964
يجري الخبير الاقتصادي، زياد الهاشمي، مقارنة مطولة لجدوى تصدير النفط العراقي عبر قناة السويس وخط كركوك – بانياس، خاصة مع المباحثات الجارية بين بغداد ودمشق لإحياء الأنبوب المتوقف منذ 2003، ويرى الهاشمي أن الخط العراقي السوري يوفر 3 – 5 دولارات عن كل برميل مصدر عبر موانئ سوريا، وبفارق زمني يصل الى 16 يوماً مقارنة بالطرق البحرية الأخرى الواصلة الى الأسواق الأوروبية والأميركية، وهي خطوة لا توفر المزيد من الدولارات للخزينة العراقية فحسب، بل تساهم في حل معضلتين تواجهان أمن الطاقة في البلاد، حيث تنحصر الصادرات العراقية بالأسواق الآسيوية بنسبة 80% وهو ما يجعل مضيق هرمز عالي الخطورة، والمهدد بالإغلاق على الدوام، ممراً وحيداً أمام ناقلات العراق، ولكن هذا لا يلغي خطورة الاعتماد على “بانياس” مرة أخرى، بالنظر الى الاضطرابات الكبيرة في سوريا، ويقترح الخبير الاقتصادي حصول بغداد على ضمانات اقتصادية وأمنية “دولية” كشرط لإحياء الأنبوب، حتى وإن كانت من أطراف ثالثة، ثم الانتقال الى اتفاقية بشروط جزائية ملزمة للسوريين لحماية حقوق العراقيين عن أي خلل أو توقف محتمل.
تصدير النفط العراقي عبر سوريا أفضل من الأردن.. خبير يقارن بين العقبة وبانياس
السوداني والوزير السوري يبحثان إحياء خط بانياس ومشاريع طاقة مشتركة على المتوسط
تدوينة زياد الهاشمي، تابعتها شبكة 964:
(أنبوب نفط بانياس) بين تباين الآراء داخلياً وأمن الطاقة الإقتصادي العراقي، وقفة لفهم أبعاد هذا المشروع اقتصادياً!
عاد الحديث مجدداً داخل العراق عن إعادة إحياء انبوب النفط الرابط بين العراق وبانياس، بعد إبداء الحكومة السورية رغبتها في التعاون مع العراق في هذا الصدد!
ومثل أي ملف آخر، فقد واجه هذا المشروع داخل الوسط العراقي آراء رافضة وأخرى مؤيدة في حالة معبرة عن حالة الانقسام المستمرة في تقييم كل ماهو جديد على الساحة العراقية!
ولو وضعنا كل ذلك جانباً وبحثنا في اقتصاد النفط العراقي، نجد أن العراق يعاني من مشكلتين جوهريتين، الأولى غياب التنوع في منافذ التصدير النفطي والاعتماد على منفذ واحد عبر الخليج وبنسبة 95%، والثانية في تركيز مبيعات النفط العراقي لآسيا بنسبة 80% وضعف تنوع الأسواق ومحدودية التصدير لأوروبا وأمريكا، لأسباب أهمها ارتفاع كلفة النقل وضعف التنافسية، وهذا ما يجعل العراق يحتاج للبحث دائماً عن حلول لتلك المسائل وتحسين أمن الطاقة الاقتصادي لديه، ومنها عبر حلول أنابيب النفط!
وقد يقول قائل إن تجارب العراق السابقة مع أنابيب النفط لم تكن موفقة حيث آلت في النهاية الى تفكيكها أو مصادرتها أو وقف تشغيلها، وهذا كله صحيح ولا غبار عليه، لكن لو بحثنا أكثر سنجد أن هذه المالآت حصلت بالمقام الأول نتيجة أخطاء عراقية لم تأخذ في الحسبان مصالح البلد في استمرار عمل أنابيبه!
ومن تلك الأخطاء حالات الحروب التي أدت لإنشاء أنابيب ومن ثم مصادرتها نتيجة مقررات دولية أو خلافات سياسية، وكذلك عدم إنجاز عقود متكاملة تضمن حق وسيادة العراق في تدفقات نفطه عبر أنابيب أخرى بغض النظر عن طبيعة العلاقة السياسية مع دول المرور!
