أعلى من طاقة البراكية على التصفية
أمام الكاميرا.. “الثقيلة” تتدفق إلى الفرات والكوفة تحذركم
النجف – 964
محطة البراكية لتصفية مياه الصرف الصحي في الكوفة لم تعد تستوعب الكميات التي تصل إليها، ولذلك تضطر إلى طرح المياه “كما هي” في نهر الفرات، ويحذر مدير بيئة النجف جمال عبد زيد من ما يحصل كما يتحدث سكان الأحياء المجاورة عن مخاطر كبيرة وروائح خانقة وأمراض جلدية وتنفسية كما في الأحياء القريبة من مجرى السهيلية والمقطع الممتد بين جسر الإمام علي وجسر الكوفة، فيما تتراجع جودة الماء والهواء مع كل موجة حر وشح مائي.. وتقول دائرة بيئة النجف إنها أغلقت 3 نقاط تصريف من أصل 6 كانت تصب في الفرات، لكن الثلاث المتبقية تتجاوز طاقتها التصميمية، وتطلق أكثر من نصف وارداتها إلى الفرات بلا معالجة، بينما لا يرقى الجزء المعالج إلى المستوى البيئي المقبول، مؤكدة أن إجراءاتها في توجيه الإنذارات ورفع الدعاوى لم تنفع، كونها ليست جهة تنفيذية لإيقاف التصريف ميدانياً، ما يجعل الحسم رهناً بقرارات المحافظة والوزارات المعنية.
المياه الثقيلة لوثت الفرات.. النجف تكشف تجاوزاً للصرف الصحي على النهر
وزيرا الموارد والبيئة يفحصان دجلة ويوثقان مدى تضرره بمياه الصرف الصحي (صور)
بالتفاصيل: نتائج فحص 4 أنهار في البصرة.. تلوث خطير لكن شط العرب هو الأنظف
جمال عبد زيد – مدير بيئة النجف، لشبكة 964
لا تزال نقاط تصريف مياه الصرف الصحي ومياه الأمطار وشبكات المجاري في محافظة النجف تشكل مشكلة بيئية كبيرة لنهر الفرات، ولا سيما مع الشح المائي وانخفاض المناسيب وضعف الإيرادات، الأمر الذي يرفع تراكيز الملوثات ويفاقم أثرها.
تقلص عدد نقاط التصريف على مقطع الكوفة، وهو المقطع الذي تقام عليه معظم مشاريع مياه الشرب، من (5 أو 6) نقاط إلى ثلاث رئيسة، وهي مبزل البوحداري، ونقطة تصريف في جزيرة أبو شخير، ومحطة البراكية التي تعد المحور الأساس في التلوث.
هذه النقاط تتلقى واردات تفوق طاقتها التصميمية، فتطلق أكثر من نصفها إلى نهر الفرات بلا معالجة، فيما لا يبلغ الجزء المعالج المستوى البيئي المقبول.
وإلى جانب ذلك.. ثمة تجاوزات من المواطنين على شبكات مياه الأمطار أو المبازل الزراعية، وقد أغلقت نقطتا شارع السكة وقصر الضيافة، ولم يعد لهما تصريف على نهر الفرات.
تبذل مديرية البيئة أقصى ما تستطيع لتقليل هذا الأثر عبر الضغط الإداري والقانوني على الجهات المسببة، ويتمثل ذلك في توجيه إنذارات وفرض غرامات ورفع دعاوى، غير أن صلاحياتها لا تخولها الإغلاق التنفيذي لهذه التصريفات.
لذا يستلزم الأمر موقفاً من المحافظة أو قراراً حكومياً أعلى لإنهاء هذا الملف. ومع استمرار الشح المائي يتراجع “معامل التخفيف” وتزداد تراكيز الملوثات في النهر، فتشتد الأضرار البيئية.
علي كاظم – طبيب من النجف، لشبكة 964:
تعاني منطقة السهيلية في قضاء الكوفة، عند نهاية كورنيش الكوفة، من مبزل تتزايد فيه كميات مياه الصرف الصحي “الثقيلة”، وهو رافد مباشر لنهر الفرات.
تسبب هذا المبزل في إصابة أعداد كبيرة من المواطنين بأمراض جلدية وغيرها، وتغيير طعم ولون مياه النهر، ولا سيما مع قلة الإطلاقات المائية وانخفاض الواردات.
على مدى يزيد على (15) سنة، تصب مياه الصرف الصحي في محافظة النجف في نهر الفرات عبر هذا المجرى، وهو أمر بالغ الخطورة.
رغم النداءات والمخاطبات المتكررة إلى حكومات المحافظة المتعاقبة في عهد لؤي الياسري، وماجد الوائلي، وحالياً المحافظ يوسف كناوي، ما زلنا نطالب بحلول عاجلة وناجعة ومستدامة.
تعد وزارات الصحة والبيئة والموارد المائية، فضلاً عن دوائر الماء والمجاري، جهات معنية مباشرة نظراً لمرور المجرى وسط منطقة سكنية كثيفة.
نأمل اتخاذ إجراءات حاسمة لإيقاف التصريف المباشر ومعالجة المياه قبل وصولها إلى النهر، حمايةً للصحة العامة ولمشاريع مياه الشرب والري التي تعتمد على الفرات.
حسين سعيد – مواطن من النجف، لشبكة 964:
يعاني مقطع نهر الفرات الممتد بين جسر الإمام علي وجسر الكوفة المؤدي إلى العباسية من تفاقم نمو الطحالب نتيجة استمرار تصريف مياه الصرف الصحي عبر المبزل، ما أدى إلى انتشار أمراض جلدية والتهابات تنفسية بين السكان.
تعذرت الحركة ليلاً بسبب شدة الروائح، كما ترتفع الرطوبة المنبعثة من المبزل، وفي فصل الصيف تتسبب الروائح التي تسحب عبر مبردات الهواء بحالات اختناق، وقد تؤدي أحياناً إلى أعطال في الأجهزة.
وقد انعدمت تقريباً الثروة السمكية التي كانت موجودة في هذا المقطع، بعد أن كان الصيد قائماً فيه، فلا يرى اليوم سوى طبقات من الطحالب، وتغير لون الماء ورائحته وطعمه، حتى بات أشبه بمياه الصرف الصحي.