جيل عن جيل في سوق الشيوخ

بصمة تفتح كل السيارات “في الأفلام فقط”.. دردشة مع مستنسخ البصمات المحترف

سوق الشيوخ (ذي قار) 964

ينبه سجاد اليعقوبي الشباب من تصديق الأكاذيب عن وجود أجهزة أو بصمات “جوكر” تفتح السيارات، ويحكي من ورشته للمفاتيح -عند المدخل الرئيسي لسوق الشيوخ- تاريخ عائلة عريقة في المهنة يمتد إلى نحو 40 عاماً، بما في ذلك قصص عن المحاولات الكثيرة للخداع أو الاحتيال، فمهنة نسخ المفاتيح تنطوي على مخاطر كبيرة ومسؤولية أكبر، وتتطلب فراسة ودقة وتنسيقاً دائماً مع أجهزة الأمن، ولم يجد آل السادة اليعقوبي طريقة غير حصر القائمين على الورشة بأبناء العائلة، حرصاً على أمن وأمانة المكان، خاصة وأن تجاربهم تكررت مع الطلبات المشبوهة، من قبيل طلب طباعة مفتاح من رسمة على “صابونة”.

وفي المدينة الوادعة.. يقدم اليعقوبي كل خدمات استنساخ “بصمات” السيارات (أجهزة التحكم عن بعد) ويقول إن الأمر يتطلب في كثير من الأحيان تعاوناً مع وكالات السيارات وكذلك أجهزة الأمن، كما أن استنساخ مفتاح سيارة يمر بعدة مراحل تحقق لإثبات ملكية الشخص للسيارة، ويُشترط أن يصطحبها معه إلى المتجر.

وتطور العمل منذ جيل الآباء.. تم الاستغناء عن المبرد القديم بأجهزة حديثة أدخلها السادة، مع الالتزام بإجراءات أمنية صارمة تحول دون وصول المفاتيح إلى جهات غير موثوقة.

سجاد اليعقوبي – صاحب محل لصناعة بصمات السيارات، لشبكة 964:

أدير اليوم ورشتي المعروفة باسم “السيد للمفاتيح”، ودخلت هذه المهنة عام 2003، وكان والدي قد عمل بها منذ تسعينات القرن الماضي، وقبله عمي وجدي، فهي مهنة عائلية موروثة.

لا نسمح بدخول غرباء إلى مهنتنا نظراً لحساسيتها الأمنية، وتصلنا أحياناً حالات مشبوهة، كمن يحاول نسخ مفتاح مطبوع على صابونة، ونرفض مثل هذه الطلبات.

في البداية كان العمل يدوياً ويعتمد على المبرد بشكل أساسي، لكن بعد عام 2003 أدخلنا المكائن الحديثة، مما أدى إلى تطور واضح في الأداء وسرعة الإنجاز.

دخلت مجال برمجة بصمات السيارات تحديداً عام 2014، رغم أننا كمحل بدأنا العمل بها تدريجياً منذ عامي 2005، لاسيما مفاتيح السكيورتي، وهي مفاتيح أمان تتطلب برمجة دقيقة مثل البصمة.

السوق في العراق يشهد انتشاراً واسعاً للسيارات الكورية والأمريكية، مع وجود محدود للسيارات اليابانية مثل تويوتا وليكزس.

بصمة السيارة يمكن تقسيمها إلى قسمين، الأول هو الريموت الذي يفتح ويغلق الأبواب، والثاني خاص بالتشغيل وهو الأكثر تعقيداً، خصوصاً في الأنظمة الخليجية مقارنة بالأمريكية أو اليابانية أو الكورية.

البصمة الأصلية لا يوجد ما يماثلها إلا من خلال الوكالة، أما البصمات التجارية فبعضها عالي الجودة، لكنه لا يرقى إلى مستوى الأصلية.

يمكن التمييز بينهما من خلال الخامات الداخلية والكارت الداخلي، رغم التشابه الخارجي، فالبصمة الأصلية تتحمل الرطوبة والسقوط، والشركات المصنعة أغلقت أغلب الثغرات المتعلقة بالبصمات التجارية.

البعض يعتقد بوجود أجهزة قادرة على فتح أي سيارة، ونؤكد أن هذا غير صحيح، إلا في الأفلام، كل سيارة لها رقم شاصي محدد، والبصمة مبرمجة عليه، ولا يمكن استخدامها مع سيارة أخرى، باستثناء بعض الموديلات القديمة.

بعد برمجة البصمة نجري اختبارات دقيقة للتأكد من مدى توافق الإشارة، وسرعة الاستجابة بين القفل والفتح، ونسلم المفتاح للزبون بعد التأكد من عمله بشكل سليم، وأحياناً نمنح ضماناً للبصمات الأصلية يشمل البطارية والكارت.

نواجه أحياناً حالات طارئة، مثل وجود طفل داخل سيارة مقفلة، لاسيما وأن بعض السيارات خاصة الأمريكية، تمتاز بزجاج قوي يصعب كسره، ونتمكن من فتح السيارة عبر البصمة.

نستخرج المفاتيح المفقودة بعدة طرق، منها فتح جوزة التشغيل أو الباب، أو عبر رقم الشاصي، لكن مع مراعاة الشروط الأمنية والتحقق من ملكية السيارة من خلال الوثائق الرسمية، مثل السنوية وغيرها.

هذه المهنة من أكثر المهن حساسية، وتتطلب موافقات أمنية من الشرطة والاستخبارات، إضافة إلى تسجيلها رسمياً لدى نقابة العمال ووزارة الصناعة والمعادن.

أنصح أصحاب السيارات بالاحتفاظ بنسخة إضافية من المفتاح أو الريموت، لأن فقدانها يرفع الكلفة بشكل كبير، بعض المفاتيح لا يتجاوز سعرها 5000 دينار، لكن عند فقدانها قد تصل الكلفة إلى 25000 دينار أو أكثر، أما بصمات التشغيل فقد تصل كلفتها إلى أضعاف السعر الأساسي.

أسعار البصمات تتفاوت من 10.000 دينار حتى 150.000 دينار في الحالات الاعتيادية، وقد تصل إلى 400 دولار في حالات فقدان المفتاح ووجود السيارة في موقع بعيد، أو عند الحاجة للتواصل مع الوكالة للحصول على كود دخول، وهو ما يتطلب دفع رسوم إضافية.

شرط استنساخ البصمة هو أن يكون الشخص هو مالك السيارة، وأن تكون السيارة بحوزته فعلياً، مع تقديم أوراقه الثبوتية كاملة.

Exit mobile version