وقد يقول آخر، إن دول الخليج كالكويت وقطر ليس لديها أنابيب لتصدير طاقتها فلماذا يبحث العراق عن ذلك؟! وهذا يحتاج لوقفة، حيث غاب عن أصحاب هذا الرأي أن تلك الدول لديها تنوع في المصادر المالية ولا تعتمد فقط على الطاقة لتوليد العوائد، فلديها صناديقها السيادية ولديها مشاريعها العالمية التي تدر عليها دخلاً كبيراً يغطي حاجة سكانها المحدود العدد، ويمكنها الصمود مالياً لأشهر وحتى سنوات إن تم توقف الإمدادات عبر الخليج (مع ذلك قامت السعودية والإمارات بإنشاء أنابيب تتجاوز الخليج، ولاتزال قطر والكويت يدرسون خياراتهم في هذا المجال)!
أما العراق، فاعتماده شبه كامل على مبيعات النفط ولا يملك صناديق أو استثمارات دولية يمكن الاعتماد عليها لتغذية المالية العامة الهائلة والتي يحتاجها شعب بتعداد كبير، ولن يستطيع العراق الصمود شهراً واحداً إن حدث تعطل في تصدير النفط عبر الخليج، في غياب منافذ تصديرية أخرى، لذلك تنويع منافذ التصدير للعراق قد تعتبر مسألة مصيرية وبالغة الأهمية!
وبالنسبة لأنبوب نفط بانياس، ومن ناحية جيواقتصادية، فهو أفضل الخيارات المحتملة أمام العراق، لما يوفره موقع ميناء بانياس من قرب جغرافي للعراق وإطلاله مباشرة وقريبة على الأسواق الأوروبية والأمريكية، والتي تضمن للعراق تقديم نفطه كنفط تنافسي يمكنه اختراق الكثير من الأسواق وزيادة حصص العراق السوقية وتنويعها وتحقيق مكاسب اقتصادية وسياسية من ذلك!
فأنبوب بانياس يمكن أن يوفر كلفة نقل أرخص مقارنة مع النفط المنقول في مسار بحري طويل عبر قناة السويس، بمقدار 3- 5 دولار كتوفير للعراق عن كل برميل، إضافة لزمن وصول أسرع لشحنات النفط لأوروبا بين 3 – 5 أيام، مقارنة بـ 12 – 16 يوم عبر موانئ التحميل في البصرة.
ولكي يضمن العراق إنشاء أنبوب بانياس وتدفق النفط عبره دون تأثيرات سياسية أو أمنية ويحقق المنفعة الاقتصادية المطلوبة، فإن ذلك يتطلب دراسة جدوى شاملة للمشروع.
والحصول على ضمانات دولية أو وساطة من أطراف ثالثة ضامنة لتأمين المشروع عبر تأمين دولي ضد المخاطر السياسية والاقتصادية والأمنية، وإجراء دراسة فنية لمسار آمن مع تصميم محطات الضخ والحماية ضد الأعطال أو التخريب.
وترجمة ذلك على شكل بنود تعاقدية واضحة عبر اتفاق حكومي ملزم بين بغداد ودمشق يحدد الملكية والحقوق والرسوم والضمانات وآليات حل النزاعات، تحمي تدفقات النفط وتحدد إجراءات تعويضية عند تضرر مصالح العراق في حال توقف تدفق أو تصدير النفط لأسباب خارج سيطرة بغداد!
بهذه الخطوات وغيرها يمكن للعراق تقليل المخاطر وضمان تشغيل الأنبوب بشكل آمن ومستدام، بطريقة وآلية وصيغة تعاقدية تضمن مصالحه في تنويع منافذ التصدير والوصول لأسواق جديدة تحقق أهدافه الاقتصادية والاستراتيجية في مجال الطاقة!
للمزيد عن قطاع النفط والغاز
آلية جديدة لتحديد كلف الإنتاج
بغداد تبدأ تنفيذ الاتفاق النفطي مع كردستان.. تعويض الشركات بـ16 دولاراً للبرميل
بعد استئناف التصدير صباح اليوم
النفط تؤكد زيادة الكميات المصدرة عبر جيهان قريباً وكردستان تشيد بالإنجاز
عقوبات أميركا عرقلت المشروع
العراق يطوي صفحة تركمانستان ويتجه للبحر.. وحدات عائمة في خور الزبير لاستقبال الغاز
التصدير عبر جيهان
لأول مرة نفط الإقليم سيسلم إلى بغداد.. وزير النفط يكشف تفاصيل الاتفاق الثلاثي
تفاصيل من الباحث ياسين عزيز
السوداني سجل لدى فرنسا اتفاقه النفطي مع أربيل بطلب شركات النفط
بين 4 حلول بديلة لتركمانستان
الغاز العربي ينقذ العراق بعد فشل الالتفاف على عقوبات إيران.. أنبوب قصير من الأردن
200 ألف برميل نفط يومياً
سومو تفصّل الزيادة بصادرات العراق: ملايين الدولارات ستدعم الموازنة
عرض الجميع