي ما زال صامداً حتى اليوم.

ورغم إدراجها على لائحة التراث العراقي منذ عام 2007، تتعرض أساسات القلعة للرطوبة وربما تنهار بعض أجزائها، لكن السلطات تقول إنها ملك خاص، رغم إدراجها وحمايتها من الحكومة.

محمد عبد العزيز المسعودي – وريث قلعة عبدالعزيز، لشبكة 964:

سُميت القلعة بقلعة عبدالعزيز الفواز نسبة إلى جدي عبدالعزيز الفواز، الذي بناها بعد الحرب العالمية الأولى، وسُميت بهذا الاسم لكبر مساحتها، إذ تضم مضيفاً من ثلاثة أجزاء، وداراً تهدمت سابقاً، ومكاناً لإيواء الماشية.

لم تكن تحتوي على أبراج حماية، لكن كان لها دور اجتماعي بارز تمثل في استقبال الزوار والشخصيات الاجتماعية، فضلاً عن كونها تجمعاً لأفراد العشيرة.

في عام 2014 تبنتها دائرة آثار كربلاء، ووضعت لها حارساً، إلا أن أية أعمال ترميم لم تُجرَ حتى الآن، رغم المراجعات المتكررة، وقد أصيبت القلعة بتآكل في الأساسات نتيجة الرطوبة العالية.

حسين ياسر – مدير دائرة آثار كربلاء السابق، لشبكة 964:

تقع قلعة عبدالعزيز الفواز في منطقة العطيشي بقضاء الحسينية في محافظة كربلاء، وتشغل جزءاً من قطعة 11 ضمن المقاطعة 33 كعكاعية، سُميت القلعة نسبة إلى بيت الفواز، وأطلق عليها تسمية “قلعة” لمساحتها الكبيرة، التي تقارب 100 م طولاً في 100 م عرضاً.

استخدم في بنائها الطابوق الفرشي والحديد، بينما كانت المنازل القريبة منها تُبنى من الطين وبأحجام صغيرة، وكانت القلعة في السابق تضم مضايف لاستقبال الضيوف من أهالي المنطقة ومن مناطق أخرى داخل كربلاء وخارجها، إضافة إلى إسطبلات للخيول ومنازل للخدم وأخرى للعائلة.

تحتوي عدداً من المطابخ التي نعتقد أنها شُيدت بعد ثلاثينيات القرن الماضي، بناءً على استخدام الحديد (الشيلمان) في تسقيف الجدران، وهو ما دخل العراق بعد إنشاء سكة القطار من برلين إلى بغداد، حيث كان الحديد يشحن عبر القطارات في تلك الفترة.

لم يتبقَ من القلعة سوى الواجهة التي يقع فيها المضيف، بسبب بناء منازل حديثة على أنقاض المنازل القديمة، إضافة إلى غياب الاهتمام الرسمي بالأماكن التراثية.

من المفترض أن تكون القلعة اليوم مركزاً لندوات وجلسات ثقافية، مع ضرورة الترميم والإدامة المستمرة.

تم تسجيل قلعة عبدالعزيز الفواز في الهيئة العامة للآثار والتراث، ونُشر ذلك في جريدة الوقائع العراقية سنة 2007، بناءً على مسح شامل أجرته دائرة آثار كربلاء للمناطق التراثية في المحافظة.

أمر ترميم القلعة وإعادة تأهيلها غير منوط بدائرة الآثار، كون القلعة مملوكة ملكية خاصة، ولأنها القلعة الوحيدة المتبقية في المنطقة وتُعد دليلاً مادياً على تاريخها الحضاري، بعد أن كان هناك 4 قلاع تهدمت بالكامل، نأمل أن تولي الدولة اهتماماً جدياً بها.

حكمت غني الطعمة – زائر، لشبكة 964:

دعاني أحد الإخوة لزيارة أحد الأماكن في منطقة العطيشي بقضاء الحسينية، وتفاجأت بعدد الأماكن التراثية الموجودة فيها، وللأسف لم تحظى بأي اهتمام من الدولة، لذا ينبغي على الحكومة أن تولي اهتماماً أكبر للتراث، فهناك العديد من الأماكن السياحية في كربلاء.

عندما وصلت إلى موقع القلعة، أدهشني وجودها وروعة بنائها القديم، هذه الأماكن يجب تسليط الضوء عليها، وأن تتحول إلى مراكز سياحية تستقطب الزوار من كل مكان.

صالح ذياب مانع – زائر، لشبكة 964:

تمثل القلعة نقطة تجمع لعوائل المنطقة المحيطة بها، فهي مكان للتلاقي وتبادل الحديث حول شؤون الحياة اليومية.

عند زيارة أي شخص لهذه القلعة، يشعر بعبق التراث والأصالة والكرم والطيبة والتواضع، فضلاً عن الإحساس بالانسجام الاجتماعي.