شارع المتنبي (بغداد) 964
احتفى بيت المدى للثقافة والفن في شارع المتنبي، الجمعة، بالناقد والمبرمج السينمائي العراقي انتشال التميمي، بحضور نخبة من النقاد والمخرجين السينمائيين العرب والعراقيين، إضافة إلى الممثلة والمخرجة المصرية بشرى أحمد عبد الله، التي أشارت إلى أن انتشال التميمي كان بمثابة الأب البديل لها بعد فقدان والدها عام 2006، مبينة التشابه الكبير بين نشأتها ونشأته في بيئة يسارية، فيما أكد الناقد السينمائي عدنان حسين أن التميمي هو أول من قدم الفيلم العراقي إلى المهرجانات العربية والدولية، وأنه اختار بعناية أبرز الأعمال العربية منذ أوائل تسعينيات القرن الماضي، فيما وصفه المخرج العراقي علي محمد سعيد، بأنه “العراب السينمائي ما بعد 2003″، لدوره البارز في دعم جيل الشباب من السينمائيين العراقيين وإيصال أفلامهم إلى المهرجانات وصناديق الدعم.
فيديو: انهيار سنة العراق وسعدي الحلي.. كتب شغلت المتنبي اليوم
بشرى أحمد عبد الله – ممثلة ومنتجة مصرية، لشبكة 964:
انتشال كان يعتبر والدي شخصية ملهمة، إذ كان والدي الدكتور أحمد عبد الله رضا من أبرز اليساريين في مصر وقائداً للحركة الطلابية منذ السبعينيات، وله أثر كبير في العراق أيضاً.
بعد وفاة والدي عام 2006، أصبح الصديق انتشال بمثابة الأب البديل والمرشد لي في مجال المهرجانات السينمائية.
كان يمتلك قدرة استشرافية لافتة على اكتشاف الأفلام ذات الإمكانات العالية أو المواهب الواعدة.
قدم فرصاً مهمة لصنّاع أفلام عبر مراحل مختلفة، سواء في صندوق “سند” في أبوظبي أو في مهرجان الجونة أو غيره من المهرجانات.
وفر منصات للممثلين من خلال الأفلام والندوات، مؤكداً أن دور الممثل لا ينحصر أمام الكاميرا فقط، بل يتطلب تثقيفاً أوسع.
مبادرات التميمي أسهمت في فتح مجالات للسينما العراقية والعربية، وساهمت في إيجاد إنتاجات مشتركة وتعاونات أوسع، وهو ما ساعد على خروج الفيلم العراقي إلى المهرجانات الدولية.
عدنان حسين أحمد – ناقد سينمائي، لشبكة 964:
الوصف الأدق لانتشال التميمي هو أنه مبرمج سينمائي، ووظيفة المبرمج تكمن في انتقاء الأفلام وتقديمها إلى المهرجانات، وهو ما يتطلب ثقافة موسوعية واسعة.
التميمي بدأ عمله منذ أوائل تسعينيات القرن الماضي، وقدم العديد من الأفلام العربية والعراقية، ثم وسع نطاق اختياراته لتشمل أفلاماً من روسيا والاتحاد السوفيتي السابق.
كان أول من قدم الفيلم العراقي إلى المهرجانات العربية والدولية، مثل أفلام محمد الدراجي وعدي رشيد وغيرهما.
امتلك خبرة وذائقة فنية أهلته لانتقاء الأعمال الجيدة، بحيث يصعب تمرير أي فيلم ضعيف أمامه.
المخرجون الشباب يمكنهم الاستفادة من خبرته، خصوصاً في إعداد ملخصات الأفلام والمواد التعريفية، من خلال مراجعة الكاتالوغات التي أشرف عليها خلال أكثر من 25 عاماً.
علي محمد سعيد – مخرج عراقي، لشبكة 964:
انتشال التميمي هو “العرّاب السينمائي ما بعد 2003″، فقد كان داعماً مباشراً لجيل كامل من المخرجين مثل عدي رشيد ومحمد الدراجي، وساعدهم في الوصول إلى المهرجانات وصناديق الدعم.
العراق لم يكن يمتلك خبرة في هذا المجال قبل 2003، وقد لعب التميمي دور الجسر بين السينمائيين العراقيين والعالم الخارجي.
ما يميزه هو ثقافته الواسعة في الرواية والقصة والمسرح والأدب، وهو ما جعله مختلفاً عن المبرمج التقليدي.
الأفلام العراقية التي وصلت إلى المهرجانات الكبرى كانت ثمرة جهوده، ومشروعه كان ثقافياً وفنياً في جوهره، قبل أي اعتبار تجاري.