الفياض أصر على اجتثاث سجاد سالم.. تيار عزيز الربيعي يضع الملح على جرح “الاستقلال”

بغداد – 964

انتقد الأمين العام لتيار الخط الوطني، عزيز الربيعي، ما وصفه بـ”تحول بعض القوى المدنية إلى مجرد حشوة في ائتلاف رئيس الحكومة محمد شياع السوداني”، مؤكداً أن قرار تياره بعدم المشاركة في الانتخابات السابقة كان خياراً مدروساً بعد إدراكه لهيمنة النفوذ السياسي على العملية الانتخابية. وأشار الربيعي، في بيان مطوّل، إلى أن ما جرى مع النائب سجاد سالم يمثل دليلاً على هشاشة هذه القوى وفقدانها للعدالة الانتخابية، متهماً إياها بالتخلي عن أبسط مطالبها وفي مقدمتها الكشف عن قتلة المتظاهرين.

سجاد سالم خارج الانتخابات وظافر العاني ينفي أنباء استب...

سجاد سالم خارج الانتخابات وظافر العاني ينفي أنباء استبعاده

وذكر الربيعي في بيان، تلقت شبكة 964 نسخة منه:

حشوة “التنمية” وإقصاء سجاد سالم

أكثر ما يثير إهتمامنا هذه الأيام أن أولئك الذين عابوا علينا سابقاً قرارنا بعدم المشاركة في الانتخابات، صاروا الآن يرددون علينا: “زين سويتوا ما اشتركتوا”، وهذا بحد ذاته ليس مجرد اعتراف متأخر، بل تحول فكري مهم نسعى لترسيخه في عقول جمهورنا وأصدقائنا ومحبينا أن السياسة ليست سباقاً شكلياً على مقاعد، بل معركة وعي وصراع رؤية.

في تيار الخط الوطني لم يكن خيار عدم المشاركة أمراً سهلاً، ولم يأتِ من فراغ، فقد قُدمت إلينا عروض كثيرة ومناصب مغرية في المحافظات مقابل الدخول في تحالفات مع (س) أو (ص)، لكننا أدركنا – بعد دراسات معمّقة – أن هذه الانتخابات ليست سوى مغامرة خطرة بنهاية مجهولة، وأن النفوذ السياسي سيلتهم كل تفاصيلها من تشكيل التحالفات وحتى المصادقة على نتائجها في حال اجريت في موعدها.

أما القوى التي تطلق على نفسها مسمى البديل الوطني أو القوى المدنية ولا أقصد هنا “تحالف البديل” الذي يديره الزرفي، فمع الأسف أثبتت أن بعض قياداتها لا تملك لا رؤية ولا بوصلة سياسية، بل لا هدف لديها سوى الوصول إلى البرلمان بأي ثمن، تحكمها النرجسية، وتنهشها الأحقاد الداخلية، حتى صارت تمارس لعبة التسقيط ضد بعضها البعض للتقرب من قوى السلطة، في مشهد بائس يفضح خواء مشروعها.

ولعل ما جرى مع الأخ سجاد سالم أوضح مثال، حيث صار ضحية أخرى ترمى خارج المشهد أمام رفاق دربه، فكل محاولات الوسطاء لإقناع فالح الفياض بسحب دعاوى منتسبي مؤسسته لم تجدِ نفعاً، والنتيجة كانت إقصاءً متعمداً لسجاد يفتقر للعدالة الانتخابية، وهكذا تبيّن أن هذه القوى المدنية التي رفضت أن تتوحد، لم تكن سوى أسماك صغيرة في بحر مكتظ بالحيتان، تلتهمها السلطة ساعة تشاء.

لكن الكارثة الأكبر هي أن هذه القوى قبلت أن تتحول إلى مجرد “حشوة” في ائتلاف رئيس السلطة التنفيذية، ومادة رخوة يسهل سحقها من قبل خصوم السوداني، فخسرت وجودها قبل أن تبدأ، وتناست حتى أبسط مطالبها القديمة وهي الكشف عن قتلة المتظاهرين، البند الذي تلاشى من قاموسها كما تلاشى من برنامج حكومة السوداني.

ما هو بدلينا عن الانتخابات؟ انتخابات، ولكن بمفوضية مستقلة، وقانون انتخاب عادل، وضوابط مالية حقيقية تشمل الكبار قبل الصغار.

هل سنقف على التل؟ كلا، ولن ندعو الناس لمقاطعة الانتخابات كما لن يمر رئيس وزراء خارج إرادتنا رغم عدم مشاركتنا، ومن حق أحدهم أن يسأل: ما هو حجمكم أو تأثيركم؟ وإجابتنا ليست ببعيدة.