مبعوث إيران لتلفزيون العراق: لن نسمح بالغدر وأدرس مع بغداد كل الاحتمالات

964

كل ما يجري من أحداث وتحركات في الشرق الأوسط يوحي بأن مسار التوتر ما زال في تصاعد مستمر، وقد تكون لحظة الصدام قريبة جداً، كما يرى كثير من المراقبين، ووسط هذا السياق الخطير، يقول نائب وزير الخارجية الإيراني، سعيد خطيب زادة في لقاء على تلفزيون العراقية الرسمي، إن بلاده تتقن الحرب أيضاً، كما تلتزم الدبلوماسية المشروطة بضمان النتائج، لكي لا “تُغدر” طهران مرة أخرى وتتعرض للخيانة على حد تعبيره، بعد الهجوم المفاجئ الذي اخترق مفاوضات مسقط في حزيران الماضي، ويتحدث زادة عن مشاريع إسرائيل بثقة عالية، ويؤكد أنها ستواجه الفشل الذريع على المستوى القريب، رغم أن مخاطر السياسات الإسرائيلية صارت تمثل خطراً وجودياً لدول المنطقة كلها، وباتت خطيرة حتى بالنسبة للرئيس الأميركي الذي انتقدها بقسوة مؤخراً، كما كشف زادة عن سلسلة لقاءات مع مسؤولين عراقيين، بينهم مستشار الأمن القومي، قاسم الأعرجي، للتباحث حول عدد من الملفات السياسية والأمنية.

سعيد خطيب زادة – نائب وزير الخارجية الإيراني، في حوار مع الإعلامي علي عماد في تلفزيون العراقية، تابعته شبكة 964:

زيارتي الى العراق تنبع من أهميته بالنسبة لنا، وأهميته بالنسبة للمنطقة أيضاً، والتقيت مستشار الأمن القومي العراقي، الى جانب سلسلة لقاءات مع عدد من الفاعلين في مراكز القرار العراقي، وهناك الكثير من الموضوعات التي تناقشنا فيها، خاصة مع التطورات في منطقة غرب آسيا، والعدوان الإسرائيلي على إيران.

نحن نعيش في مرحلة تاريخية، والعديد من الدول الكبرى تتحدث عن نظام عالمي جديد، والحرب على إيران إحدى تجليات هذا التحول في النظام العالمي، وكما تشاهدون فإسرائيل تخرق كل القوانين الدولية منذ سنتين، وهذا يجري بمشاركة أميركا، وتعرضنا لعدوان جائر واغتيل عدد من قادتنا، والاغتيال هي سياستهم دائماً، ولكن تلقوا منا ضربات قاصمة ولم يستطيعوا تحقيق أهدافهم، على عكس ما يروج له الإعلام العالمي المدعوم من اللوبي الصهيوني.

نحن نتجنب الحرب منذ مجيء ترامب الى البيت الأبيض، وندرك أهمية السلام، فإيران دولة حضارية وصاحبة أقدم حضارة حية على وجه الأرض، أما في المقابل فهناك كيان مصطنع يعتقد أن استمرار وجوده يعتمد على العنف وإراقة الدماء، وحتى مع كل ما فعله الصهاينة والأميركان نحن نتجنب القتال دائماً، غير أننا نتقن الحرب أيضاً.

الحرب التي جرت على إيران غيرت الحقائق على الأرض، خاصة بعد مهاجمة المفاعلات النووية، وهي مفاعلات معلنة وغير مخفية ومعترف بها، ورغم وجود الكثير من المخاطر الإشعاعية التي نجمت عن الهجوم، ولكن وكالة الطاقة الذرية لم تفعل شيئاً، ورئيسها لم يستنكر الهجوم أصلاً، ولذلك شرع مجلس الأمن القومي الإيراني قانوناً ملزماً للحكومة الإيرانية بضرورة التنسيق مع المجلس الأعلى للدفاع في أي تعاون مقبل مع الوكالة الدولية، وعلى هذا المعيار ستكون العلاقة معهم.

إسرائيل صارت خطراً وجودياً على كل دول المنطقة، وحتى الرئيس الأميركي كان له موقف سلبي من سياساتهم، والجميع بات يدرك خطورة السياسات الإسرائيلية، فهي تخطط لمشروع إسرائيل الكبرى، والسيطرة على عدد من الدول، وتمد معبر داوود البري والجوي، ولكن إسرائيل الصغيرة ستواجه فشلاً كبيراً في هذه المشاريع على المستوى القريب.

نحن مستعدون للمفاوضات، ولكن بشرط أن تكون نتيجتها مضمونة، فالكل شاهد كيف تمت خيانتنا خلال المفاوضات السابقة، وكيف تمت خيانة كل الأعراف الدبلوماسية، وحتى شعبنا لن يسمح لنا بالدخول لمفاوضات غير مضمونة النتائج كما حدث سابقاً، ولكن ما زلنا نلتزم الدبلوماسية، وإذا لزم الأمر سنخوض خيارات مسلحة لكي لا تتم خيانتنا مرة أخرى.