من اسطبل حي الجامعة مع د. نبأ.. بغداد تدافع عن قدرة الخيل على علاج التوحد

حي الجامعة (بغداد) 964

تمتاز الخيول بحساسيتها العالية، وقدرتها على التقاط المشاعر، وفهم لغة الجسد والتفاعل معها، وهو ما جعلها من أوائل الكائنات التي استأنسها الإنسان منذ القدم، ومؤخراً.. تجاوزت الخيول مساحة الفروسية خاصة مع تطوير برامج علاج التوحد بركوب الخيل، إذ تشير بعض الدراسات إلى أن التواصل مع الخيول أسهل من البشر بالنسبة لأطفال التوحد وفرط الحركة، لأنه ينشط الحواس الخمس لدى الطفل، وهي ميزة يستثمرها المعالجون لتطوير المهارات الاجتماعية والحركية لمرضاهم، إلى جانب تحسين الجوانب السلوكية والعاطفية، وتقدم أكاديمية “العَلم” للفروسية، في حي الجامعة، غربي بغداد، برامج عديدة لمراكز علاج التوحد، وتسهل مهام الأطباء والأخصائيين، مع توفير أنقى سلالات الخيول العربية الأصيلة، والأجنبية المستوردة، وبأسعار مناسبة لا تتجاوز 200 ألف دينار للكورس المكون من 16 حصة تدريبية في الشهر، إضافة إلى استقبال الهواة والمتدربين الجدد، بعروض تبدأ من 10 آلاف دينار لـ 15 دقيقة، وصولاً إلى 35 ألفاً للساعة الواحدة.

فروسية بغداد: ركوب الخيل ينتج طاقة كهربائية تعالج التوحد و"فرط الحركة"

بلال محمود، صاحب أكاديمية العلم للفروسية، لشبكة 964:

إسطبل وأكاديمية العلم للفروسية مُسجّلة رسمياً ضمن الاتحاد العراقي للفروسية، وأصبحت محطة مهمة في مجال تدريب الفروسية، واستقبال الخيول المستوردة، بالإضافة إلى دعم برامج العلاج التأهيلي للأطفال.

تستقبل الأكاديمية الجنسيات الأجنبية من مختلف الدول، كما تحظى بعلاقات تعاون وتنسيق مستمر مع السفارة التركية في بغداد، التي تلعب دوراً محورياً في تسجيل الخيول المستوردة من تركيا، عبر تسهيل إرسال المستمسكات إلكترونياً، والتنسيق في التسجيل لدى كل من السفارة التركية والسفارة العراقية.

يوفر مربط العلم دورات تدريبية في الفروسية تستهدف الجنسين من الأطفال والشباب، تبدأ من عمر 5 سنوات فما فوق، وتُقسم الاشتراكات إلى: الاشتراك اليومي (15 دقيقة) مقابل 10,000 دينار، و (30 دقيقة) مقابل 20,000 دينار، و (60 دقيقة) مقابل 35,000 دينار، أما الاشتراك الشهري فيتضمن 16 وحدة تدريبية مقابل 200 ألف دينار.

يضم إسطبل العلم مجموعة من الخيول المميزة، تشمل خيولاً عربية أصيلة، وأخرى أجنبية مستوردة، تتراوح أسعارها ما بين 90,000 إلى 300,000 دولار أمريكي، وهو ما يعكس الاهتمام العالي بنوعية الخيول، واحترافية العناية بها داخل الإسطبل.

في السنوات الأخيرة، بدأ مربط العلم بتقديم خدماته للمراكز المختصة بـعلاج أطفال التوحد، حيث تم تسجيل تحسن ملحوظ في حالات متعددة من الأطفال بعد مشاركتهم في برامج ركوب الخيل.

مدة العلاج تختلف من حالة لأخرى، وتتراوح عادة من شهر إلى 4 أشهر، فالتفاعل مع الخيل يساعد على تعزيز التوازن، وتطوير التواصل الحسي والبصري لدى الطفل.

ركوب الخيل يُحفّز الحواس الخمس لدى الطفل: اللمس (بملامسة الحصان)، التوازن (بالحركة أثناء الركوب)، والسمع والبصر (من البيئة المحيطة). هذا التحفيز يُساعد على تنظيم الحواس وتحسين الاستجابة للمؤثرات، وهي مشكلة شائعة لدى أطفال التوحد.

نبأ محمد – طبيبة بيطرية:

هناك أبحاث علمية موثقة تُثبت فاعلية برامج ركوب الخيل في دعم الأطفال المصابين باضطراب طيف التوحد، خصوصاً في مجالات تحسين التنسيق الحركي، وتعزيز التواصل الاجتماعي، وتقوية التواصل البصري.

علاج التوحد بطبيعته متعدد التخصصات، ويعتمد على حالة الطفل، سواء كانت شديدة أو متوسطة، أو خفيفة، ولكن العلاج بركوب الخيل يُعتبر عنصراً مساعداً فعالاً، يُكمل الجوانب الأساسية من العلاج الطبي والنفسي والسلوكي.

التفاعل مع الحصان يُحفز حواس الطفل ويمنحه تجربة حسية غنية تُسهم في تحسين استجابته للمحيط، مما يجعل العلاج بالفروسية خياراً داعماً ومفيداً بشكل ملحوظ.